ظهرت أدلة دامغة تشير إلى أن إسقاط الطائرة الأوكرانية 752، مطلع عام 2020، من قبل الحرس الثوري الإيراني، لم يكن بأي حال من الأحوال خطأً، بل كان عملا متعمدا.
ورفض العديد من المسؤولين الكنديين وأفراد عائلات الضحايا تماما التحقيق الإيراني، في تدمير طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الرحلة PS752، بعد أن خلصت تلك التحقيقات إلى أن الطائرة أُسقطت بسبب خطأ بشري.
وأفاد محققو السلامة من هيئة الطيران المدني الإيرانية، بأن طائرة الركاب من طراز بوينج 737-800، أُسقطت عن طريق الخطأ في كانون الثاني/ يناير 2020 بعد أن "أخطأت وحدة الدفاع الجوي في تحديدها" باعتبارها "هدفا معاديا".
وتوفي في الحادث جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 176 راكبا، بينهم 138 شخصا على صلة بكندا.
ومنذ اليوم الأول لوقوع الحادثة، عكف خبير الطيران الكندي أندريه ميلنيه من شركة "يونيكورن إيروسبيس" على التحقيق في الأمر، فيما تستعين كورينياك، وهي المدعية العامة في قضايا مكافحة الإرهاب في أوكرانيا، بشهادته والأدلة التي توصل إليها في الوقوف على ما إذا كانت هناك أسباب وجيهة، تدعو إلى رفع دعوى قضائية دولية بحق الحكومة الإيرانية أمام المحكمة العالمية للجرائم ضد الإنسانية في حادثة إسقاط طائرة رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752.
ويصف ميلنيه، وفق ما ذكرته مجلة "كينغ ويكلي سينتينال" الكندية، الحادث بأنه "هجوم مع سبق الإصرار" بواسطة قذيفتين صاروخيتين من طراز "سام" على الرحلة المدنية PS752 بعد إقلاعها خارج طهران، وكان الغرض من "الهجوم" تخريب ضربة عسكرية أمريكية مضادة محتملة ضد إيران من خلال إنشاء "درع بشري" تلقائي يتكون من العشرات من المسؤولين الحكوميين الأجانب، الذين بدأوا جميعًا في الطيران إلى إيران بعد 5 ساعات من الهجوم الأولي للحرس الثوري الإيراني ضد تمركز القوات الأميركية والكندية في العراق.
ويقول إن حكومة إيران حاولت لاحقا التستر على هذا "القتل الجماعي المتعمد من خلال إخفاء وإتلاف الأدلة.
وبعد قراءة التقرير النهائي الصادر عن مجلس التحقيق في حوادث الطائرات في جمهورية إيران الإسلامية، اكتشف ميلن أدلة على أن الحرس الثوري الإيراني نشر تقنية تشويش الحرب الإلكترونية بالتنسيق مع وحدة الدفاع الجوي الإيراني TOR M1، المسؤولة عن إطلاق الصاروخين الذين دمرا الطائرة الأوكرانية.
وقال ميلنيه "قام الحرس الثوري الإيراني في وقت واحد، بحجب ترددات البث لأجهزة إرسال نظام التموضع العالمي عبر الأقمار الصناعية، واستمر التشويش حتى تمكن الحرس الثوري الإيراني من الوصول إلى موقع سقوط الطائرة، للعمل على تعطيل محدد مواقع الطوارئ فعليا إثر البدء في بثه الإشارات إلى شبكة الأقمار الصناعية العالمية للطوارئ في الثانية نفسها التي شهدت إطلاق الصاروخ الإيراني الأول".
وقدم ميلن أحدث ما توصل إليه مباشرة إلى وزير العدل الأوكراني مستشهدا بنصوص التسجيل الصوتي لقمرة القيادة لكلا طياري الطائرة الاوكرانية، الذين أصبحا قلقين بشأن فقدان نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على الفور "قبل" تعرضهم لصاروخ الحرس الثوري الإيراني الأول.
وقال "نظرا لأن الحرس الثوري الإيراني لديه سنوات من الخبرة في تنسيق تقنية الحرب الإلكترونية عند التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، على السفن في الخليج كجزء من عمليات القرصنة المنظمة، فمن المثير للقلق ولكن ليس من المستغرب أن يستخدم الحرس الثوري نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأجهزة التشويش على الأقمار الصناعية ضد طائرة الركاب المدنية الأوكرانية حال التخطيط المنسق للهجوم الصاروخي على الطائرة".
وأضاف أن أربع رحلات منفصلة تغادر نفس المطار، دخلت في محيط الكشف بالرادار البالغ طوله 25 كيلومترا القذيفة الصاروخية "سام"، وترسل جميع الطائرات المدنية إشارات مرسل مستجيب للتعريف بنفسها، ولاحظ ميلن أنه تم إرسال ما لا يقل عن 168 إشارة واكتشافها وتحديدها خلال هذا الوقت.
ودخلت الرحلة PS752 في نفس المحيط، وبثت ما لا يقل عن 18 إشارة للتعريف بنفسها، و كان من الممكن اكتشاف جميع الإشارات وتحديدها على أنها كلها قادمة من طائرة ركاب مدنية، من قبل وحدة الدفاع الجوي الإيرانية "تور إم 1" التي نفذت الهجوم.
علاوة على ذلك، أشار ميلنيه إلى أنه جرى تحديد "إشارة رادارية للكشف الشبحي" كانت صادرة من الاتجاه الجنوب الغربي صوب تمركز وحدة الدفاع الجوي الإيرانية "تور إم 1" ما يُعد تهديداً.
وزعم الحرس الثوري الإيراني إلى أن الطائرة المدنية الأوكرانية -التي حددها ميلنيه بأنها الشبح 2 على الرادار- لم يتم اكتشافها أو تعقبها بالأساس عند اقترابها من وحدة الدفاع الجوي الإيرانية "تور إم 1"، ومع ذلك كانت الرحلة المدنية الحقيقية لا تزال مستهدفة من قبل الوحدة العسكرية وأطلقت ضدها صاروخين. حدث الأمر برمته في الوقت الذي كانت فيه وحدة الدفاع الجوي الإيرانية تزعم فيه محاولتها تتبع واستهداف أول تهديد شبحي يظهر على مسافة 23 كيلومترا في اتجاه مختلف تماما.
وأشار ميلنيه في استنتاجاته إلى أن نظام الصواريخ الإيراني "تور إم 1" يعمل فيه نظامان منفصلان للرادار، أحدهما موجه للكشف والتحديد والآخر موجه للاستهداف والتعامل.
قدم ميلنيه صورا رسومية وأقمارا صناعية مع مسارات ومواقع وجداول زمنية متوقعة، تدعم جميعها ادعاءاته.
إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)