قال العراق في بيان مشترك مع أمريكا، اليوم الأربعاء، إن "مهمة الولايات المتحدة وقوات التحالف تحولت إلى مهمة تدريب ومشورة، ما يتيح تاليا إعادة نشر أي قوة مقاتلة ما تزال في العراق، على أن يحدد الجدول الزمني لذلك خلال محادثات مقبلة".
وفي بيان مشترك بختام الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي بينهما عبر تقنية الاتصال المرئي، أعلنت واشنطن وبغداد استمرار الحوار حول وضع القوات الأمريكية المتبقية في العراق حيث يتجه تركيز البلدين صوب تطوير علاقة أمنية طبيعية تقوم على المصالح المشتركة.
وقالت حكومتا البلدين، في البيان، إنه "في ضوء التقدم الكبير المحرز نحو القضاء على تهديد تنظيم داعش، ستواصل الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة خفض عديد قوّاتها في العراق".
وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها لا تسعى إلى إقامة قواعد دائمة أو تواجد عسكري دائم في العراق، كما اتفق عليها مسبقا في اتفاقية الاطار الاستراتيجي لعام 2008 والتي تنص على أن التعاون الأمني يتم على أساس الاتفاقات المتبادلة.
من جانبها، التزمت حكومة العراق بحماية القوات العسكرية للتحالف الدولي، والمرافق العراقية التي تستضيفهم بما ينسجم مع القانون الدولي والترتيبات المعنية بخصوص تواجد تلك القوات وبالشكل الذي سيتم الاتفاق عليه بين البلدين.
تعزيز الشراكة
وفي كلمته في افتتاح هذه الجولة من المحادثات، أبدى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حرص بلاده على التعاون وتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة في جميع المجالات، وقال إن "العراق يسعى لتعزيز مشاريع الشراكة مع واشنطن في مختلف المجالات؛ ومنها الأمن والصحة والطاقة البيئة والثقافة والتعليم".
وشدد حسين على ضرورة "تعزيز الشراكة العراقية الأمريكية من خلال المذكرات والاتفاقات الموقعة بين البلدين"، موضحا أن "القوات العراقية بحاجة إلى برامج تقدمها الولايات المتحدة في مجال التدريب والتسليح، ونسعى إلى مواصلة التنسيق والتعاون الأمني الثنائي، ونؤكد التزام الحكومة العراقية بحماية أفراد البعثات الدبلوماسية ومقارها ومنشآتها".
تأكيد على الشراكة
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن العراق شهد انفتاحا في علاقاته على المحيط العربي والإسلامي والدولي.
وأضاف خلال كلمته، عبر الاتصال المرئي ذاته، "اجتماعنا يأتي تأكيدا على علاقة الشراكة بين العراق والولايات المتحدة"، مبينا أن "الحكومة العراقية ماضية لإرساء دعائم الديمقراطية"، وأوضح أن "الحكومة العراقية كرّست لمبادئ الدستور من خلال منهاجها الحكومي".
جوانب متعددة
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة يتناول ملفات متعددة بين البلدين، منها السياسية والاقتصادية والصحية والثقافية، فضلا عن التعاون الأمني.
وأضاف الكاظمي، خلال الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الوطني، أنه سيتم خلال جلسة الحوار بحث وجود قوات التحالف الدولي، التي استقدمت إلى العراق لمحاربة تنظيم الدولة، وكان لها دور مؤثر في هذا المجال.
وأكد أن التطور الكبير في قدرات قواتنا الأمنية، وتغير شكل التهديد الإرهابي على الأرض، مهّد لمغادرة ما يقرب من 60% من قوات التحالف خلال الأشهر الماضية من عمر هذه الحكومة.
وقال الكاظمي، إن هذا الأمر مكّن العراق من الانتقال قريبا إلى مرحلة انتفاء الحاجة للوحدات المقاتلة الأجنبية، والاقتصار على الأدوار التدريبية والاستشارية والدعم اللوجستي والتعاون الاستخباري، وذلك لحين وصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بجهود أبنائه وتعاونهم وتكاتفهم".
وكان البرلمان العراقي، صوت في 5 يناير/كانون الثاني 2020 على قرار يتضمن إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وذلك عقب يومين من اغتيال متزعم فيلق القدس السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي السابق أبو مهدي المهندس وآخرين، في ضربة جوية أمريكية، قرب مطار بغداد الدولي.
ويقدر عدد الجنود الأمريكيين في العراق بـ 2500 جندي ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.
إيران إنسايدر - (إسراء الحسن)