تضع ميليشيا حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، أهالي منطقة القصير الواقعة في ريف حمص، قرب الحدود اللبنانية، بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن يبيعوا أراضهم بأثمان بخسة، أو يتحملوا مضايقات عناصر الميليشيا التي لا تنتهي.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلاً عن مصادرها، أن هناك الكثير من الشكاوى من قبل ملاك الأراضي الزراعية غرب نهر العاصي في القصير، إثر تعرضهم لمضايقات أنصار "حزب الله" للضغط عليهم لبيع أراضيهم بأبخس الأثمان.
وبينت المصادر، أن أحد المزارعين من عائلة مسيحية عرفت بولائها للنظام، وقتل عدد من أبنائها في معارك القصير، يتعرض اليوم لمضايقات من مناصري حزب الله، لرفضه بيع أرضه غرب العاصي التي يكسب من زراعتها، فتارة يستوقفه مسلحون وأخرى يداهمون مزرعته ويرهبون عائلته.
وأكدت المصادر، أن من والى وقاتل إلى جانب النظام دون أن يغادر البلاد، لا سيما المسيحيين، يشعرون بأن حزب الله انقلب عليهم.
ورغم أن الأهالي عندما يجتمعون بقياديين من الحزب في القصير لحل مشكلة، يؤكدون لهم أن الحزب عمم على عناصره وأنصاره بعدم المساس بمسحيي القصير، إلا أن واقع الحال يقول عكس ذلك، فلا يميزون بين أنصار النظام ومناهضيه.
ولفتت المصادر، إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد في المنطقة لا يزعجون حزب الله بشكل واضح، ولكنهم غير راضين عن استيلائه على منطقة غرب العاصي، وصدر تعميم داخلي للبلديات في محافظات حمص يحذر من عمليات بيع وشراء مناطق غرب العاصي، لأنه "ثمة خشية واضحة من تحويل تلك المناطق إلى مناطق موالية لحزب الله".
ونوهت المصادر إلى أن الأمن العسكري تدخل بطريقة خفية لمنع محاولة حزب الله وإيران توطين أهالي بلدتي كفريا والفوعة، وهما بلدتان سكانهما من الطائفة الشيعية، في القصير لدى إنجاز اتفاق المدن الأربع عام 2017 الذي نصّ على خروج آمن لكل من أهالي ومسلّحي بلدتي كفريا والفوعة بمحافظة إدلب والزبداني ومضايا بمحافظة ريف دمشق.
واستعاد نظام الأسد بدعم من ميليشيا حزب الله السيطرة على منطقة القصير في 2013، حيث جرى تهجير من تبقى وكان عددهم بإحصاء عام 2011 نحو 111969 نسمة، وكادت تخلو المنطقة من الأهالي، حيث نزح بين عامي 2011 و2012، الموالون للنظام.
وفي عام 2013، ضمت القصير نحو عشرة آلاف نسمة، وبعد سحق المعارضة المسلحة لجأ معظم هؤلاء إلى منطقة عرسال الجبلية في لبنان، وبعض قرى البقاع المحاذية للحدود وأقاموا في مخيمات غير شرعية هناك، وقدر عددهم عام 2021 بخمسة عشر ألف لاجئ، يعيشون أوضاعا إنسانية هي الأصعب مع أنهم يشكلون ما نسبته 30 في المائة من اللاجئين السوريين في مناطق شمال لبنان.
وفي عام 2013 وفور استعادة السيطرة على منطقة القصير، سمح بعودة النازحين، وهم نحو ثمانية آلاف نازح رجعوا بين 2013 و2019.
وباتت منطقة القصير تحت سيطرة مشتركة لقوات النظام وحزب الله، مع سيطرة أوسع وأقوى للحزب على الأحياء والقرى والأراضي الزراعية الغربية المحاذية للحدود.
إيران إنسايدر