دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، المسؤولين في لبنان للاستماع إلى صوت الشباب والفقراء الذين يعانون بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، مؤكدا أنه لا حل أمام الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "سوى التشاور".
وقال الراعي، في عظته خلال قداس أحد الشعانين الذي يسبق عيد الفصح في بكركي، "يا ليت المسؤولين السياسيين عندنا، الممسكين بسلطان الحل والربط بشأن تأليف الحكومة، والبدء بالإصلاحات وعملية الإنقاذ الاقتصادي والمالي، يسمعون لصوت الله الذي لا يسكت، ويا ليتهم يسمعون لصوت الشعب الذي لا يسكت وهو مصدر سلطتهم وشرعيتهم، ويا ليتهم يسمعون صوت المليوني فقير من شعبنا الذين لا يسكتون عن حقهم في كفاية العيش الكريم! ويا ليتهم يسمعون لصوت شبابنا الذين لا يسكتون مطالبين بمستقل لهم في الوطن لا في البلدان الغريبة".
وأضاف "لقد كان بمقدور الجماعة السياسية أن تغير نظرة الشعب تجاهها لو استيقظت وعدلت على سلوكها وعملت على إنقاذ لبنان، خصوصا بعد تفجير مرفأ بيروت، ولكن معظم المسؤولين تمادوا في الفشل، وبعضهم أعطى الأولوية لمصالح دول أجنبية ولم يسألوا عن مصير الشعب فسقطوا وأكدوا أنهم غير صالحين لقيادة الشعب".
وشدد الراعي "نحن نرفض هذا الواقع وندين كل مسؤول سياسي أوصل لبنان إلى هذه الحالة المأساوية، لم يكن هذا الصرح يوما مؤيدا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه، ولم يكن الصرح البطريركي مؤيدا لسلطة تمتنع قصدا عن احترام الاستحقاق الدستوري، ولم يكن الصرح مؤيدا لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله".
وبيّن الراعي أن عيد الشعانين أتى على العائلات حزينا بسبب حالة اليُتم التي أوقعها فيها المسؤولون السياسيّون، إذ كانت هذه العائلات تنتظر هديّة العيد، حكومة إنقاذية غير حزبية، مؤلفة من خيرة الاختصاصيين في العلوم والخبرة والإدارة، محررة من كل لون حزبي وسياسي ومن كل ارتهان، قادرة على القيام بالإصلاحات والنهوض بالبلاد".
ودعا الراعي الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعيد الحريري إلى أن "يدركا أنهما محكومان بالتشاور وبالاتفاق وفقا للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستوريّة عام 1990 ما بعد الطائف، إذ كانا يحددان معا المعايير ويختار كل منهما وزراء، ثم يتفقان على التشكيلة برمتها".
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، انعكست بانهيار في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي، وذلك عقب انفجار مرفأ بيروت، وعمق الأزمة انتشار فيروس كورونا.
وأجج هذا الانهيار الحادّ للقدرة الشرائية وتفاقم الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان غضب المواطنين الذين يتظاهرون باستمرار احتجاجا على أوضاعهم المأسوية.
إيران إنسايدر