أكدت مصادر أمنية اندلاع انفجارات مدوية ليلة الثلاثاء - الأربعاء، على الحدود السورية - العراقية من جانب البوكمال.
وأضافت المصادر، أن طائرات مسيرة قصفت شحنة أسلحة دقيقة تابعة لإيران بعد دقائق من عبورها من معبر القائم العراقي، إلى معبر البوكمال في الجانب السوري.
وأظهرت صور أولية لمعبر البوكمال - القائم الحدودي، تصاعد النيران عقب تعرض الشحنة العسكرية للقصف الصاروخي من قبل طيران مسير يعتقد أنه يتبع للتحالف الدولي في سوريا.
شحنات أسلحة
ونشر مركز "ألما" الإسرائيلي البحثي، تقريرا حول آلية عمل الممر الإيراني البري لتهريب الأسلحة عبر العراق إلى سوريا ولبنان، تحت غطاء شحنات "إنسانية" وغذائية.
وأفاد التقرير، الذي ترجمه موقع "عنب بلدي"، أن الأضرار التي لحقت بمسارات الممر الجوي والبحري هي الأشد خطورة، وأن إيران لم تتخل عن الممر البري، والنشاط مستمر، بالدرجة الأولى تحت غطاء مدني ودروع بشرية.
وعاد الإيرانيون لتركيز جهودهم مرة أخرى على الممر البري، وسط تركيز الهجمات الإسرائيلية لتعطيل الممرين البحري والجوي.
ويتيح الممر البري للإيرانيين الاستفادة من مزاياه المتمثلة في استغلال صعوبة الحصول على معلومات استخباراتية، لاستهداف شاحنة واحدة محملة بالسلاح على طول ممر بري في منطقة صحراوية بطول ألف و800 كيلو متر، مقارنة بطائرة أو سفينة.
وأعيد فتح معبر البوكمال الحدودي من الجانب السوري في أيلول 2019، بعد إخلاء المنطقة من عناصر تنظيم داعش، واستعادتها في تشرين الثاني 2017 من عناصر في المحور المتطرف بقيادة إيران والنظام السوري.
وتخضع مدينة البوكمال شرقي سوريا لسيطرة أمنية إيرانية، وهي إحدى النقاط الإستراتيجية الرئيسية في الممر البري لـ"المحور الشيعي المتطرف بقيادة إيران"، وفق المركز.
وهذا ما جعل سيطرة إيران العسكرية والمدنية على المنطقة مطلقة، كما يسيطر عناصر من المليشيات الشيعية على الحالة الأمنية في مدينة البوكمال.
وتتميز المنطقة الجغرافية بين القائم في العراق ومدينة البوكمال السورية، بانتشار كبير لقواعد عسكرية تعمل برعاية إيرانية، والدور الأساسي لـ"الميليشيات الشيعية" الإيرانية هو تأمين طرق الممر البري في العراق وسوريا بشكل عام، ومنطقة المعابر الحدودية في القائم والبوكمال بشكل خاص.
وتستخدم القوات الإيرانية شبكة الأنفاق التي حفرها تنظيم داعش سابقا في منطقة الميادين شمالي البوكمال.
وتملك إيران عدة خيارات لإخفاء الأسلحة التي تنقلها في الممر البري، عبر غطاء وشحنات "إنسانية" وغذائية.
ويستغل الإيرانيون الحافلات المدنية التي تقل حجاجًا شيعة في طريقهم لزيارة الأماكن الدينية الشيعية المقدسة في سوريا لنقل الأسلحة، وعلى الأرجح مكونات الأسلحة المعدة لمشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتم تنفيذه، في مصياف.
وتنقل الحافلات أيضا المكونات المستخدمة في صيانة وتجميع الطائرات بدون طيار في مطار "T4" بين تدمر وحمص وسط سوريا، وتدخل هذه الحافلات إلى سوريا من العراق عبر منطقة العباس جنوب شرقي البوكمال.
ونوّه التقرير إلى أن الإيرانيين اتجهوا لتمويه واستيعاب الممر قدر الإمكان في بيئة مدنية، وهذا واضح بشكل خاص عندما يتم تخزين الأسلحة في موقع التخزين المؤقت قبل تسليمه إلى "حزب الله" في لبنان.
وأسس الإيرانيون "قاعدة الإمام علي" العسكرية عام 2019، وتقع شرقي مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق، وهي القاعدة الأكبر والأكثر مركزية التابعة لإيران في منطقة معبر الممر البري في البوكمال.
ويتم تخزين الأسلحة المنقولة من إيران عبر العراق في قاعدة "الإمام علي" وإعدادها لمزيد من النقل غربًا إلى لبنان، كما أن الميليشيات الشيعية تتدرب في القاعدة وبالقرب منها.
وفي 2019 وسط تعرّض القاعدة لعدة هجمات، بدأت إيران بحفر أنفاق مناسبة لدخول ومرور مركبات النقل الكبيرة مثل الشاحنات، ويعتقد مركز الأبحاث أن هذه الأنفاق تستخدم لتخزين الأسلحة الثقيلة.
وفي نهاية عام 2019، نفذت إيران أعمال بناء واسعة النطاق، وتم توسيع القاعدة وبنائها على ثلاثة مجمعات رئيسية.
إيران إنسايدر