نفذت اتحادات ونقابات النقل البري في لبنان، إضرابا استمر أربع ساعات في كل محافظات البلاد، اليوم الأربعاء، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية ورفضا لصدور جدولي أسعار للمحروقات في الأسبوع، في وقت تزامن مع وصول وزير الخارجية المصري إلى لبنان لعقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين، وبحث ملف تشكيل الحكومة.
وطالب السائقون، الحكومة اللبنانية بمنحهم بدل "غلاء معيشة" ليساعدهم على الصمود في ظل الانهيار المالي، على حد قولهم.
وكان رئيس اتحادات ونقابات النقل البري في لبنان بسام طليس، قال في وقت سابق، "ستبدأ اليوم الأربعاء، تحركاتهم، ومن أمام وزارة الداخلية سيعلنون الخطوات المقبلة"، مشيرا إلى أنه سيكون تحركات في شهر رمضان إن لم تلب الحكومة مطالبهم.
وفي صيدا، لبى سائقو السيارات والفانات والباصات العمومية في الجنوب، دعوة اتحادات ونقابات قطاع النقل البري، وتجمعوا أمام موقف بلدية مدينة صيدا المخصص لهم عند طريق الكورنيش البحري، ونفذوا إضرابا بالتزامن مع المناطق كافة.
وقال رئيس نقابة السيارات العمومية في الجنوب ابراهيم البخاري، في بيان باسم المعتصمين، "نظرا للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها البلد عموما والسائقين خصوصا، والمخاوف من رفع الدعم عن المحروقات التي هي من صلب عمل الآليات، نطالب المعنيين بإيجاد خطة دعم للمحروقات أي بتحديد سقف لسعر المحروقات، كما نطالب بخطة دعم لقطع الغيار التي لم يعد باستطاعة السائق تحمل أعبائها".
وقال أحد المعتصمين، إن "مشكلتنا في القطاع البري غياب الدولة، ومشكلتنا الأكبر ارتفاع سعر صرف الدولار بالإضافة إلى غلاء المعيشة وارتفاع أسعار قطع الغيار".
كما تجمع عدد كبير من السائقين العموميين عند الأوتستراد الذي يربط طرابلس ببيروت عند جسر البالما، وركنوا شاحناتهم وسط الطريق موجهين انذارا اخيرا للمعنيين بضرورة تلبية مطالبهم الاجتماعية.
وفي طرابلس شمال لبنان، طالب نقيب السائقين في المدنية خضوره زبيدي، بتحرك "شعبي واسع ووقف إذلال الشعب عند المعاينة الميكانيكية (الفحص الدوري) ومحطات الوقود".
ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، يتزامن مع شحّ الدولار وفقدان العملة المحلية أكثر من 80 بالمئة من قيمتها، عدا عن ارتفاع معدل التضخم، ما جعل قرابة نصف السكان تحت خط الفقر في ظل تفشي جائحة كورونا واستقبال البلاد لأكثر من مليون ونصف المليون من اللاجئين السوريين.
وعلى الصعيد السياسي، زار لبنان، اليوم الأربعاء، وزير الخارجية المصري سامح شكري، والتقى رئيس الجمهورية ميشيل عون، مشيراً إلى أنه لا زال هناك انسداد سياسي.
ولفت شكري إلى أنه سيعقد سلسلة لقاءات مع مكونات سياسية مختلفة، لنقل رسالة مماثلة بتضامن مصر وتوفيرها كل الدعم للخروج من هذه الأزمة، وتشكيل الحكومة، ما يفتح الباب للدعم الإقليمي والدولي، وتحقيق المصلحة المشتركة للشعب اللبناني ودول المنطقة.
وسيلتقي شكري كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، إضافة إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على أن يستقبل في مقر إقامته في بيروت عددا من رؤساء الأحزاب الأساسية في البلاد، بهدف حث القوى السياسية على ضرورة تكثيف جهودها لتشكيل حكومة إنقاذية تؤدي إلى حل الأزمتين السياسية والاقتصادية في لبنان.
ويواجه لبنان أزمة في تشكيل الحكومة، منذ أن تم تكليف سعد الحريري بالمهمة للمرة الرابعة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلقي مساعدات خارجية.
وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قدم إلى رئيس الجمهورية "تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الانتماء الحزبي"، إلا أن عون أعلن اعتراضه على تشكيلة الحريري، معتبرا أنه شكلها دون الاتفاق معه من خلال تفرد بتسمية الوزراء.
وكلف سعد الحريري في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حسان دياب الذي قدم استقالته في 10 آب/ أغسطس الماضي، على خلفية انفجار الرابع من الشهر نفسه الذي هز مرفأ بيروت.