استعان "فيلق القدس" الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني، بميليشياته في العراق ولبنان للمشاركة في قمع الاحتجاجات الشعبية المندلعة في إيران منذ سبعة أسابيع، على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
ونقلت طهران، عبر رحلة جوية خاصة، عددا من عناصر ميليشيات "الحشد الشعبي" ومن أبرزها "كتائب حزب الله"، إضافة لعناصر من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، من العاصمة العراقية بغداد إلى مطار مشهد، لمشاركة النظام الإيراني في قمع المظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت ضده منذ عدة أسابيع.
وأكدت مصادر، أن الرحلة انطلقت من مطار بغداد إلى طهران من أجل مواجهة الانتفاضة الإيرانية ضد النظام.
وأضافت أن الرحلة الخاصة كان على متنها نحو 150 عنصرا تتراوح أعمارهم بين 25 و30 عاما، ويرتدون زياً خاصاً مصطحبين معهم حقائب سوداء، وتوجهوا في البداية إلى قسم كبار الشخصيات بمطار طهران، ثم تم توجيهم من قبل اثنين من الإيرانيين، ولم يُسمح لأحد بالاقتراب من بوابتهم "بوابة 43".
ولا يعد مثل هذه الرحلات جديدة على النظام الإيراني، إذ استعانت خلال السنوات الماضية بقوات قمعية قادمة من دول يدعمها النظام، بما في ذلك لبنان.
احتجاجات متواصلة
من جانبهم، واصل الطلاب في مختلف الجامعات الإيرانية احتجاجاتهم، الثلاثاء، ونظموا إضرابا وتجمعات احتجاجية، في كل من جامعة الزهراء بطهران، وجامعة طهران شمال، وأمير كبير بطهران، وجامعة يزد، وجامعة طهران، وبهشتي بطهران، والجامعات الحرة غربي طهران، وجامعة علامة طباطبائي بطهران، وجامعة شريف بطهران، وجامعة أصفهان، وجامعة آمل، وجامعة خوارزمي وجامعة مشهد.
ونظم طلاب كلية الطب البيطري بجامعة طهران، ورفعوا شعار: "أيها الأستاذ حدد موقفك".
وبعد رفض رئيس جامعة "أمير كبير" بطهران، حسن قدسي بور، الرد على الطلاب المحتجين على منع زملائهم من الدراسة وممارسة الضغوط عليهم، اقتحم الطلاب المحتجون اجتماع رئيس الجامعة في المبنى الرئاسي للجامعة، وطالبوا قدسي بور بالاستقالة.
كما نظم طلاب كلية المواد بهذه الجامعة اعتصامًا احتجاجًا على اعتقال زملائهم ومنعهم من الدخول.
وتجمع طلاب جامعة زاهدان للعلوم الطبية ورفعوا شعار: "الكلام والتهديد والنصيحة لا تؤثر بعد الآن".
ولليوم الرابع على التوالي نظم طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة العلامة "طباطبائي" في طهران احتجاجات وهتفوا ضد النظام، وفق ما ذكر موقع "إيران إنترناشونال".
ونظم طلاب الجامعات الإيرانية اعتصامات، ورددوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني، فيما تجمع طلاب جامعة "صنعتي" أصفهان لدعم الطلاب الموقوفين.
وتجمع طلاب جامعة "خورازمي" بطهران، ورددوا هتافات مثل: "يجب إطلاق سراح الطالب المسجون".
وأضرب طلاب جامعة "طهران شمال" عن الحضور، وتجمعوا في الحرم الجامعي، بعد يومين من هجوم عناصر الأمن الإيرانية وقوات قمعية ترتدي الملابس المدنية ضدهم.
ووفقا للتقارير، فقد تم إغلاق مطعم عباسبور بجامعة "بهشتي" ووقف الطلاب في طابور تحت المطر. وكان الطلاب قد كسروا قرار منع الاختلاط بين الجنسين في المطعم.
كما ردد طلاب كلية الحقوق بجامعة "بهشتي" في طهران شعار "المرأة، الحياة، الحرية" في تجمعهم الاحتجاجي.
وهتف الطلاب المحتجون: "أيها الجالسون ستكون مهسا القادمة منكم".
كما تجمع طلاب الرياضيات والكيمياء والعلوم المعرفية في جامعة "بهتشي" تحت شعار: "من زاهدان إلى طهران، ملطخة بالدماء كل إيران".
ونظم طلاب الاقتصاد والعلوم السياسية وكليات الكهرباء والكمبيوتر بجامعة "بهشتي" تجمعًا احتجاجيًا بالتزامن مع الكليات الأخرى.
يأتي ذلك في وقا ردّد فيه سكان منطقة اكباتان في طهران في وقت متأخّر من الاثنين، شعارات الحركة الاحتجاجية بما في ذلك "الموت للديكتاتور"، في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الأمن القنابل الصوتية في محاولة لفضّ التحرّك، وفقاً لمقاطع فيديو نُشرت على موقع رصد "1500 تصوير" ومواقع أخرى.
وأفادت منظمة "هنكاو" لحقوق الإنسان التي تتخذ من النروج مقرّاً، بأنّ الجنازة التي أُقيمت في مدينة سنندج الرئيسية في محافظة كردستان في شمال غرب إيران الإثنين، للفتاة سارينا سعيدي البالغة من العمر 16 عاماً والتي قُتلت خلال التحرّكات الاحتجاجية، تحوّلت إلى احتجاج تخلّلته هتافات معادية للنظام، بينما قامت نساءٌ بخلع حجابهن.
كذلك، نشر موقع "1500 تصوير" مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر طلاّبَ طبّ يحتجّون في مدينة تبريز الشمالية، وهم يقولون للسلطات "أنتم المنحرفون!"، في رسالة إلى شرطة الأخلاق.
وأفادت "إيران هيومن رايتس" بأنّ طلّاباً نظّموا اعتصاماً الثلاثاء في جامعة أصفهان، بينما أشارت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحرّك مماثل في كلية الهندسة في جامعة أمير كبير في طهران.
كذلك أفادت المنظمة بأن عددا كبيرا من الأشخاص شاركوا الثلاثاء في إحياء ذكرى مرور أربعين يوما على موت سياوش محمودي الذي قالت إنه قتل برصاص قوات الأمن، في مقبرة "بهشتي زهراء" في ضواحي طهران حيث أطلقت هتافات "الموت للدكتاتور".
إيران إنسايدر