صحيفة: إيران تدخل خط الأزمة اللبنانية وتحارب المبادرة الفرنسية

إيران تستهدف المبادرة الفرنسية لتطويق الجهود العربية والدولية الداعمة لها
إيران تستهدف المبادرة الفرنسية لتطويق الجهود العربية والدولية الداعمة لها

أفاد مصدر سياسي بارز بأن مهاجمة إيران لكل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، من أجل حل الأزمة اللبنانية، يشير إلى رغبة طهران في وضع لبنان أمام معادلة جديدة قوامها "المقاومة والجيش والحكومة القوية" التي حلّت مكان الشعب في هذه المعادلة، لافتا إلى أنها تستهدف المبادرة الفرنسية لتطويق الجهود العربية والدولية الداعمة لها.  

وكان مساعد رئيس مجلس الشورى حسین أمیر عبد اللهيان، قال في تغريدة عبر حسابه في تويتر، منذ أيام قليلة، إنه "تنتهج الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا و السعودية سياسة عدم وجود حكومة قوية والانقسام وإضعاف المقاومة، وهي الوجه الثاني من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني و إضعاف لبنان. لاشك في أن مثلث المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية هو الرابح الرئيسي. تدعم إيران بقوة أمن لبنان واستقراره واقتصاده الديناميكي".

وقال المصدر لصحيفة الشرق الأوسط، إن طهران قررت الخروج عن صمتها وبادرت للدخول على خط أزمة تأليف الحكومة من موقع الاختلاف مع المجتمع الدولي الحاضن للمبادرة الفرنسية، وذلك بعد أن سبق لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أن سأل أثناء وجوده في زيارة رسمية لموسكو، ماذا يفعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيروت، في إشارة إلى تحفّظه حيال المبادرة التي أطلقها لإنقاذ لبنان!

وأضاف أن عبد اللهيان يتناغم كليا مع مطالبة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بتشكيل حكومة تكنوسياسية، وإلا ماذا يقصد المسؤول الإيراني بدعوته لتشكيل حكومة قوية والتي أراد منها نسف المواصفات التي ترتكز عليها المبادرة الفرنسية، بتشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين ومن غير المحازبين.

واعتبر المصدر السياسي، أن طهران قررت الدخول في مواجهة مع المبادرة الفرنسية، باتباعها الدبلوماسية الساخنة في تمرير رسائلها انطلاقا من حساباتها بأنها تمسك بالورقة اللبنانية، باعتبارها من أقوى الأوراق الضاغطة لجر واشنطن إلى التفاوض معها.

ووفقا للمصدر، فإن حزب الله يتعاطى مع ملف تشكيل الحكومة من زاوية إقليمية يتجاوز فيها الحسابات الداخلية، وبالتالي فهو يربط الإفراج عنها بالتفاوض فورا مع إيران، وإلا لماذا يصر نصرالله على تعديل موقفه لجهة مطالبته بحكومة تكنوسياسية، وأن لا مانع لديه من العودة إلى النسخة الأصلية لتأليفها والتي طرحها ماكرون مشترطا التوافق عليها بين الحريري وعون الذي يقاتل لدفعه إلى الاعتذار عن تشكيلها، رغم أنه يدرك سلفا بأن لا جدوى من إصراره على شروطه بعد أن دعته السفيرة الأميركية لإسقاطها لمصلحة التوصل إلى تسوية غير التسويات السابقة.

وأشار المصدر إلى أن حزب الله استبق موقف عبد اللهيان، حيث نأى بنفسه عن القيام بأي تحرك لتفعيل مشاورات التأليف، مكتفياً بتوجيه اللوم لعون على خلفية مراسلته للحريري، ومعتبراً أنه كان بغنى عنها.

وأكد المصدر أن عبد اللهيان يحرج عون أمام المجتمع الدولي في حال لم يتجاوب مع رغبته بتشكيل حكومة مهمة، خصوصا أن السفراء باتوا على قناعة بأنه يسعى جاهدا لاستدراج الحريري إلى اشتباك سياسي تلو الآخر من دون أن يحقق مبتغاه في جرّه للاعتذار، وقال إن عون وإن كان يصر على تبادل الخدمات السياسية مع حليفه حزب الله، فإن السفراء يمارسون الضغوط عليه للتسليم أولاً بوجود الحريري على رأس الحكومة كأساس لاستمرارهم في جهودهم لإيجاد قواسم مشتركة يمكن أن تجمع بين منطق الرئيس المكلّف والآخر الذي يمثّله عون بالإنابة عن وريثه السياسي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

فعون وإن كان ينفي -بحسب المصدر- تمسكه بالثلث المعطل في الحكومة العتيدة، فإنه يصر حسابيا على انتزاعه، وهذا ما شكل قناعة لدى السفراء من خلال تدقيقهم بالجداول التي أرسلها للحريري بذريعة إعادة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف ومن خلالها على القوى السياسية، مع أن الأخير يبدي مرونة لجهة إمكانية التوافق على اسم لتولي وزارة الداخلية وصولا إلى إعادة النظر في التوزيع المقترح للحقائب وبعض الأسماء المطروحة لشغلها.

وأفادت الصحيفة بأن لقاء الحريري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي استبقه بزيارة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري اتسم بالإيجابية، وأن بكركي لم تقفل الأبواب أمام معاودة التوسّط لدى عون والرئيس المكلّف، لكن ما يؤخر تحركها يعود إلى نقطة أساسية تكمن في مدى استعداد رئيس الجمهورية للتعاون معه قبل الدخول في التفاصيل الخاصة بتشكيل الحكومة.

إيران إنسايدر


حزب الله ايران لبنان طهران واشنطن ميشال عون سعد الحريري المبادرة الفرنسية حسن نصرالله موسكو محمد رعد محمد جواد ظريف ايمانويل ماكرون