يسعى المحور الشيعي الراديكالي، بقيادة إيران، إلى إنشاء بنية تحتية مدنية وعسكرية نشطة ومتكاملة، تشكل البنى التحتية المدنية التي يزرعها المحور ويؤسسها في مناطق عملياته أساس حرية نشاطه العسكري والإرهابي، وفقا لتقرير نشره مركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث والتعليم.
وأفاد التقرير، بأن مراكز الثقافة والمجتمعات الاجتماعية الشيعية في فرنسا، تنتج نفوذا طائفيا بتوجيه من المحور الشيعي الراديكالي بقيادة إيران، علاوة على ذلك، قد يخلق بعضها منبرا محتملا للنشاط الإرهابي على الأراضي الأوروبية.
عند فحص نشاطات المحور الشيعي الراديكالي في أوروبا، يتضح أن إيران هي التي تقود هذه الأنشطة، وتدير إيران عملياتها كجماعة واحدة عابرة للحدود، وينتمي إليها الشيعة الذين يدعمون أيديولوجيتها الراديكالية.
جمهورها المستهدف عموما هو الشيعة وأحيانا السنة الذين يتم تحديدهم على أنهم مؤيدون محتملون، وهذا يعني جميع حلفاء ووكلاء إيران الذين يدافعون عن تصدير الثورة الإسلامية الشيعية الراديكالية في جميع أنحاء العالم ويسعون لتنفيذها.
يبدو أن النشاط بأكمله يتم تحت مظلة منظمة كبيرة تسمى "أهل البيت" والتي أسسها المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، في عام 1990.
وتحت هذه المنظمة تعمل العديد من الجمعيات في جميع أنحاء العالم، بشكل عام، وفي أوروبا بشكل خاص.
لهذا السبب، يصعب أحيانا التمييز فيما يتعلق بالانتماء المحدد وهوية أي منظمة / مؤسسة / جمعية أو الانتماء المحدد وهوية أي ناشط أو عامل فردي معين.
يبدو أن كلا من إيران وحزب الله والعناصر الشيعية الأخرى لديهم علاقات مع هذه الجمعيات.
وتحدث التقرير عن منظمتين رئيسيتين تعملان في جميع أنحاء العالم من خلال فروع، ولديهما أيضا فرع نشط في فرنسا: الأولى هي جمعية "الغدير" الإسلامية، والثانية هي مؤسسة خيرية سميت باسم Imam Al Khoei"" (جمعية الإمام الخؤي).
والغرض من التقرير هو فحص ما إذا كان الفرعين الفرنسيين جزءا من جمعية عالمية مصممة لنشر الأيديولوجية الخطيرة لمحور الشيعة الراديكاليين، بقيادة إيران، للشباب والكبار على حد سواء.
بالإضافة إلى ذلك، يوضح التقرير تورط أعضاء جمعية "الزهراء" في تخطيطها لتنفيذ هجوم إرهابي بقيادة إيران على الأراضي الفرنسية ضد المعارضة الإيرانية في يوليو/ تموز 2018، خلال مؤتمر لشخصيات المعارضة في فيلبينت، جنوب فرنسا.
يُزعم أن الجمعية، التي يُعرف مديرها بعلاقاته مع حزب الله، عملت كمركز لوجستي للتخطيط لأعمال إرهابية على الأراضي الفرنسية.
إن تورط أعضاء جمعية "الزهراء" في النشاط الإرهابي، هو مثال على استخدام إيران للبنى التحتية المدنية للمحور الراديكالي، كمنصة تساعد في النشاط العسكري / الإرهابي، كما هو الحال في لبنان وسوريا والعراق واليمن. .
ويروج كل من جماعة الإخوان المسلمين السنية وإيران الشيعية، لإيديولوجية تتعارض تماما مع قيم فرنسا كجمهورية علمانية وديمقراطية، مما يقوض وجودها بحد ذاته.
ولا شك أن فرنسا تدرك انتماء هذه الجمعيات إلى المحور الراديكالي الذي تقوده إيران.
وقامت فرنسا في الآونة الأخيرة بعملية مراقبة وإغلاق ما لا يقل عن 76 مركزا وجمعية دينية، مرتبطة بشكل رئيسي بأنشطة جماعة الإخوان المسلمين السنية، وتم إغلاق اثنتين منها بالفعل خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
والسؤال هو ما إذا كانت فرنسا تتجاهل علاقات الجمعيات الشيعية بالمحور الشيعي الراديكالي الذي تقوده إيران، ولا تنفذ إجراءات عملية ضد فروعها في فرنسا؟
إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)