كتبها قبل رحيله.. ما وصية "ميشيل كيلو" للسوريين؟

عبدالرحمن عمر
ميشيل كيلو كتب وصية وجهها للشعب السوري حملت عنوان "كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات"
ميشيل كيلو كتب وصية وجهها للشعب السوري حملت عنوان "كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات"

نعى السوريون، الكاتب والمعارض ميشيل كيلو، اليوم الاثنين، الذي توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، في فرنسا.  

ونقل "كيلو"، في الأيام الماضية إلى إحدى مشافي العاصمة باريس، بسبب تفاقم أعراض الإصابة بـ"كورونا"، حيث يقيم منذ سنوات.

وقبل وفاته بأسبوع كتب المعارض السوري، وصية وجهها للشعب السوري، حملت عنوان "كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات".

وجاء في نص الوصية "لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءا منها".

وأضاف كيلو "لا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا إليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدوا لكم".

وتابع كيلو قوله، "في وحدتكم خلاصكم، فتدبروا أمرها بأي ثمن وأية تضحيات، لن تصبحوا شعبا واحدا ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر إلى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد، الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتهم، وأنتم تعتقدون بأنكم تقاومونه".

وقال كيلو في وصيته للسوريين، "ستدفعون ثمنا إقليميا ودوليا كبيرا لحريتكم، فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماما".

وزاد "لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز.. استمعوا إليهم، وخذوا بما يقترحونه، ولا تستخفوا بفكر مجرب، هم أهل الحل والعقد بينكم، فأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع".

وفي ختام الوصية أوصى كيلو السوريين باعتماد أسس للدولة "يسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينهم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لهم".

واعتبر الراحل أن "استقرار هذه الأسس يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة".

وكيلو معارض ليبرالي علماني وكاتب ومترجم. ولد في مدينة اللاذقية عام 1940، وكان عضوا في الحزب الشيوعي السوري ومن أبرز المعارضين لحكم عائلة الأسد منذ عقود. اعتقل مرات عدة، أثناء حكم حافظ الأسد بين عامي 1980 و1983، ثم في العام 2006 خلال حكم بشار الأسد. وحكمت عليه المحكمة العسكرية عام 2007 بالسجن ثلاثة أعوام، وتم الافراج عنه بعد انتهاء محكوميته.

وكان كيلو من أبرز قادة "ربيع دمشق" القصير الأمد، بعد وصول بشار الأسد إلى الحكم. كما كان من أبرز موقعي إعلان دمشق في عام 2006 ونشر مقالات رأي في صحف عدة لبنانية وعربية.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام في عام 2011، جاهر كيلو بتأييده للتظاهرات السلمية منذ انطلاقها وللمطالبة بالحرية والديمقراطية، ما عرّضه لمضايقات غادر على إثرها سوريا. واستقر منذ سنوات في باريس. مثّل كيلو التيار الليبرالي في الائتلاف السوري، الذي انضم إلى صفوفه صيف عام 2013، قبل أن ينسحب منه لاحقا إثر خلافات.

ولطالما انتقد كيلو تشرذم قوى المعارضة وداعميها. وقال في حوار مع وكالة فرانس برس في باريس في 30 أيلول/سبتمبر 2015، إن انخراط قوى إقليمية ودولية في النزاع السوري أدى إلى "أننا أصبحنا رهينة الألعاب السياسية والدبلوماسية الدقيقة" للدول التي بات كل منها يملك "ورقة سورية".

وفي حوار مع مركز أبحاث سوري معارض تزامنا مع اتمام النزاع عامه العاشر، قال كيلو في 16 آذار/مارس الماضي "ليس هناك بعد الآن من يستطيع أن يعيد السوريين إلى زمن ما قبل 15 آذار/ مارس 2011"، مضيفا "السوريون اجتازوا المسافة الضرورية لترك النظام وراءهم، النظام السوري صار وراءنا ولا يستطيع على الإطلاق أن يأتي بنا مرة أخرى إلى حيث كنا، تحت سلطته، تحت أيديه، تحت عنفه،.. تحت اعتقالاته، هذا زمن مضى".

ونعى معارضون وناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي كيلو.

#ميشيل_كيلو يتلو وصيتهُ الأخيرة *كتب الثائر الكبير ميشيل كيلو، هذه الكلمات، وهو على سرير المرض في باريس. ونشرتها العربي...

تم النشر بواسطة ‏رزق العبي‏ في الاثنين، ١٩ أبريل ٢٠٢١

إيران إنسايدر - (عبدالرحمن عمر) 

سوريا فرنسا كورونا قوات النظام السوري بشار الاسد المعارضة السورية باريس ميشيل كيلو