كشف الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، عن أسباب عدم لقاءه مسؤولين في "حزب الله" اللبناني، والوزير السابق جبران باسيل، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان.
وقال زكي في حديث لقناة "العربية"، إنه "لم ألتق بحزب الله انسجاما مع موقف الجامعة العربية تجاه الحزب، والأمانة العامة مُلتزمة بالموقف، لكننا نتعرف على مواقف جميع الأطراف إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".
وكانت جامعة الدول العربية، في عام 2016، صنفت جماعة "حزب الله" اللبنانية كمنظمة إرهابية، في وقت تحفظ فيه كل من لبنان والعراق على القرار.
أما في يتعلق بعدم مقابلته رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قال زكي "هو كان في الجبل وتعذّر عليه النزول إلى بيروت للقائي، وأنا لم يكن لدي الوقت الكافي للصعود إلى الجبل بسبب مغادرتي بيروت مساءً، ولا أظن أنه يُحبّذ التواصل الهاتفي".
وأكد أن "الجامعة العربية تؤيّد نداء البطريرك الماروني بشارة الراعي بحياد لبنان، وتعتبر أنه يتماشى تماماً مع قرارات الجامعة التي دعت لبنان إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس تجاه كافة النزاعات في المنطقة"، مشددا على أن الجامعة العربية تدعم المبادرة الفرنسية التي تتحدّث عن حكومة اختصاصيين مهمتها إنقاذ لبنان من الوضع المتردي اقتصاديا وماليا.
وقال "نحن نعتقد أنه إذا التزم لبنان بالمبادرة الفرنسية، فيُمكن عندها وقف النزيف الحالي واستعادة بعض عافيته".
وأشار زكي، في حديثه، إلى أن حل الأزمة في لبنان لا يزال ممكنا إذا ما توفرت الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية، منوهاً إلى أن أن الوضع في لبنان دقيق ويحتاج الى تواصل مستمر، والأمر يحتاج إلى عمل كبير من أجل إحداث الاختراق المطلوب بجدار الأزمة.
وقال "نحن نراقب السجالات والمواقف في لبنان، ولاحظنا أخيرا أحاديث كثيرة حول اتّفاق الطائف ومستقبله وأمور مرتبطة به، لذلك أحببت أن أستفسر من الرئيس عون أثناء لقائي به عن هذا الأمر فأكد لي أن الطائف ليس في خطر".
وأضاف "سنُقيم مع الأمين العام للجامعة العربية نتائج زيارتي لبيروت، وإذا رأينا أن هناك ضرورة للقيام بزيارة أخرى للبنان فإننا لن نتردد بذلك".
واستقبل الرئيس اللبناني ميشال هون، الخميس الفائت، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في القصر الجمهوري في بعبدا، مرحبا بأي مبادرة تقوم بها جامعة الدول العربية في حل الأزمة اللبنانية.
وأعلن زكي عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، استعداد الجامعة العربية للمساعدة في الاتصالات بين الأفرقاء اللبنانيين، معتبرا أنه لا حل للأزمة الاقتصادية في لبنان دون حل سياسي.
وتفاقمت مشاكل لبنان عقب انفجار في مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس الماضي، الذي أودى بحياة 200 شخص، وآلاف الجرحى، فضلا عن دمار هائل في أجزاء من العاصمة، وأجبر الحكومة على الاستقالة، وهو ما يجعل البلاد بلا دفة توجيه بينما تغوص في أسوأ أزمة مالية في تاريخها الحديث.
وكُلف سعد الحريري بتشكيل حكومة في تشرين الأول/ أكتوبر، لكن بسبب الخلافات السياسية لم يتمكن حتى اليوم من تشكيل حكومة جديدة لمباشرة إصلاحات ضرورية من أجل الحصول على دعم دولي.
إيران إنسايدر