حذرت إسرائيل مجددا، من أنه قد لا يكون لديها خيار سوى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بشكل استباقي لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، وذلك بعد أن أصبح سلاحها الجوي أكثر قدرة على تنفيذ مثل هذه المهمة الصعبة.
في أواخر أبريل/ نيسان، حذر وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين من أن الاتفاق النووي "السيئ" بين الولايات المتحدة وإيران "سوف يدفع المنطقة إلى الدخول في حرب".
وقال "يجب على أي شخص يسعى للحصول على منافع قصيرة الأجل أن ينتبه إلى المدى الطويل"، مشددا على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، معلقا "إيران ليس لديها حصانة في أي مكان، يمكن لطائراتنا أن تصل إلى كل مكان في الشرق الأوسط، وبالتأكيد لإيران".
وفي منتصف وأواخر التسعينيات، أعربت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، كل من حزب العمل والليكود، عن مخاوفها بشأن برنامج إيران النووي وكذلك برنامج الصواريخ الباليستية الناشئ آنذاك الذي كانت تطوره إيران بمساعدة كوريا الشمالية.
وفي عام 1981، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل أوزيراك العراقي، وعام 2007، دمرت أيضا مفاعلا نوويا سوريا، لكن في كلتا الحالتين، استهدفت الضربات منشأة واحدة.
وفي عام 2005، عندما سئل إلى أي مدى كانت إسرائيل مستعدة للذهاب لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، أجاب دان حالوتس رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي آنذاك حرفيا "ألفا كيلومتر"، وهي تقريبا المسافة التي يجب أن تقطعها الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة المواقع النووية الرئيسية لإيران.
وفي عام 2008، حلقت أكثر من 100 طائرة من طراز F-15 و F-16 من طراز IAF مسافة 900 ميل عبر البحر الأبيض المتوسط، لاستعراض قدرتها في الوصول إلى إيران.
لقد تغير شيئان بارزان منذ ذلك الوقت، استحوذت إسرائيل على أسطول من مقاتلات الجيل الخامس الشبحية من طراز F-35 Lightning II، والعديد منها متغيرات فريدة من طراز F-35I 'Adir' تم بناؤها لدمج أنظمة إسرائيلية الصنع، وبالمقابل فإن الدفاعات الجوية الإيرانية قديمة جدا.
كانت الدفاعات الجوية الإيرانية متقادمة للغاية في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لدرجة أنها واجهت صعوبة حتى في الكشف عن مختلف الطائرات العاملة داخل المجال الجوي الإيراني، ناهيك عن تتبعها واستهدافها.
وقال خبير الطيران العسكري توم كوبر لـ"فوربس"، "كانت شبكة الرادار في البلاد في حالة سيئة للغاية لدرجة أنها أثبتت عدم قدرتها على تتبع معظم الطائرات بدون طيار الأمريكية والإسرائيلية والحليفة التي غالبا ما كانت تشن عمليات في عمق المجال الجوي الإيراني".
وأضاف "وبالمثل، فإن ناقلات القوات الجوية الأمريكية التي تدعم العمليات القتالية فوق أفغانستان والعراق، تقضي أحيانا ما يصل إلى ساعتين داخل المجال الجوي الإيراني - دون أن يتم اكتشافها على الإطلاق".
إلا أن طهران حصلت على صواريخ الدفاع الجوي الهائلة S-300 عالية الارتفاع من روسيا، وطوّرت العديد من الأنظمة المماثلة الخاصة بها، والتي يمكن أن تشكل تحديا كبيرا لأي ضربة جوية لسلاح الجو الإسرائيلي باستخدام طائرات F-15 أو F-16، وبالتالي، قد تضطر إسرائيل إلى الاعتماد بشكل كبير على طائرات F-35 التي تتجنب الرادار.
وفي عام 2019، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن طائرات F-35 الإسرائيلية "يمكنها الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، وبالطبع سوريا".
ومع ذلك، فإن المدى التقريبي لطائرة F-35 هو 650 ميلا عند تسليحها، وهو ما لا يكفي لرحلة ذهابا وإيابا من إسرائيل إلى المواقع النووية الإيرانية.
لذا، يجب أن تكون هذه المقاتلات مصحوبة بطائرات ناقلة للتزود بالوقود في الجو، خاصة إذا كانت تعمل من القواعد الجوية الإسرائيلية وليس من دولة أخرى أقرب بكثير من إيران.
وتعالج إسرائيل هذه المشكلة بالفعل من خلال تطوير خزانات وقود خارجية ستضاعف تقريبا نصف قطر القتال لطائرات F-35، مما يجعلها قادرة على القيام بمهام بعيدة المدى.
نتيجة لذلك، ستكون إسرائيل في المستقبل القريب أكثر قدرة من أي وقت مضى على تنفيذ تهديدها المتكرر باستمرار، بمهاجمة برنامج إيران النووي بشكل استباقي، إذا اعتقدت أن طهران على وشك تطوير أسلحة نووية.
إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)