قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن تل أبيب أمام مفترق طرق فيما يتعلق بسياستها في سوريا، وخاصة مواجهة النفوذ الإيراني، خلال العام المقبل 2022.
وجاء في تقرير الصحيفة، أن تل أبيب يمكن أن تواجه مفترق طرق فيما يتعلق بسياستها تجاه سوريا، خلال العام المقبل، مع سعي دول المنطقة لإعادة النظام السوري إلى الصف العربي، حيث تبحث الآن في خيارات مواجهة الوجود الإيراني في سوريا.
وبحسب التقرير؛ فإن تلك الدول تفضل أن تنتهي حالة الفوضى، التي جاءت نتيجة الحرب في سوريا على مدار عقد من الزمن، مع تعزيز النظام السوري لسيطرته على مقاليد الأمور.
ووفقا للتقرير، فإن هذه الأحداث ليست بالعملية البسيطة، لأن واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لا يزال لديهما نفوذ في شرق الفرات، في الوقت الذي ما تزال تركيا تسيطر على مساحات واسعة من الشمال السوري.
وذكر التقرير وفقا لما ترجمه موقع "ستيب نيوز"، أن نفوذ إيران هو الذي يثير قلق إسرائيل، وأن السلسلة المتنوعة من المخالب الإيرانية، واجهت مقاومة من جانب إسرائيل، لافتة إلى سلسلة الغارات الجوية والصاروخية التي شنتها إسرائيل على المواقع الإيرانية في العمق السوري، بداية من العام 2017.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تضغط فيه دول مثل مصر للتقارب مع سوريا، وتبحث مع الأردن والعراق ودول خليجية الطريقة التي ستعود من خلالها دمشق إلى الصف العربي، وإبعادها عن الدمار التركي والإيراني، فإن هذا التوجه يطرح تساؤلات حول ما يعنيه بالنسبة لإسرائيل.
وأوضحت أنه هناك أسئلة حول حرية إسرائيل في العمل داخل سوريا ضد التهديدات، وهي حملة تسمى الحرب بين الحروب. وهناك تساؤلات حول التمركز الإيراني، والطريق إلى البحر الذي سعت إيران لإنشائه من البوكمال إلى دمشق ثم بيروت، وهناك أسئلة رئيسية حول ما ستفعله الولايات المتحدة بعد ذلك في سوريا، وأيضاً ما يدور في ذهن تركيا وروسيا.
وأضاف التقرير أيضا أنه وفي ظل وجود حكومة جديدة، فإن إسرائيل سوف تكون حريصة على اختبار استراتيجيتها بدقة، في ظل مساعيها للحد من النفوذ والوجود الإيراني في سوريا.
وأكد التقرير أن الهدوء النسبي في سوريا قد يشير إلى حدوث ذلك بالفعل، ولكنه يمكن أن يشير أيضا إلى جمود مؤقت، أو أن إيران تعاني من التشتت في الوقت الحالي، حيث تحتاج إسرائيل إلى التنسيق مع دول الخليج ومصر والأردن والولايات المتحدة فيما يتعلق بمستقبل تلك الجبهة في الفترة المقبلة.
وكان اعتبر السفير الإسرائيلي لدى روسيا، ألكسندر بن تسفي، في 26 حزيران/يونيو، أن الخطر الأكبر الذي يهدد بلاده في سوريا هو "إيران".
وأكد بن تسفي، في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن المليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا، تمثل أخطر تهديد لإسرائيل من دولة محاذية لحدودها.
وأشار إلى أن "النفوذ الروسي هناك كبير جدا، وتهديدنا الرئيسي هناك هو وجود الجماعات الإيرانية، لأنها تهدد حدودنا، وفق قوله.
وبحسب الدبلوماسي الإسرائيلي، فإن إسرائيل تتحدث عن إيران في كثير من الأحيان، خلال مناقشة قضايا الشرق الأوسط مع روسيا، لافتاً إلى أنهم يطرحون حقائق مختلفة، وأمثلة مختلفة عن المكان الذي يرون فيه تهديدا لهم.
وأضاف "نحاول عدم التدخل في الصراع السوري، إلا أننا نتدخل عندما نتأكد هناك جماعات إيرانية تخطط إما لشن هجمات ضد إسرائيل أو إنشاء بعض الميليشيات المحلية وتمويلها وتسليحها".
وتحاول إسرائيل تصعيد ضرباتها الجوية في سوريا، خوفا من تمكن طهران استكمال إنشاء قوة ضاربة على أعتابها.
وتقول مصادر مخابرات غربية وإقليمية، إن إسرائيل وسّعت بشدة ضرباتها الجوية على ما تشتبه أنها مراكز إيرانية لإنتاج الصواريخ والأسلحة في سوريا لصد ما ترى أنه تمدد عسكري مستتر من جانب إيران ألد أعدائها على المستوى الإقليمي.
وكان التدخل الإسرائيلي الوحيد في سوريا يتمثل في ضربات جوية متفرقة لتدمير شحنات أسلحة متجهة إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ومنع الميليشيات من إقامة قواعد في جنوب غرب سوريا قرب الأراضي الإسرائيلية.
إيران إنسايدر