تقرير: الحرس الثوري الإيراني يحفر أنفاقا في مدينة تدمر السورية

فتحية عبدالله
القوات الإيرانية تحفر أنفاقا عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من ثلاث سنوات
القوات الإيرانية تحفر أنفاقا عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من ثلاث سنوات

بدأت ميليشيا فاطميون وحركة النجباء المدعومتين إيرانيا، بحفر أنفاق تربط مقارهما ومواقعهما في مدينة تدمر وسط البادية السورية، كما باشرت أعمال التنقيب من مستودعات الذخيرة والنقاط العسكرية على الأطراف الشرقية للمدينة الأسبوع الماضي.

وذكر موقع "المونيتور"، أن الحرس الثوري الإسلامي غطى التكاليف والنفقات غير المعلنة لعمليات الحفر، وأمن معدات الحفر اليدوية والآلية. 

وتهدف العملية إلى الانتقال إلى بلدة السخنة الاستراتيجية والقرى المجاورة لها في المرحلة الثانية، بعد اكتمال شبكة الأنفاق في مدينة تدمر، كما تهدف العملية أيضا إلى زيادة حماية المقرات والمستودعات وتجنب الضربات الجوية الأمريكية.

وقال مصدر عسكري إيراني، طالبا عدم ذكر اسمه ،إن "القوات الإيرانية تحفر أنفاقا عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، والهدف هو ربط المقرات العسكرية ببعضها البعض ".

وأشار إلى أن "الأنفاق تم حفرها على عمق يزيد عن 3 أمتار، وتم تصميم غرف الخرسانة المسلحة داخل هذه الأنفاق بأبعاد صغيرة".

وتتركز الحفريات في تدمر بهدف تعزيز وجود القوات الإيرانية في هذه المنطقة الغنية بالآثار، ومنع روسيا من طردها وحماية مقراتها من الهجمات الإسرائيلية.

ويتم تأمين الحديد ومواد البناء من خلال الدعم اللوجستي الإيراني القادم من الأراضي العراقية، عبر ميليشيا حركة النجباء في قوافل الإمدادات.

وأضاف المصدر أن "خارطة حفر الأنفاق تشمل مناطق حيوية لمدينة تدمر، ومن المتوقع أن تمتد هذه الأنفاق إلى جميع المناطق الخاضعة للسيطرة الإيرانية، على الرغم من الاتفاقات مع روسيا التي تستمر في تحديد مناطق الوجود الإيراني، فإن التجارب السابقة أثبتت أن الثقة بالوعود الروسية هي الخطوة الأولى في قبول الهزيمة العسكرية"، مشيرا إلى أن إيران تسعى حاليا لاستكمال مشروع الأنفاق في مدينة تدمر، خوفا من أي صدام قادم مع خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.

وتتعرض مقار لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية في المنطقة لهجمات مستمرة ومتكررة من قبل خلايا داعش، الأمر الذي تعتبره إيران تهديدا وجوديا تحاول تجاوزه عبر الأنفاق، مما يسمح لها بالتحرك بسهولة.

يبدو أنه بسبب رغبة إيران في الحفاظ على وجودها طويل الأمد في سوريا، تقوم بإنشاء نقاط سرية في الأنفاق وتغيير مواقعها بين الأحياء السكنية بشكل دوري، كما تلجأ إلى تقنيات التمويه من خلال دمج مقاتليها في صفوف قوات النظام السوري.

وقال العقيد فايز الأسمر، الخبير الاستراتيجي المقيم في تركيا والذي يقدم تحليلات عسكرية لعدد من الصحف المحلية والعربية، لـ "المونيتور": "تستخدم إيران شبكات الأنفاق وخنادق النقل والملاجئ تحت الأرض للتستر على صواريخها من المراقبة الجوية".

وأوضح أن هناك عدة أنواع من الأنفاق وهي الأنفاق الدفاعية والهجومية وأنفاق الإمداد وغرف العمليات، وأضاف "أنفاق الإمداد قصيرة المسافات، تستخدم لربط المناطق القريبة، وتهدف إلى تقديم الدعم وتسهيل الحركة أثناء المعارك، وتمتد الأنفاق الهجومية على مسافة أطول وتستخدم للوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها الأعداء ".

ونقلا عن مصادره الخاصة، أوضح الأسمر أن الإيرانيين يحفرون أنفاقا تصل إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي الفرات، وهي تهدف إلى تمهيد الطريق لهجوم بري مفاجئ وتهديد للوجود الأمريكي بعد الضربات الجوية على مقرات القوات الإيرانية.

وبحسب ما ورد يواجه الرئيس بشار الأسد ضغوطاً من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة لسحب القوات الإيرانية من سوريا، وبالتالي، يبدو أن إيران تحاول تعزيز نفسها عسكريا من خلال أعمال الهندسة والتحصين في حفر الملاجئ وحقول الألغام، لضمان البقاء في المنطقة.

ومع ذلك ، قال الأسمر إن "الأنفاق لن تكون فعالة للغاية ولن تحدث فرقا في مسار العملية العسكرية، عمليات الحفر هذه ليست سوى جزء من إجراءات أمنية تعسفية تنفذها القوات الإيرانية في مناطق سيطرتها، تقوم إيران بعمليات عبر الحدود بحفر أنفاق على حدود العراق ولبنان لتهريب الأسلحة إلى سوريا، ولكن في ضوء الصعوبات المادية والجغرافية ، لن يكون تنفيذ هذه العمليات سهلا".

إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)

الحرس الثوري الايراني ريف حمص قوات سوريا الديمقراطية الميليشيات الايرانية في سوريا تدمر التمدد الايراني في سوريا ايران في سوريا