ما حقيقة إنزال ميليشيات تابعة لإيران لراياتها في سوريا؟

صورة منشورة يوم الاثنين 8 مايو تظهر رفع العلم الإيراني فوق موقع تابع للمليشيات الإيرانية قرب بلدة معرة حرمة في جبل الزاوية في ريف إدلب
صورة منشورة يوم الاثنين 8 مايو تظهر رفع العلم الإيراني فوق موقع تابع للمليشيات الإيرانية قرب بلدة معرة حرمة في جبل الزاوية في ريف إدلب

نفت مصادر سورية صحة ما نشرته وسائل إعلام عن قيام الميليشيات التابعة لإيران بإنزال أعلامها وراياتها من مواقع عدة في سوريا بأوامر من حكومة الأسد.

وأكدت مصادر متطابقة لإران إنسايدر أنه لم يتم تسجيل إنزال ميليشيات إيران في ديرالزور لراياتها من مواقعها، كما لم تشهد مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية أي تحركات أو تغيرات خلال الأيام الماضية. 

وفي إدلب، تداول ناشطون صورة يوم الاثنين 8 مايو تظهر رفع العلم الإيراني فوق موقع تابع للمليشيات الإيرانية قرب بلدة معرة حرمة في جبل الزاوية في ريف إدلب والتي سيطرت عليها قوات النظام السوري عام 2020 وقامت بتهجير سكانها منها.

وتنشر إيران عشرات المليشيات في سوريا، وتملك قواعد عسكرية بعضها معروف والبعض الآخر مجهول، بعدما عمد الحرس الثوري الإيراني إلى اتخاذ مقرات لقوات النظام السوري قواعد له للتمويه، خصوصاً في ريف دمشق والجنوب السوري، إضافة لسيطرته على طرق إمداد مركزية تمتد من البوكمال في ديرالزور (شرقا) وصولا إلى مدينتي نبل والزهراء أقصى شمال حلب مرورا بريفي حماة وحلب الجنوبي (شمالا)، ومن البوكمال مرورا بتدمر وريف حمص وصولا إلى بلدة القصير على الحدود السورية اللبنانية (وسط)، ومنديرالزور وصولا إلى اللاذقية (غربا) مرورا بمحافظة حمص، ومن ديرالزور وصولا أيضا إلى درعا والسويداء والقنيطرة (جنوبا) مرورا بمنطقة الضمير بريف دمشق حتى دمشق وريفها الجنوبي على وجه الخصوص. 

وتستخدم إيران المطارات السورية لنقل شحنات السلاح الدقيقة خلال السنة الماضية، وخاصة مطاري حلب ودمشق الدوليين، كما تلجأ لنقل المعدات العسكرية الثقيلة على مراحل عبر الطرق البرية لترسيخ وجودها العسكري الكامل في سوريا، والذي يتجاوز قدرة النظام السوري أو حتى روسيا على منافسة إيران أو الحد من نفوذها.

قواعد استراتيجية

تؤكد مصادر مطلعة أن أبرز القواعد العسكرية الإيرانية تقع قرب "معامل الدفاع" بالقرب من بلدة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الشرقي، مشيرة إلى أن الإيرانيين يتمركزون داخل المعامل منذ عام 2012. كما أشارت المصادر إلى أن الميلشيات الإيرانية تملك قاعدة كبرى في جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، إضافة إلى نقاط عسكرية ليست بعيدة عن منطقة العيس في الريف نفسه، والذي لطالما كان مقراً وممراً للمليشيات الإيرانية. 

وأوضحت المصادر، أن للإيرانيين قاعدة مهمة داخل مطار "تي فور" العسكري في ريف حمص الشرقي وهو أكبر المطارات العسكرية في سوريا، كذلك يتخذ خبراء إيرانيون من مطار الشعيرات العسكري بريف حمص الشمالي مقراً لهم. 

وللإيرانيين أكثر من قاعدة جنوب العاصمة دمشق في محيط بلدة الكسوة والتي تعرضت أكثر من مرة لقصف إسرائيلي، ومحيط منطقة السيدة زينب التي تحولت خلال سنوات الصراع على سوريا إلى معقل بارز للمليشيات الإيرانية.

كذلك أقام الإيرانيون قاعدة كبرى لهم في محيط مطار دمشق الدولي جنوب شرقي العاصمة السورية.

ووفق مصادر متقاطعة، يطلق على هذه القاعدة اسم "البيت الزجاجي"، وهو مبنى محصن ذو جدران مضادة للانفجار، مؤلف من خمسة طوابق ويحوي 180 غرفة، يحرسه حوالي ألف عنصر مسلح، ويضم عدداً من الدوائر بما فيها مكافحة التجسس والخدمات اللوجيستية، وقيادة المليشيات الأجنبية، إضافة إلى المخابرات الإيرانية. وقام الطيران الإسرائيلي باستهداف المبنى في مايو 2018 بغارات موسعة شنّها على دمشق ووسط وجنوب سوريا، إلا أن الإيرانيين أعادوا تأهيله.

إضافة إلى هذه القواعد، يحتفظ الإيرانيون بوجود لهم في العديد من المناطق السورية، منها جبل زين العابدين في ريف حماة الغربي، وداخل مدينة حمص وسط البلاد، وعلى الحدود السورية اللبنانية في منطقة القلمون الغربي، وفي مواقع عدة بريف درعا والقنيطرة والسويداء. 

 وتعد قاعدة "الإمام علي" في منطقة الهري في محيط مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي أكثر المواقع الإيرانية تحصينا، والتي يبدو أن الإيرانيين يريدون من خلالها ترسيخ وجود دائم في الشرق السوري. 

ووفق مصادر مطلعة، تحوي هذه القاعدة 15 نقطة عسكرية، بينها 10 نقاط تحوي عدداً من مخازن السلاح وساحات لتدريب المقاتلين، إضافة إلى عدد من المقار العسكرية للمليشيات المدعومة من إيران، فضلاً عن خمس نقاط أخرى تحوي منصات إطلاق صواريخ متطورة. 

ومن المقرر أن تؤوي القاعدة آلاف العناصر، كما يمكن إخفاء شاحنات وكميات كبيرة من المعدات العسكرية داخلها، حسب الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية التابعة لشركة "ISI". 

وأظهرت الصور الفضائية خمسة مبانٍ مختلفة تم بناؤها حديثاً وتحيط بها أكوام ترابية كبيرة

وتعتبر قاعدة الإمام علي من أكبر القواعد التي تبنيها إيران في سوريا، وأسندت مهمة بنائها إلى "فيلق القدس". وقصفت طائرات مجهولة يرجح أنها إسرائيلية أكثر من مرة هذه القاعدة، إضافة إلى قصف طيران التحالف الدولي لها.


سوريا ديرالزور ريف دمشق ريف حمص مطار دمشق الميليشيات الايرانية في سوريا ادلب مطار حلب