باتت طائرات البيرقدار التركية، والجنود السوريون يُشكلون كابوسا لميليشيا الحوثي في اليمن، حتى قبل وصولهم، فبعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبة السعودية باقتناء تلك الطائرات، بدأت الأقلام المسمومة تُحذّر وتنذر من هذا الخطر، حيث نُشرت عدّة مقالات في الصحف الإيرانية والصحف التي تدور في فلك إيران، تُهدد تُركيا تارةً، وأخرى تُهدد السعودية، لا سيما صحيفة (كيهان) الإيرانية المُتشددة التي توعدت بقصف تركيا بصواريخ الحوثي البالستيّة، إضافةً لموقع "رأي اليوم" الذي يُديره عبد الباري عطوان، المعروف بتبعيّته للنظام الإيراني ونظام الأسد.
وكتب أحد العاملين في موقع "رأي اليوم" منذ أيام مُحذرا تركيا من مغبّة التعامل مع المملكة العربية السعودية، واصفا السوريين الذاهبين لأخذ ثأرهم بالـ (مرتزقة)/ مُتناسياً كافة المرتزقة الذين جلبهم مُشغّلوه الإيرانيون لقتل السوريين.
يقول قيادي في فصائل المعارضة السورية لـ"إيران إنسايدر"، "في العام 2013 وأثناء مُحاولات الجيش السوري الحر السيطرة على آخر بؤر تواجد النظام في جنوب دمشق، إذ لم يبقَ أمامهم سوى بلدة السيدة زينب ليُحكموا حصار دمشق من جهتها الجنوبيّة، غير أنّ هذه العملية لاقت فشلا بعد تدخّل الميليشيات العابرة للحدود، ليدور الحديث حينها عن ميليشيات أبو الفضل العباس وبعض الميليشيات الإيرانيّة، غير أنّ أحدا لم يتحدث عن الحوثيين الذي ولغوا بدماء السوريين".
ويضيف القيادي الذي هجر مع عائلته إلى الشمال السوري، "مُشاركة الحوثيين إلى جانب نظام الأسد ظلّت ولأسبابٍ أجهلها طي الكتمان، فأحدٌ لم يتحدّث عمّا فعله أحفاد الإمام من انتهاكات يندى لها جبين الإنسانيّة".
بدوره، قال أحد المُرابطين على جبهات بلدة الذيابية جنوب السيدة زينب، إنّ "أتباع عبد الملك الحوثي كانوا من أكثر من المُرتزقة الذين جلبهم الخامنئي شراسةً، كأنهم كانوا يقتلون عدوّاً اغتصب أرضهم أو كان بينهم وبين السوريين ثأرٌ قديم، لم يكن العراقيون أو الأفغان أو الإيرانيين أو المُرتزقة اللبنانيون يحملون كل هذا الحقد ضد السوريين".
وتدور اليوم أقاويل هنا وهناك وفي الدوائر الضّيقة عن نيّة بعض المُقاتلين السوريين وبرفقة طائرات البيرقدار التركية الذهاب إلى جنوبي المملكة العربية السعودية.
يقول القيادي "إن صحّت هذه الأحاديث؛ فإن بابا جديدا فتح أمام الثوار السوريين للثأر للشهداء السوريين من إيران من خلال مقاتلة مرتزقتها من أتباع عبد الملك الحوثي، ففي صعدة اليمنيّة يتلطى مخلب قطٍّ إيراني أسود لا يقلُّ في خطورته عن حزب الله في لبنان".
ويضيف "ليعلم السوريون الذاهبون إلى أوكار الحوثيين في صعدة أنّ العميل الإيراني المدعو عبد الملك الحوثي من أوائل من وقف بوجه السوريين وأرسل مُرتزقته لقتل السوريين، ولعلّ أبرز مثالٍ على ذلك مقتل القيادي الحوثي (محمد الوارثي) في سوريا، أثناء قتله للسوريين".
ويتابع قائلا "أكثر من ذلك، فحربنا ضد أتباع عبد الملك الحوثي إن صحّت الأخبار، هي حربُ مُقدّسة بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى، فإنّ ادّعى مُريدوا الولي الفقيه أنّ حضورهم إلى سوريا لحماية المراقد، وهي الموجودة أصلاً على مرِّ التاريخ، وهذا ادّعاء زورٍ وبهتان، غير أنّ تجارب المسلمين مع القرامطة ما تزال حاضرةً، ومن واجب السوريين الذهاب إلى هناك لمساعدة الأشقاء في العربية السعودية لمنع أي محاولة وصول إلى مكة المُكرّمة والمدينة المُنوّرة، مع ملاحظة أن أنصار عبد الملك الحوثي باتوا يصفونه بـ (خادم الحرمين الشريفين)!، وفي ذلك دلالات خطيرة تؤكد نيّة الحوثيين الوصول إلى الأماكن المُقدسة في الحجاز".
وينهي قائلا "اليوم وبعد انتهاء الأزمة الخليجية وظهور بوادر تقارب بين الدول الوازنة في المنطقة كتركيا والسعودية ومصر، ينتظر العرب عموما والسوريون خصوصا تطهير المنطقة من وجود إيران ومرتزقتها المُنتشرين في كافة أرجاء الجزيرة العربية والشام والعراق، خصوصا وأنّ وسائل الإعلام التابعة لإيران كانت أكثر من بثّ في نار الفتنة بين الدول العربية وتركيا".
إيران إنسايدر – (غداف راجح)