وزير إسرائيلي: أيدنا بقاء الأسد وندفع ثمنا باهظا بعد وصول إيران

إسرائيل رفضت دعم المعارضة السورية لإسقاط الأسد ونتنياهو وقف إلى جانب معسكر منع إسقاط النظام في سوريا
إسرائيل رفضت دعم المعارضة السورية لإسقاط الأسد ونتنياهو وقف إلى جانب معسكر منع إسقاط النظام في سوريا

كشف وزير إسرائيلي كبير، أن صراعا دار داخل قيادة الجيش والحكومة الإسرائيلية، حول مصير رأس النظام في سوريا بشار الأسد، منذ اندلاع الثورة السورية، لافتا إلى أن مؤيدي بقاء الأسد –بينهم بنيامين نتنياهو- تغلبوا على معارضيه.  

وقال الوزير -الذي وصفته صحيفة "الشرق الأوسط" بأنه "من ذوي الخلفية الأمنية الراسخة"- إن "قيادة الجيش، وكذلك الحكومة، بقيادة بنيامين نتنياهو، شهدتا خلافات كبيرة في التعاطي مع الموضوع السوري، وأن قسما منهم أيّد انتهاز الفرصة السانحة لإسقاط الرئيس بشار الأسد، وقسم رفض ذلك وأيد بقاءه، مشيرا إلى أن "مؤيدي الأسد في القيادة الإسرائيلية تغلبوا على معارضيه".

واعتبر الوزير، في تصريحات تسربت إلى وسائل إعلام عبرية، أن ذلك كان خطأ "فاحشا" قدم خدمة لإيران، وإسرائيل تدفع اليوم ثمنه باهظا.

وأشار الوزير إلى أن نقاشات حادة دارت في قيادة المنظومة العسكرية الأمنية والسياسية في إسرائيل، مع اندلاع الحرب في سوريا، حول إسقاط نظام بشار الأسد، قسم من القيادات رأى أن هناك فرصة مهيأة لإسقاط نظام الأسد، فقد كانت المعارضة قوية جدا، وتستند إلى قاعدة جماهيرية ولديها انفتاح مثبت تجاه إسرائيل. وبدا واضحا بأن هذه الفرصة لن تتحقق من دون دعم إسرائيل.

وكان بذلك يشير إلى الجيش الحر وعناصر أخرى في المعارضة، الذين بادروا للاتصال بإسرائيل، وبعضهم قاموا بزيارات علنية إلى تل أبيب، وأطلقوا تصريحات عن استعداهم للسلام مع إسرائيل على أساس تأجيرها هضبة الجولان السورية المحتلة لعشرين أو ثلاثين سنة، وقد طلبوا يومها دعما إسرائيليا لوجيستيا وتزويدهم بالسلاح.

وقال الوزير الإسرائيلي، إن هذا النقاش استغرق عدة سنوات، إلى أن لم يعد بالإمكان إسقاط الأسد، في سنة 2014 - 2015 حيث بدأت هزيمة داعش.

وأضاف "لو قررت حكومتنا مساعدة المقاتلين السوريين غير الجهاديين، وعملت بنفسها من خلال قنواتها السرية ما تعرف جيدا كيف تفعله، واستغلت الواقع السوري الذي بدا فيه النظام عاجزا ومترددا، لكان نظام الأسد قد سقط، وحل محله نظام جديد في دمشق، مدعوم من الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، ولكان بالإمكان التوقيع معه على اتفاق سلام من دون الانسحاب من الجولان، ولكنا اليوم في وضع أمني أفضل ألف مرة من الوضع الحالي، خصوصا على الجبهة اللبنانية والسورية، مقابل المحور الشيعي الراديكالي، ولكنا قطعنا الذراع المركزية وأنبوب الأكسجين العملي واللوجيستي للأخطبوط الإيراني وأذرعه".

ونوه الوزير الإسرائيلي إلى أن معارضي فكرة إسقاط الأسد، شكلوا معسكرا كبيرا وقويا، وذلك بذريعة أن "لا أحد بإمكانه ضمان أن الجهة أو تحالف المنظمات والجهات السياسية التي ستصعد إلى الحكم مكان الأسد، فيما إذا ستكون أقل عدائية وخطورة من إيران تجاه إسرائيل".

وقال الوزير الإسرائيلي، إن معسكر رفض إسقاط الأسد هو الذي انتصر، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف معه وتبنى التقرير الاستراتيجي السرّي الذي أعده غالبية الجنرالات، والمركب الأساسي فيه هو أن "إسرائيل لن تبادر إلى عملية عسكرية أو حرب من أجل إسقاط النظام في سوريا، ولن تتدخل من أجل ترجيح كفة أحد الجانبين أو اللاعبين في الحرب الأهلية السورية، بشكل حاسم".

وبسبب مؤيدي الأسد في الحكومة الإسرائيلية -بينهم نتنياهو- تدفع اسرائيل ثمنا باهظا حتى اليوم لأن بقائه خدم مصالح ايران، حسب ما قال الوزير إسرائيلي.

ووفقا للإعلام الإسرائيلي؛ فإن "الخطوط الحمراء" لدى إسرائيل، تغيرت قليلا، خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ تلخصت بـ"أي استهداف للسيادة الإسرائيلية وأمن مواطنيها، سيُقابل برد موجِع لردع المعتدين، ومن يرسلهم أو يمنحهم الرعاية أو مجال العمل، والعمل على منع استخدام سوريا لأسلحة غير تقليدية (كيميائية)، ومنع نقل أسلحة كهذه إلى لبنان. كذلك منع أو التشويش بالقوة على نقل أسلحة نوعية من إيران إلى سوريا ولبنان، ومنع نقل أسلحة نوعية من الجيش السوري وصناعاته العسكرية إلى لبنان، ومنع إقامة جبهة إيرانية ضد إسرائيل في سوريا، تكون شبيهة بالجبهة التي أقامها (حزب الله) في لبنان بمساعدة إيران، ومواجهة أي تموضع لجيوش إرهابية معادية لإسرائيل، متطرفة سنية وأذرع شيعية لإيران، بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بشكل يسمح لها بممارسة إرهاب حدودي وعابر للحدود بشكل مفاجئ. كذلك، منع والتشويش على إقامة واستخدام ممر بري من إيران، مروراً بالعراق وسوريا إلى لبنان، يخدم الاستعدادات واللوجستية والعملانية الإيرانية وأذرعها في حرب ضد إسرائيل.

إيران إنسايدر


سوريا حزب الله ايران اسرائيل جنوب سوريا بنيامين نتنياهو الميليشيات الايرانية في سوريا التمدد الايراني في سوريا