زار مسؤولان بارزان في "الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله" اللبناني، اليوم الاثنين، كلا من العاصمة العراقية بغداد ومدينة النجف.
ووصل قائد فيلق القدس الإيراني "إسماعيل قاآني" بغداد مساء أمس الأحد، ثم غادر إلى مدينة النجف حيث مقر إقامة المرجع علي السيستاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
كما توجه مسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني محمد كوثراني، إلى مدينة النجف.
وذكر موقع "العربي الجديد" نقلا عن مصادر خاصة، قولها إن قاآني عقد اجتماعا مغلقا مع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في منطقة الحنانة بمدينة النجف، بهدف دفع الصدر نحو التحالف مع قوى الإطار التنسيقي، وتشكيل حكومة تجمع الطرفين معا، والإبقاء على امتياز الكتلة الأكبر داخل البرلمان داخل البيت السياسي الشيعي، على غرار الدورات الانتخابية السابقة.
لكن الصدر أبلغ قاآني رفضه لأي تحالف مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورفض مشاركته في الحكومة الجديدة، مع عدم وجود أي ممانعة من التحالف مع باقي قوى الإطار التنسيقي، بما في ذلك حركة عصائب أهل الحق وغيرها من الجهات.
وأضاف، أن "قاآني الذي عقد اجتماعا مطولا استمر لساعات مع قيادات الإطار التنسيقي، في منزل زعيم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وسط بغداد، طرح فكرة تقديم تنازلات وتضحيات للحفاظ على وحدة الموقف وعدم الدخول في صراعات سياسية".
ووفقا للمصدر ذاته، فإن التوجه إلى الدخول بتحالف بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي باستثناء تحالف المالكي (دولة القانون) مطروح بقوة مع احتفاظ الأخير بحصته من الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، والتي هي حقيبتان وفق المقاعد البرلمانية التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية"، مرجحا أن يكون هناك اجتماع جديد خلال الساعات المقبلة يضم كلا من إسماعيل قاآني ومقتدى الصدر وقيادات في الإطار التنسيقي، لبحث التوافق على صيغة معينة تتعلق بالكتلة الأكبر في البرلمان التي تشكل الحكومة المقبلة.
وأكد المصدر، أن المسؤول في حزب الله اللبناني، محمد كوثراني، لن يلتقي الصدر في النجف، بل سيكون هناك اجتماع مساء اليوم مع قيادات في التيار الصدري لنقل مواقف ورسائل من مختلف الأطراف ضمن جهود التوفيق بين الكتل السياسية الشيعية".
بدوره، قال قيادي في "الإطار التنسيقي"، في اتصال مع مراسل "العربي الجديد"، إن "الحديث حتى عصر اليوم هو القبول بتشكيل حكومة (ترضية) تتكون من كل القوى السياسية الفائزة بالانتخابات البرلمانية، مع احتفاظ الصدر بامتياز تقديمه مرشح رئاسة الحكومة الجديدة لكن بموافقة أغلبية قوى الإطار التنسيقي عليه، ويجري حاليا طرح أسماء مختلفة لرئاسة الحكومة منها، حيدر العبادي، الذي تكرر اسمه شخصيةً وسطيةً بين المعسكرين (الصدر والإطار التنسيقي)، لكن حتى الآن، الأمر مجرد طروحات ضمن جهود التوافق التي يجريها الوسطاء".
في المقابل، كشف القيادي في تيار الحكمة، رحيم العبودي، عن نية لتوحيد المواقف بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، مشيرا إلى قدرة قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، على تقريب المسافات بينهما.
وقال العبودي، في تصريحات صحافية، إن "قاآني قادر على تقريب وجهات النظر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، لما يملكه من علاقات طيبة وجيدة مع كافة الأطراف السياسية العراقية ليس الشيعية فقط، كما أن هناك نية صادقة من التيار والإطار لتوحيد المواقف السياسية"، حسب تعبيره.
وبين العبودي أن "اجتماع رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، الأخير مع رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر في الحنانة، أعاد أبواب الحوار والتفاوض بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، ولهذا الأمور تتجه نحو حل الأزمة، خلال الأيام القليلة المقبلة".
ووصل قاآني، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد، إلى مدينة النجف، جنوبي العراق، وزار مراقد دينية، كان لافتاً فيها زيارته ضريح والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المرجع محمد الصدر في مدينة النجف، في رسالة اعتبرت سياسية وموجهة للصدر الذي يواصل إصراره على حكومة الأغلبية، وإقصاء أطراف سياسية شيعية معينة منها.
وتأخذ أزمة تشكيل الحكومة في العراق منحى تصاعدياً بين التيار الصدري الذي يسعى إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، وقوى "الإطار التنسيقي" الحليفة لإيران، والتي ترفض طروحات الصدر وتريد حكومة توافقية.