كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، الممولة إيرانيا، عن زيارة مرتقبة، سيجريها الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى سوريا.
وقالت الصحيفة إن "الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يرافقه عدد من الوزراء سيصلون إلى دمشق، الأربعاء المقبل، في زيارة تستمر ليومين، وهي الأولى لرئيس إيراني الى سوريا، بعد زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد في أيلول 2010".
ولفتت الصحيفة إلى أن الدوائر المختصّة في البلدين "منهمكة" في التحضير لبرنامج الزيارة، التي يُراد لها أن تكون "احتفالية".
ووفقا لمصادر الصحيفة، فإن الزيارة ستكون "استثنائية من حيث نتائجها"، إذ سيعلن خلالها "البدء في تنفيذ قرارات تتعلّق بإعادة الإعمار وتدشين مشاريع اقتصادية عدة".
وأضافت المصادر، أن الزيارة "لن تكون تقليدية، وستتخلّلها جولات ميدانية، موضوع المقاومة والمحور سيكون حاضراً بقوة في برنامج الزيارة، مع ما يعنيه ذلك من رسائل حول جاهزية المحور وتكامل رؤيته وبرنامجه، بما يتجاوز الشقّ العسكري إلى الملفات الاقتصادية والتنموية"، وفقا للصحيفة.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط"، قالت في تقرير نشرته في 24 كانون الأول الفائت، إن "رئيسي سيزور دمشق في الأيام المقبلة"، مبينة أن إيران "قدمت دعماً اقتصادياً ومالياً تجاوز 20 مليار دولار أميركي، كما قدمت الميليشيات والأسلحة والدعم العسكري لإنقاذ النظام، وهي تريد ثمناً لذلك من الحليف".
ولفتت الصحيفة إلى أن "إيران تريد تموضعاً عسكرياً استراتيجياً يعزز موقعها في الإقليم، وتريد موطئ قدم استراتيجياً على البحر المتوسط، وتريد تنازلات سيادية مالية في حقول النفط والغاز والفوسفات والمشاريع والاتصالات، وآخر الطلبات أنها تريد أن يعامَل الإيرانيون معاملة السوريين".
يذكر أنه في عام 2021، قال مصدر إيراني في دمشق، إنه يتوقع بأن تكون سوريا، أول محطة خارجية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلا أن تلك الزيارة لم تحدث حينها.
الأرض مقابل الديون
وكان زار وفد اقتصادي إيراني يعتبر الأكبر من نوعه حتى الآن، العاصمة السورية "دمشق" يوم أمس، في زيارة تستمر ليومين، واتفق على تنفيذ بنود عدّة، من شأنها أن تسمح لإيران الاستثمار في مشاريع جديدة في سوريا، على رأسها "الكهرباء والطاقة والإسكان".
وترأس الوفد الاقتصادي من الجانب الإيراني وزير الطرق وبناء المدن الإيراني "مهرداد بزر باش"، بمشاركة ممثلين من الجانبين في قطاعات الاقتصاد والتجارة والإسكان والنفط والصناعة والكهرباء والنقل والتأمينات، وفقا لما ذكرته صحيفة الوطن الموالية.
وافتتحت الجلسة بتصريح لـ "بزر باش" أمام اللجنة الاقتصادية التابعة للنظام، كشف من خلاله عن اتفاقات سابقة بين إيران والنظام السوري تخصّ إعطاء طهران أراضٍ في سوريا، كبديل عن الديون المالية المترتبة على النظام.
وطرح "بزر باش" أثناء اللقاء خطة لتنفيذ الاتفاق، عبر تشكيل ثماني لجان تخصصية بين الجانبين، الأولى مختصّة بالمصارف والشؤون المالية والتأمين، سيتم فيها مناقشة التبادل أو التحويل المباشر للأموال بين البلدين للخروج من الأزمة المصرفية.
أما اللجنة الثانية فهي مختصة بالشؤون الاستثمارية، سيتم فيها مناقشة المواضيع المتعلقة بالكهرباء، والتركيز على الأولويات في الخط الائتماني الإيراني، كما سيتم التركيز على الطاقات الموجودة في مجال إنتاج الطاقة في إيران.
واللجنة الثالثة تتعلق بملف النفط، حيث ستتم دراسة مواضيع مختلفة كتصدير المواد البتروكيماوية، والاستثمار في الحقول المختلفة،
وفيما يتعلق باللجنة الرابعة فإنها ستناقش ملف النقل بكل أنواعه، حيث سيتم طرح موضوع الممر السككي وزيادة عدد الرحلات بين البلدين ومساعدة الأسطول السوري، وتقديم القوى البشرية وتدشين ميناء الحميدية والخطوط البحرية المنظمة بين البلدين.
أما اللجنة الخامسة ستناقش الشؤون التجارية والصناعية وبناء المدن الصناعية، ومعرفة بعض المشكلات، وقانون التمويل الذي يخلق عراقيل أمام بعض النشاطات.
واللجنة السادسة تتعلق بالشؤون الزراعية ما وراء الحدود، حيث تم سابقاً النقاش حول إعطاء 5000 هكتار من الأراضي الزراعية كي تتم زراعتها من الجانب الإيراني.
وبالنسبة لللجنة السابعة فهي تتعلق بالشؤون السياحية ومنها السياحة الدينية، حيث تم وضع هدف لدخول 50 ألف زائر إيراني إلى سوريا، أي بمعدل 1000 زائر أسبوعياً تقريباً.
واللجنة الثامنة هي لجنة متابعة الديون والمستحقات لإجراء التحقيق الدقيق لحجم الديون، وكان هناك اتفاقات سابقة تخص إعطاء أراض بدل هذه الديون، حيث أكد بزر باش أن الجانب الإيراني يشعر بظروف سوريا، ولكن يوجد في إيران بعض القوانين يجب الإجابة عن أسئلتها، وذلك بحسب ما نقلته "الوطن" الموالية، عن وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بزر باش.
من جهته، علّق "بشار الأسد" على زيارة الوفد الإيراني تضمن دعوة الوزير الإيراني إلى ترجمة ماوصفه "ترجمة العمق في العلاقة السياسية بين نظامي البلدين إلى حالة مماثلة في العلاقة الاقتصادية"، معتبرا أن ذلك "مسألة ضرورية"، لتقويتها وزيادة نموها.
واختتم اللقاء برسالة حملها "بزر باش" من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تؤكد على ضرورة "دعم العلاقات الثنائية الاقتصادية بين نظامي طهران ودمشق".
وكانت وصفت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، أن اللجنة المشتركة التي تزور دمشق، تعتبر أكبر وفد اقتصادي أتى إلى سوريا من إيران.