أنهت ميليشيا "حزب الله" اللبناني المدعومة من إيران، اليوم الخميس، تخريج دُفعة مقاتلين جدد، ضمن معسكراتها المنتشرة في محيط منطقة العيس القريبة من الطريق الدولي حلب - دمشق، المعروف بطريق "إم 5"، جنوبي محافظة حلب، شمالي سوريا.
وأكدت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أنّ ميليشيا "حزب الله" اللبناني خرّجت، يوم الخميس، 150 متطوعا جديدا من معسكرين أنشأتهما مؤخرا في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، بعد تدريبات مكثفة خضع لها المجندون الجدد، واستمرت لمدة 20 يوما، تلقّوا خلالها تدريبات على الأسلحة الثقيلة والرشاشات المتوسطة، وسلاح القناصة، بإشراف من قادة (لبنانيو الجنسية)".
وبحسب المصادر، فإنّ "حزب الله" خرّج 1200 مقاتل، توزعوا على ثماني دورات متفاوتة، منذ مطلع العام الجاري، جُلها كانت ضمن معسكرات منطقة العيس جنوبي محافظة حلب، وزُج بقسم من المجندين على جبهات إدلب وريف حلب الغربي، وتحديدا جبهة سراقب شرقي محافظة إدلب التي يُسيطر الحزب على أجزاء واسعة منها، بالإضافة إلى قسمين تم توزيعهما على البادية السورية، وتحديدا منطقة البوكمال شرقي محافظة دير الزور (شمال شرق) التي تُسيطر عليها المليشيات الإيرانية.
ولفتت المصادر إلى أنّ جميع المقاتلين الذين خرّجتهم قوات "حزب الله" من هذه الدورات، هم شُبان محليون، تم تجنيدهم براتب شهري قدره 150 ألف ليرة سورية (40 دولاراً أمريكيا) عن طريق سماسرة يتبعون للمليشيات الإيرانية، ولديهم مكاتب أمنية تنتشر في مختلف المحافظات السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري.
وحول تكثيف انتشار "حزب الله" في جنوب محافظة حلب، يقول عبد الرحمن عمر، وهو محرر الشأن السوري في موقع "إيران إنسايدر"، لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ بداية التدخل الإيراني في سوريا، كانت حلب أبرز المحافظات التي أولتها إيران أهمية كبيرة. ومنذ بدء الحملة العسكرية لفتح طريق خناصر - حلب الاستراتيجي أواخر عام 2015، والسيطرة عليه مطلع عام 2016، بدأت إيران بتأسيس القواعد العسكرية في ريف حلب الجنوبي في المنطقة الممتدة من خناصر والسفيرة جنوبي حلب، حتى مدينتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي".
ولفت عمر إلى أنه "من أبرز القواعد العسكرية هي (العيس، وجبل عزان والحاضر)، ومنح الحرس الثوري الإيراني (حزب الله) اللبناني مسؤولية تدريب العناصر الجدد الذين ينتسبون للمليشيات الإيرانية في شمال سوريا، وانطلاقاً من هذه القواعد يتم توزيعهم على النقاط العسكرية في شرق سوريا ومنطقة البادية السورية التي ينشط فيها عناصر تنظيم داعش".
ولفت عمر إلى أنّ "حزب الله يستفيد أيضا من هذه القواعد العسكرية بريف حلب الجنوبي، كونها قريبة من معامل الدفاع في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي، والتي يتم فيها تصنيع الصواريخ متوسطة المدى، والتي يعمل الحزب على نقلها من المعامل إلى داخل الأراضي اللبنانية، وإلى نقاط سيطرة الحزب والمليشيات الإيرانية في جنوب سوريا".
وأوضح أنّ "الحزب يستفيد من ريف حلب الجنوبي في مسألتين؛ الأولى تدريب العناصر وأدلجتهم للمشاركة في العمليات القتالية في شرق سوريا (ديرالزور والبوكمال والميادين)، إضافة إلى البادية السورية الممتدة من ريف حماة حتى ريف حمص وصولا إلى الحدود السورية العراقية. والثانية باستغلال هذا التواجد والتمركز لنقل الصواريخ التي يتم تصنيعها في معامل دفاع السفيرة".
ولفت عمر إلى أنّ "لمدينة حلب أهمية خاصة لكل من إيران وحزب الله، كون أنّ طهران تريد عملية إعادة إعمار المدينة، وكذلك تأسيس وجود عسكري دائم في المحافظة المتاخمة لمناطق سيطرة فصائل المعارضة المدعومة من قبل تركيا".
المصدر: العربي الجديد