أعلنت جمعية "خدمات الرحلات الجوية والسياحية" الإيرانية، اليوم الأحد، تدشين رحلة طيران مباشرة بين طهران والقاهرة بـ"شكل رمزي" خلال 45 يوماً كحد أقصى.
والرحلة إن تمت فستكون الأولى رسميا منذ قطع العلاقات بين البلدين بعد الثورة الإيرانية عام 1979.
وفي مارس/آذار 2013، قامت شركة إير ممفيس الخاصة المصرية، بتسيير أول رحلة من طهران إلى مدينة أسوان المصرية منذ عام 1979، وحملت الطائرة 50 سائحا إيرانيا، لكن الرحلات المباشرة لم تتكرر منذ ذلك الحين.
وقال مدير الجمعية حرمت الله رفيعي، في مؤتمر صحافي، وفق ما أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن مجموعة من السياح الإيرانيين سيزورون مصر خلال هذه الفترة.
وتابع أنه "بعد إنشاء القنصلية لن يكون تنظيم الرحلات عبر العراق، لكون ذلك يزيد من المدة الزمنية والإنفاق"، كاشفاً عن زيارته لمصر الأسبوع الماضي، وإجرائه مباحثات مع المسؤولين الحكوميين المصريين المعنيين بالسياحة وآخرين من القطاع الخاص.
وأضاف "رفيعي"، أن المدير العام لوزارة السياحة المصرية، سيزور طهران الأسبوع المقبل، لاستكمال المباحثات وتحديد موعد أول رحلة، لافتاً إلى أن زيارته للقاهرة جاءت بعد تلقّي بلاده مقترحاً بإمكانية هذه الزيارة بوساطة عراقية.
وأوضح أن السياح الإيرانيين سيزورون مصر بطريقة غير مباشرة عبر العراق، في ضوء عدم وجود قنصلية إيرانية في مصر، معرباً عن أمله في "ذوبان جليد الثلج في العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة".
ولفت "رفيعي" إلى أنه اقترح على المسؤولين المصريين تسيير "رحلة رمزية"، إلى أن تقوم الحكومتان بنسج "علاقات أفضل، وحينها تصدر التأشيرة مباشرة من إيران".
وأشار إلى "مخاوف مصرية من زيارة الإيرانيين" لمصر، مؤكداً أن "الملاحظات ثنائية". وأكد أن شرم الشيخ أكثر جاذبية للسياح الإيرانيين، "لكننا نريد".
وشدد رئيس جمعية "خدمات الرحلات الجوية والسياحية" الإيرانية، على أن "اقتصار الزيارة على شرم الشيخ ليس في المصلحة، لأنها زيارة مكلفة وبقية الوجهات أرخص. وعليه، اقترحت أن تكون الرحلات مركبة إلى عدة مدن"، مشيراً إلى أن الرحلة الجوية من طهران إلى مصر تستغرق 3 ساعات ونصف الساعة، إضافة إلى ساعة ترانزيت في العراق.
ويأتي هذا التطور على وقع وساطات عراقية وعُمانية خلال الأشهر الأخيرة بين إيران ومصر لإحياء العلاقات الدبلوماسية والرقي بها من مكتب رعاية المصالح إلى إعادة فتح السفارات التي أغلقت منذ أكثر من أربعة عقود.
وحمل السلطان العماني هيثم بن طارق أواخر مايو/أيار الماضي إلى طهران ملف الوساطة بينها وبين القاهرة بعد أسبوع من زيارته لمصر أيضاً.
ونقل الموقع الإعلامي لمكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أن سلطان عُمان نقل إلى خامنئي خلال لقائه معه، رغبة مصر في استئناف العلاقات مع إيران، ليعلّق المرشد الإيراني بالقول: "إننا نرحب بهذا الموقف، وليست لدينا مشكلة في ذلك".
وسبق أن أعلن رئيس الشركة الإيرانية الوطنية للطيران المدني، محمد محمدي بخش، في 31 أيار/مايو الماضي، استعداد الشركة لتسيير رحلات جوية إلى مصر في أقرب وقت ممكن.
وقال محمدي بخش الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الطرق الإيراني، وفق وكالة "إيلنا" العمالية، إن شركة الطيران الإيرانية تنتظر قيام الخارجية الإيرانية بتمهيدات لازمة لتدشين رحلات جوية بين طهران والقاهرة.
وأكد المسؤول الإيراني أنه "لا يوجد أي قيود لتسيير الرحلات بين إيران ومصر والأسطول الجوي الإيراني على استعداد للقيام بذلك".
ولفت "محمدي بخش" إلى الطلب في إيران على زيارة مصر، وعليه ترغب شركات الطيران في تنفيذ رحلات جوية إلى القاهرة و"يمكن أن تكون لدينا بداية جيدة ونحن نمتلك طائرات عملاقة لتسيير رحلات مباشرة إلى مصر".
وكانت الحكومة المصرية أقرت خلال مارس/آذار الماضي رزمة إجراءات لتسهيل حركة السياحة الأجنبية الوافدة، تضمنت قراراً بتسهيل دخول السياح الإيرانيين إلى البلاد.
وفي مؤتمر صحافي، قال وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، إن السياحة الإيرانية الوافدة ستحصل على تأشيرات عند الوصول إلى المطارات جنوبي سيناء، ضمن ضوابط وشروط معينة.
وضمن الشروط التي وضعتها الوزارة، حصول السائح الإيراني القادم إلى مصر على تأشيرة، إن كان قادماً ضمن مجموعات سياحية قادمة من البلد نفسه.
كذلك، تتضمن الشروط حصول السياح الإيرانيين على التأشيرة، من خلال مجموعات سياحية، تنظم عبر شركات، تنسق مسبقاً الرحلة مع الجانب المصري.
ورحبت إيران من جهتها بتصريحات وزير السياحة المصري والسماح للإيرانيين بزيارة مصر، معلنة استعدادها لتسيير رحلات سياحية إلى مصر.