كانت "آنا دايموند" تبلغ من العمر 21 عاما فقط، عندما دفعها ضباط مسلحون من الحرس الثوري الإيراني، في شاحنة في شهر يناير/ كانون الثاني 2016.
مع دفع رأسها بين ركبتيها، تم نقلها إلى المحكمة وقيل لها إنها متهمة بالتجسس لصالح الحكومة البريطانية، وبعد ذلك حولت إلى سجن إيفين، حيث تم احتجازها في نفس المبنى الذي احتُجزت فيه نازانين زاغاري راتكليف.
ولدت دياموند في إيران لكنها تعيش في أوروبا منذ سن الرابعة، وسافرت إلى البلاد مع والديها في تموز/ يوليو 2014 لقضاء بعض الوقت مع جدتها. صادر أمن الحدود جواز سفرها وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها في المطار، وتم وضع دياموند تحت حظر السفر بعمر 19 عاما فقط، ولم تتمكن من مغادرة البلاد، فقد أمضت أكثر من عام تعيش في منزل جدتها، واستُدعيت مرارا لاستجوابها.
"هل كنت خائفة؟ نعم"، تقول دياموند "في المرات القليلة الأولى التي استجوبوني فيها، كانوا يحضرون لي طعاما أو وجبة غداء وأي نوع من المشروبات التي أريدها، ومع مرور الوقت، تم إحضار شخصيات أكثر عدوانية، واحتجزت في ذلك المبنى طوال اليوم دون أي طعام أو شراب، لقد بدأوا باتهامي بدلاً من أن يسألوني ".
تم تجميع صور للشابة مع تيريزا ماي وديفيد كاميرون لتأكيد صلاتها بالنخبة السياسية البريطانية، بالإضافة إلى شهادتها التي تثبت تفوقها في كلية كينغز كوليدج لندن، ولعبها رياضة الركبي كدليل على لياقتها البدنية، وزعم المدعون أن تلك المعطيات أثبتت أنها كانت جاسوسة.
احتُجزت دياموند لأكثر من 200 يوم في الحبس الانفرادي في سجن إيفين.
تقول دياموند -التي تبلغ الآن 26 عاما- "كانت الزنزانة الأولى التي وضعت فيها صندوقا خرسانيا خالصا، لم يكن بها أي شيء على الإطلاق، لم يكن لدي سوى السجادة تحتي، كانت قذرة ومغبرة. كانت هناك بقعة في إحدى الزوايا، بدا الأمر وكأن القيء قد جف".
لم يُسمح للشابة إجراء مكالمات هاتفية أو الاتصال بوالديها أو الاتصال بمحام، وخلال الأشهر الخمسة الأولى تم استجوابها كل يوم تقريبا.
أُخضعت لاختبار عذريتها، وبعد ذلك، وحُكم عليها بالإعدام، مع عدم توفر إمكانية الوصول إلى محام.
تقول لصحيفة "آي نيوز"، البريطانية، "كان الأمر مرعبا، لكنني كنت أيضا في الحبس الانفرادي، لذا فإن كل ما كنت أعرفه خلال الأشهر الخمسة الماضية كان الرعب".
في 13 أغسطس 2016 أطلق سراح دياموند بكفالة في الإقامة الجبرية، وبعد أربعة أشهر ، ألغيت عقوبة الإعدام إلى السجن عشر سنوات، وفي يونيو/ حزيران 2017 ، تم تخفيفها إلى عامين في السجن وثلاث سنوات من المراقبة، وفي النهاية، قيل لها إن التهم أسقطت، ليس لأنها بريئة، ولكن لأن جرائمها المزعومة حدثت عندما كانت قاصر.
ربما كانت ضغوط من حكومة المملكة المتحدة، وزيارة وزير الخارجية آنذاك، بوريس جونسون، إيران في عام 2017، سببا في إطلاق سراح رهائن.
حصلت دايموند على جواز سفر طارئ، وهربت، وهبطت في المملكة المتحدة في أوائل عام 2018، وحصلت على أول جائزة من كينجز كوليدج لندن، واكتشفت الأسبوع الماضي أنها فازت بمنحة دراسية لمتابعة دراستها في الدراسات الفارسية الحديثة في جامعة أكسفورد.
إيران إنسايدر – (ترجمة فتحية عبدالله)