يتجه وفد من "حـزب الله" اللبناني، يوم غد الأحد، إلى العاصمة الروسية موسكو، بغية "تبادل وجهات النظر حول ملفات لبنان والمنطقة"، في زيارة غير مرتبطة مباشرة بملف تشكيل الحكومة اللبنانية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادرها، قولها إن الوفد الذي يرأسه رئيس كتلة الحزب النيابية "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ويضم مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عمار الموسوي، حيث سيكون أرفع وفد سياسي من الحزب يزور العاصمة الروسية خلال السنوات الماضية.
وتأتي الزيارة بعد أيام على لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في أبوظبي، ما دفع البعض إلى ربط الزيارة بالمحادثات حول تشكيل الحكومة اللبنانية.
ونفت مصادر مقربة من حزب الله للصحيفة، أن تكون تلك الزيارة مرتبطة بالملف الحكومي اللبناني، مشيرة إلى أن الحزب تلقى دعوة من روسيا لزيارة موسكو منذ شهر.
وقالت المصادر، إن "الهدف من الزيارة تبادل الآراء ووجهات النظر حول لبنان والمنطقة"، ومن ضمنها حكما الملف السوري، علما أن اللقاءات ستبحث في الملف اللبناني الذي ستكون له صدارة الاهتمام، بالنظر إلى أن هذا الوفد يترأسه النائب رعد، للمرة الأولى في تاريخ زيارات مسؤولي الحزب إلى العاصمة الروسية، والذي مثل الحزب في وقت سابق في اللقاء الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المسؤولين اللبنانيين في قصر الصنوبر في بيروت، أثناء زيارة ماكرون إلى لبنان في سبتمبر / أيلول الماضي.
ويتضمن برنامج الزيارة التي ستستغرق 4 أيام، لقاءات مع شخصيات سياسية ودبلوماسية وأمنية ونيابية، حيث يلتقي الوفد مع الوزير لافروف، كما ستكون هناك لقاءات مع رئيس الدوما الروسي أو نائبه، إضافة إلى لقاء مع رئيس مجلس الأمن القومي الروسي.
وتؤكد المصادر، أن زيارة الحزب الروسية مرتبطة بالسياق العام للعلاقات الإيرانية-الروسية، التي بدأت تتطور وتتعمق منذ عدة أسابيع حول ملفات وقضايا أساسية في المنطقة.
وقالت المصادر إن الروس لا يطرحون أنفسهم بديلا عن المبادرة الفرنسية، ولا لملئ الفراغ الأمريكي القائم بعد تبدل الإدارة الأمريكية، لكنهم يراقبون تفاقم الوضع الاقتصادي في لبنان، ويتخوفون من أن يتسبب ذلك بفوضى أمنية، وهو ما من شأنه أن يزيد الأعباء الاقتصادية على سوريا التي يتمتعون فيها بدور فاعل، ويمكن أن يترك التدهور الأمني تأثيراته على سوريا وعلى اللاجئين في لبنان.
وأشارت المصادر إلى أن الروس يلعبون دورهم في الملف اللبناني، كما يلعبون أدوارا في ملفات إقليمية أخرى بعد أن باتوا لاعبا أساسيا في الشرق الأوسط، وعليه استبعدت المصادر أن يكون الحراك مرتبطا باللاجئين السوريين بالنظر إلى أنه لا جديد في هذا الملف قبل أن يتبلور الموقف الأمريكي حول سوريا وإيران واللاجئين، لافتة إلى أن موسكو تحضر لمؤتمر في مايو (أيار) المقبل حول اللاجئين بمساهمة ومشاركة الأمم المتحدة ودول الجوار.
إيران إنسايدر