قال الأمير السعودي تركي الفيصل، إن أمن الخليج قضية دولية وليست إقليمية، لاسيما أن خطر إيران ماثل للعيان، عبر تدخلاتها وسعيها لامتلاك السلاح النووي.
وأضاف "الفيصل"، في مقابلة مع برنامج "قصارى القول" بقناة "روسيا اليوم"، مساء الخميس، "لنا عبرة في ما حدث في العراق، وكيف تم تسليمه بأبخس الأثمان إلى إيران، وكذلك ما نشهده من تدخل خارجي في سوريا".
ونوه الأمير السعودي ورئيس جهاز الاستخبارات السابق، أن "أمن منطقة الخليج قضية دولية وليست إقليمية فقط، لما تحمله المنطقة من أهمية استراتيجية ومالية، وقد سلمت من تداعيات حروب عدة، لكن لا يمكنها الركون إلى ذلك مستقبلا، بل عليها معالجة كل أوجه القصور والاستعداد لجميع السيناريوات، لا سيما أن خطر إيران ماثل للعيان، عبر تدخلاتها ونشر أفكارها الطائفية وسعيها لامتلاك السلاح النووي".
وقال "قيادة إيران الآن هي خطر حقيقي، فكل المحاولات طيلة نحو 40 عاما لترشيد سياستها فشلت، ونحن لا نكن عداء لإيران ولا نريد لشعبها الضرر، لكن يجب تحقيق التوازن معها، فأي خلل في التوازن ستستغله إيران".
وشدد الأمير تركي، على "ضرورة استعادة العراق ليكون عاملا للأمن والاستقرار في الخليج، ويجب دعم القوى العراقية التي تسعى إلى ذلك وتخليص البلاد من هيمنة إيران التي تقوم بالدور التخريبي ذاته في سوريا ولبنان واليمن، وهذا يهدد أمن الخليج".
وعن الاتفاق النووي في فيينا وضرورة إشراك السعودية ودول خليجية وعربية أخرى، قال الفيصل "محادثات فيينا لن تزيل مخاوفنا من خطر برنامج إيران النووي، ويجب أن تكون دول الخليج في صلب المفاوضات حول الاتفاق النووي، وأن يتم نقاش كل الهواجس بشأن الصواريخ الباليستية لإيران وتدخلاتها الإقليمية".
وأضاف "الاتفاق النووي لم يأخذ في الحسبان جيران إيران بسبب سذاجة تفكير باراك أوباما، وترحيب دول الخليج بالاتفاق كان على أساس أنه سيوقف سلوك إيران العدواني في المنطقة، لكن ما حدث هو العكس، فتدخلاتها زادت، وهيمنت إقليميا".
أردف "قرار دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي كان بهدف الضغط على إيران للجم تدخلاتها في المنطقة ومعالجة هواجس دول المنطقة، لكن جو بايدن يعود إلى الاتفاق اليوم. وبقاء الاتفاق على حاله سيؤجج النزاعات، ويدفع دول المنطقة إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك الاستعداد لليوم الذي تمتلك فيه إيران القنبلة النووية".
وشدد الفيصل على أن بلاده ترغب في "منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، لكن الحذر مطلوب، وعلى دول الخليج الاستعداد لكل السيناريوهات".
وفي إشارة إلى تركيا، شدد "الفيصل" على ضرورة عدم تدخل الدول في شؤون الدول الأخرى، مبينًا أن السعودية ترحب بأن تكون على علاقات سوية مع دول العالم.
وقال إن السعودية لم تستعدِ أحدا، ودائما تحاول التقارب مع جيرانها، وإذا كان هناك شيئ مما يشوب العلاقة بين تركيا والمملكة فهو ليس منا، والسعودية ترحب بعلاقات سوية مع الغير وليس فقط مع تركيا.
إيران إنسايدر