"صاروخ ديمونا".. انزلاق من سوريا أم رسالة إيرانية لإسرائيل

عبدالرحمن عمر
صاروخ انطلق من سوريا وسقط بالقرب من مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل
صاروخ انطلق من سوريا وسقط بالقرب من مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل

فتحت عملية القصف على إسرائيل من داخل الأراضي السورية، التساؤل بين احتمال انزلاق الصاروخ بشكل غير مقصود كما تقول الرواية الإسرائيلية، والقصف المقصود كما تقول الرواية الإيرانية غير الرسمية عبر وسائل الإعلام.

توقيت الاستهداف يشير إلى أن الصاروخ أطلق بشكل متعمد، وليس كما تقول إسرائيل أن (الصاروخ "طائش" وهو من نوع أرض-جو)، بل من نوع أرض-أرض.

ومن الواضح أن إيران أرادت إرسال رسالة لإسرائيل بعد عدة ضربات موجعة تلقتها طهران في أكثر من مكان خلال الفترة الماضية، فمن الغارات التي تستهدف مواقعها في سوريا، إلى ضرب سفنها في عرض البحر المتوسط، إلى استهداف سفينة ساويز بالبحر الأحمر وهي تابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى ضرب قلب المشروع النووي الإيراني في منشأة نطنز النووية في أصفهان، واغتيال كل من محسن فخري زادة في قلب طهران وهو العقل المدبر للبرنامج النووي الإيراني، إلى استهداف نائب قائد فيلق القدس اللواء محمد حجازي قبل أيام، وهو صاحب اليد الطولى في الملف اللبناني ودعم حزب الله بترسانة الصواريخ.

وبالتالي فإن "حرب الظل" بين طهران وتل أبيب متواصلة، وعلى أكثر من صعيد ومستوى، تديرها طهران عبر وكلائها في الخارج، أما تل أبيب فتديرها عبر شبكة جواسيس تطال حتى المواقع الأشد حساسية داخل إيران.

ويؤكد إطلاق إيران للصاروخ كيف استطاع فيلق القدس تحويل سوريا إلى منصة لإطلاق صواريخها باتجاه إسرائيل بعد أن انتهت من تحويل غزة ولبنان وصنعاء لمنصات إطلاق صواريخ، والمنطقة التي أطلق منها الصاروخ في الضمير بريف دمشق تضم قواعد عسكرية عدة، ومستودعات صواريخ أرض-أرض ومطارا عسكريا للنظام السوري، ومنصات إطلاق صواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى، استخدمها النظام عدة مرات في ضرب مناطق في شمال سوريا. كما تحتوي منطقة الضمير شرق دمشق نحو 60 كيلومتراً على مستودعات ضخمة من الأسلحة.

الرواية الإيرانية

واعتبرت وسائل إعلام إيرانية، أن ما جرى قرب مفاعل ديمونا النووي رسالة لإسرائيل بأن مناطقها الحساسة "ليست محصنة".

وأشارت إلى أنه "كان بإمكان الصاروخ أن يتابع طريقه إلى مفاعل ديمونة الإسرائيلي لكن صناعة كارثة ليس مطلوبا".

وشككت وسائل الإعلام الإيرانية بالرواية الإسرائيلية بشأن الصاروخ الذي سقط قرب مفاعل ديمونا، مضيفة أنها تحتوي "ثغرات واضحة".

وقالت إن المعلومات تفيد أن الصاروخ الذي سقط قرب مفاعل ديمونا هو صاروخ أرض-أرض وليس أرض-جو.

وأضافت أن المعلومات تفيد أن الصاروخ من نوع فاتح 110 قادر على حمل رؤوس متفجرة.

ونشر موقع "رجا نيوز" الإيراني، إن "جماعات المقاومة نفذت أمس عمليات متزامنة ضد إسرائيل والسعودية، مشيرة لانفجار قرب مفاعل ديمونة وهجوم بالمسيرات ضد قاعدة الملك خالد بالسعودية".

وبحسب التقرير الذي نقلته منصات تابعة للحرس الثوري على مواقع التواصل، فإن "جماعات المقاومة في المنطقة نفذت عمليات هامة واستراتيجية متزامنة ضد إسرائيل والسعودية، ليلة أمس، مشيرة إلى انفجار قرب مفاعل ديمونة وهجوم بالطائرات المسيرة ضد قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط".

وفي خبر آخر، قال الموقع، إنه وفقا للمعلومات التي لديه من منطقة إطلاق الصاروخ في سوريا، فقد أطلق الصاروخ من داخل الأراضي السورية على بعد 200 كم من مفاعل ديمونة الإسرائيلي، وإنه هجوم يعتقد أنه نفذ باستخدام صاروخ "فاتح 110" دقيق الإصابة، والذي يصل مداه 300 كم.

وذكر الموقع، أن صاروخ "فاتح 110"، هو صاروخ باليستي "أرض - أرض" يعمل بالوقود الصلب، ومزود برأس حربي قابل للانفصال، وقالت إن إطلاقه من مسافة 200 كم من المفاعل، وسقوطه بعد المفاعل، والمدى الذي يتمتع به الصاروخ (300كم) يعني أنه قادر على طي مسافة أبعد من المنطقة التي سقط فيها، وأكدت أن احتمال سقوط الصاروخ بسبب عطل فني أو بسب نفاذ الوقود أمر غير وارد.

وأضاف الموقع، أن استخدام صاروخ "فاتح" يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل بأن عدم إصابة الصاروخ بالمفاعل النووي الإسرائيلي، ليس بسبب عدم قدرته على إصابة الهدف، إنما لدواع إنسانية، في إشارة إلى تجنب أي تسرب نووي.

وعنون موقع "نور نيوز"، خبر القصف على ديمونا بالقول "الجيش الإسرائيلي يخجل من التستر على فضيحة قصف صاروخي أرض-أرض على ديمونا".

وأضاف أن "غرفة الإعلام في الجيش الإسرائيلي حاوت التستر على منشأة إنتاج قنبلة ديمونا الذرية لأنها كانت صاروخ أرض - أرض في السماء"، حسب قولها.

فيما قال موقع قناة العالم الإيرانية، "اسرائيل ورغم أنه قبل هذا كانت تسلّـي نفسها بأن صواريخ المقاومة الفلسطينية لن تصل الى منطقة النقب ومنشاة ديمونا النووية، ولكنها عرفت بعد هجوم الأمس أن حدودها مستهدفة من ثلاث جهات هي فلسطين ولبنان وسوريا، وهذا يعني أن الصواريخ يمكنها أن تسقط من أي جهة وفي أي زمان ومكان".

الرواية الإسرائيلية

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الخميس، إنهم فتحوا تحقيقا في فشل عملية اعتراض الصاروخ الذي أطلق على إسرائيل من سوريا.

وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن خبراء أمنيين، قولهم، إن خللا وقع خلال عملية اعتراض الصاروخ أدى إلى فشل العملية.

في الوقت الذي قالت فيه مصادر استخبارية غربية، إن إسرائيل وسعت ضرباتها ضد مراكز إيرانية لإنتاج صواريخ وأسلحة بسوريا.

وأشارت المصادر، أن إيران تنقل إلى سوريا مواد لصناعة صواريخ يصل مداها لمدن إسرائيلية.

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي، إن صاروخا طائشا من طراز أرض-جو، أطلق من سوريا وسقط في منطقة بعيدة عن مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، دون أن يؤدي إلى أضرار.

وأضاف الجيش الإسرائيلي، إنه هاجم بطاريات صواريخ في سوريا ردا على سقوط صاروخ أرض جو من طراز "إس إيه 5" (SA 5) أطلق من داخل سوريا، وإن الصاروخ الذي كان متجها لمفاعل ديمونا سقط في منطقة التجمعات البدوية بالنقب دون أضرار.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه "لا توجد إصابات أو أضرار نتيجة الضربة الصاروخية السورية الطائشة في جنوب إسرائيل"، مضيفا أن "الصاروخ السوري الطائش لم يصب مفاعل ديمونا ولم يقترب حتى منه"، وقالت مصادر إسرائيلية إنه تم العثور على شظايا للصاروخ في منطقة رمات نيغيف وسط النقب.

إيران إنسايدر - (عبدالرحمن عمر)

سوريا ايران اسرائيل فيلق القدس الحرس الثوري الايراني الجيش الاسرائيلي مفاعل ديمونا النووي الضمير افيخاي ادرعي الفاتح 110