حذر وزير الدفاع بيني غانتس إيران، من أن إسرائيل لن تسمح لها بنشر أسلحة "تغير قواعد اللعبة" إلى وكلائها في المنطقة، بعد ساعات من أنباء عن قيام الجيش الإسرائيلي بضرب أسلحة مشحونة من إيران في ميناء اللاذقية بسوريا.
وقال غانتس، وفقا لما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن إسرائيل لن تسمح لإيران بنقل أسلحة تغير قواعد اللعبة إلى وكلائها ما يشكل تهديدا للاسرائيليين.
ولم تعترف إسرائيل رسميًا بتنفيذ الضربة على ميناء اللاذقية، في وقت أعلن فيه نظام الأسد أن طائرات حربية إسرائيلية نفذت الهجوم فوق البحر المتوسط.
وتسبب القصف في حدوث انفجارات ثانوية ضخمة في الميناء، ربما بسبب قيام الصواريخ الإسرائيلية بتفجير ذخائر، حيث استمرت الحرائق في مكان الحادث لساعات طويلة.
أدلى غانتس بهذه التصريحات خلال زيارة لقاعدة رامات ديفيد الجوية، التي تضم عددًا من أسراب طائرات مقاتلة من طراز F-16.
وقال غانتس "هذا العام أيضًا، عملنا ضد التهديدات على جبهات مختلفة، وكلها تغذيها إيران، التي تعد العدو الأكبر لأمتي ولسكان الشرق الأوسط".
ودعا وزير الدفاع النظام السير إلى منع إيران من العمل داخل حدودها، قائلا إن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل حسب الحاجة لإحباط أنشطة طهران.
وقال مسؤولون سوريون ووسائل إعلام رسمية، إن الهجوم تسبب في مزيد من الضرر وإنه يمكن سماع دوي الانفجار على بعد أميال. وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن الدفاعات الجوية السورية تم تفعيلها عندما بدأت الصواريخ في السقوط على الميناء حوالي الساعة 3:20 فجرا.
وقال مسؤول عسكري، إن صواريخ إسرائيلية أطلقت من البحر غربي اللاذقية فأصابت الميناء وأشعلت حرائق تسببت في أضرار جسيمة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المسؤول المجهول الهوية، قوله، إن رجال الإطفاء أخمدوا النيران بعد الهجوم.
وبحسب وكالة سانا، لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات في الهجوم الصاروخي.
وعرضت قناة الإخبارية التلفزيونية الحكومية السورية لقطات تظهر ألسنة اللهب والدخان يتصاعد من الصالة.
وبثت في وقت لاحق صورا للزجاج المكسور وأضرار أخرى في المباني السكنية والسيارات المتوقفة في المنطقة القريبة من الميناء.
وقال مراسل الإخبارية إن هجوم الثلاثاء يمكن سماعه في طرطوس، وهي مدينة ساحلية أخرى على بعد أكثر من 80 كيلومترا (ما يقرب من 50 ميلا).
بدوره، قال رئيس إدارة إطفاء اللاذقية مهند جعفر، إن 12 عربة إطفاء عملت لساعات لاحتواء الحريق، مضيفاً أن الحاويات التي تعرضت للقصف كانت تحتوي على قطع غيار سيارات ونفط، لكن لم تقع إصابات.
وأظهرت لقطات من المنطقة تصاعد أعمدة الدخان السوداء الكبيرة فوق الميناء مع اندلاع حرائق مختلفة حول المحطة.
وهذه ثاني ضربة إسرائيلية مزعومة في اللاذقية هذا الشهر.
وقال مدير الميناء أمجد سليمان لـ "الإخبارية"، إن الأضرار أكبر بكثير من تلك التي نجمت عن هجوم 7 كانون الأول (ديسمبر) وتطلبت جهدا كبيرا لنقل الحاويات السليمة بعيدا عن النيران.
وفي هجوم 7 ديسمبر / كانون الأول، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الغارة الجوية أصابت شحنات أسلحة كانت متجهة إلى مقاتلين مدعومين من إيران.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في تقييمه لنهاية العام، قيامه بضرب عشرات الأهداف في سوريا فيما وصفه بـ "حملة ما بين الحربين". وأضافت أن ثلاثة أهداف قصفت أيضا في لبنان، دون تقدم المزيد من التفاصيل.
كما أفاد بحدوث 100 عملية للبحرية الإسرائيلية، بما في ذلك العشرات من "العمليات الخاصة".
واستهدفت بعض الضربات السابقة المطار الرئيسي في العاصمة السورية دمشق.
وعلى الرغم من قيام إسرائيل بغارات منتظمة على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، إلا أنها نادراً ما تضرب بالقرب من اللاذقية، حيث يحتفظ الجيش الروسي بقاعدة عمليات قريبة.
بسبب علاقتها الدقيقة مع موسكو، تمتنع إسرائيل عادة عن تنفيذ هجمات ضد أهداف إذا كانت هناك قوات روسية قريبة، على الرغم من أن إسرائيل تعتقد أن هذه السياسة المعروفة دفعت إيران إلى السعي لحماية عمليات نقل أسلحتها من خلال تنفيذها بالقرب من مناطق السيطرة الروسية.
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)