أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط، أن هناك أشخاص حول الرئيس اللبناني ميشال عون، لا يريدون الرئيس سعد الحريري، ويحاولون إبعاده، دون أن يحدد من هم.
وقال جنبلاط، في حوار مع صحيفة "لوريان لو جور"، إن "هناك أشخاص حول الرئيس لا يريدون سعد الحريري، ويحاولون بكل الوسائل إيجاد صيغ دستورية للتخلص منه، إلا أن هذه المعادلة غير موجودة في دستورنا، وهذا ليس مخالفا للدستور فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى انسداد إضافي".
وأضاف "هناك انسداد الداخلي في ملف تشكيل الحكومة بالتأكيد، كما أن هناك كراهية معينة من جبران باسيل لسعد الحريري، رغم أنهما كانا صديقين حميمين لمدة ثلاث سنوات، عندما كانا معًا في الحكومة قبل الأخيرة".
ولفت جنبلاط إلى أنه في حال تم التوافق بين باسيل والحريري، فإنهم سيصلون بالفعل إلى منتصف الطريق، مشيرا إلى أن هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه باتريك دوريل (المبعوث الفرنسي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط) الذي تحدث عن الحاجة إلى إيجاد أرضية مشتركة بين الحريري وباسيل.
وعلق قائلا "من المفارقات أنني سألت رئيس الدولة أثناء مقابلتي معه، إذا كان بإمكانه فعل أي شيء للتوفيق بين الاثنين، فأجاب "لا أدري لماذا تشاجروا وعلى ماذا".
وأشار جنبلاط إلى وجود انسداد في ملف تشكيل الحكومة بسبب عوامل خارجية، تتمثل في عدم وجود رؤية إيرانية للتنازل عن ثقلها في لبنان، إذ تلعب دور المهاجم كما في دعمها للحوثيين في اليمن، وهجومهم المتواصل على السعودية، والاستعراض الذي أجرته ميليشيا "ربع الله" التابعة لكتائب حزب الله العراقية المدعومة إيرانيا، ضد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، فهي تطالب برفع العقوبات الأمريكية عنها دون شروط.
واعتبر جنبلاط أنه "يجب على الجميع أن يتحمّل المسؤولية في هذا الانسداد، ففي البداية وعندما كان الطرفان في مرحلة المحادثات وكانت المفاوضات تسير جيدا، اقترح الحريري على عون الحصول على حقيبة العدل، إلا أنّه تراجع لاحقا، ثم توصلا إلى حل وسط يتمثل في إسناد الداخلية لعون الذي سيكلّف بها سهيل عبود (رئيس مجلس القضاء الأعلى ) والعدل للحريري على أن يقترح اسما يلقى تأييدا من عون، لكن كل الأمور انقلبت رأسا على عقب".
وختم الحريري بالقول إن "فرنسا هي الأكثر اهتماما بإنقاذ ما تبقى من مبادرتها".
ويواجه لبنان أزمة في تشكيل الحكومة، منذ أن تم تكليف سعد الحريري بالمهمة للمرة الرابعة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلقي مساعدات خارجية.
وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قدم إلى رئيس الجمهورية "تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الانتماء الحزبي"، إلا أن عون أعلن اعتراضه على تشكيلة الحريري، معتبرا أنه شكلها دون الاتفاق معه من خلال تفرد بتسمية الوزراء.
وكلف سعيد الحريري في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حسان دياب الذي قدم استقالته في 10 آب/ أغسطس الماضي، على خلفية انفجار الرابع من الشهر نفسه الذي هز مرفأ بيروت.
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)
