لا تزال تداعيات انفجار وقع عند موقع أمريكي في جنوب سوريا، في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تتصاعد وسط تقارير غير مؤكدة تتحدث عن مسؤولية إيران في هذا الهجوم الذي تم بطائرة مسيرة، مما يشير إلى احتمال فتح جبهة جديدة في الصراع بالمنطقة.
ووفقا للجيش الأمريكي، لم يسقط ضحايا أمريكيين جراء الانفجار عند القاعدة التي تعرف باسم التنف، ووصفت وسائل الإعلام الموالية لإيران الهجوم بـ"النصر". وإذا صحت مسؤولية طهران فسيكون ذلك أول هجوم إيراني كبير على القوات الأمريكية في سوريا، حسبما تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتأسست القاعدة حينما سيطر عناصر تنظيم "داعش" على الحدود مع العراق، لكن منذ طرد المسلحين بات يعد ضمن الاستراتيجية الأمريكية الأوسع، لاحتواء المد العسكري الإيراني في المنطقة.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مايكل نايتس، قوله إن سلسلة من الهجمات الصاروخية، التي لم يتم الإبلاغ عنها إلى حد كبير، وقعت ضد القواعد الأمريكية في الشمال الشرقي الذي تسيطر عليه "قسد"، هذا الصيف.
وقال نايتس، إن إيران ربما تتطلع أيضا إلى موعد نهائي لانسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق نهاية كانون الأول، مما قد يمثل دافعا آخر لتجديد الضغط على القوات الأمريكية في المنطقة.
وتوقع تصاعد التوتر مع "قرب نهاية العام الذي من المفترض أن تغادر فيه القوات العراق، ومع عدم تقدم محادثات الاتفاق النووي".
وبالفعل فمن المحتمل أن يكون التصعيد في التنف مرتبطا بـ"آفاق باهتة" لاستئناف المفاوضات لتجديد الاتفاق النووي الإيراني، وفقا لعلي ألفونيه، خبير الشؤون الإيرانية في معهد دول الخليج العربي.
وقال ألفونيه، إن إيران ربما تسعى لتأمين نفوذ بشأن الشروط التي تعود بموجبها إلى المحادثات من خلال إظهار قدراتها التدميرية ضد القوات الأميركية في المنطقة، مرجحا وقوع هجمات أخرى لكنها "لن تكون خطيرة لأنه ليس من مصلحة إيران التصعيد أكثر من اللازم".
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قال، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق من تصرفات إيران منذ أن تركت المحادثات بشأن برنامجها النووي، لكن البيت الأبيض لا يزال يعتقد أن هناك فرصة لحل الوضع دبلوماسيا.
وفي إشارة إلى الحكومة الإيرانية، قال سوليفان: "نشعر بالقلق من الخطوات التي اتخذوها منذ أن تركوا خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)"، مضيفا "أولويتنا الأولى هي العودة إلى طاولة التفاوض".
وأشار سوليفان إلى أن الرئيس جو بايدن يعتزم التنسيق مع الشركاء الأوروبيين من أجل تشكيل "جبهة موحدة" بشأن السياسة تجاه إيران، وذلك بعد أربع سنوات من "الانقسام" في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
المصدر: الحرة