اعترفت سيدة من مينيسوتا الأمريكية، 63 عاما، أمس الجمعة، بأنها مذنبة في تهمة واحدة تتعلق بتقديم معلومات دفاعية وطنية لمساعدة حكومة أجنبية، وبالتحديد "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران.
ووفقا لوثائق المحكمة، حسب ما أفادت به وزارة العدل الأمريكية في بيان لها، عملت مريم طه طومسون، 63 عاما، من مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا سابقا، كمتعاقدة لغوية في منشأة عسكرية أمريكية بالخارج، واعترفت طومسون، بأنها نقلت معلومات سرية للغاية خاصة بالدفاع الوطني، إلى مواطن أجنبي تعتقد أنه سيقدم المعلومات إلى حزب الله اللبناني، وهو ما تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية.
وكان لتومسون تصريح أمني يسمح بالوصول لمعلومات سرية للغاية، متمركزة في منشأة تابعة لقوة العمليات الخاصة في العراق من منتصف ديسمبر/ كانون الثاني 2019 حتى اعتقالها في فبراير/ شباط عام 2020.
وأشار بيان الوزارة إلى أن طومسون عرّضت للخطر حياة أفراد الجيش الأمريكي وغيرهم من الأفراد الذين يدعمون الولايات المتحدة في منطقة القتال، عندما قامت بتمرير معلومات سرية إلى شخص كانت تعرف أنه مرتبط بحزب الله اللبناني.
وقال مساعد المدعي العام لقسم الأمن القومي بوزارة العدل جون ديميرز، إنه سيتم محاسبة طومسون على هذه الخيانة الشخصية والمهنية المشينة للبلد والزملاء .
بدوره، قال القائم بأعمال المدعي العام للولايات المتحدة عن مقاطعة كولومبيا تشانينج دي فيليبس "عهدت الولايات المتحدة إلى المتهمة بمعلومات سرية شديدة الحساسية، وبخيانة المدعى عليها الكاملة لتلك الثقة، عرّضت حياة الرجال والنساء الأمريكيين في ساحة المعركة وحلفائهم لخطر شديد".
وقال مساعد مدير قسم مكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفيدرالي ألان إي كوهلر جونيور "إنه لأمر مذهل أن تتخلى أمريكية تعمل في الجيش الأمريكي في الخارج عن بلادها لصالح الإرهابيين"، مضيفا "لقد أعطى مكتب التحقيقات الفيدرالي وشركاؤه أولوية قصوى لهذه القضية، لأن المدعى عليها قدمت معلومات دفاعية سرية إلى منظمة إرهابية أجنبية، وهي معلومات تعرض أفراد الجيش الأمريكي للخطر".
وخلال جلسة الاستماع، أمس الجمعة، اعترفت طومسون بأنها بدأت في عام 2017 في التواصل مع شريكها باستخدام ميزة الدردشة المرئية في تطبيق مراسلة نصية وصوتية آمنة، وبمرور الوقت نشأت علاقة عاطفية بين طومسون وشريكها، وكانت على علم أن شريكها لدى أحد أفراد أسرته منصبا في وزارة الداخلية اللبنانية، كما أنه شخصيا ادعى أنه تلقى خاتما من حسن نصر الله، متزعم حزب الله اللبناني.
وفي كانون الأول، ديسمبر 2019 بينما تم تكليف طومسون بالعمل في منشأة بالعراق، شنت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية في العراق استهدفت كتائب حزب الله العراقية، وهي منظمة إرهابية أجنبية تدعمها إيران، وبلغت هذه الضربات ذروتها في 3 يناير/ كانون الثاني 2020، أسفرت عن مقتل متزعم فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وكذلك مؤسس كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس.
وبعد وفاة سليماني، بدأ شريك طومسون في مطالبتها بتزويده بمعلومات حول الأصول البشرية التي ساعدت الولايات المتحدة على استهداف سليماني.
وبعد تلقي هذا الطلب للحصول على المعلومات في أوائل يناير/ كانون الثاني 2020، بدأت طومسون بالوصول إلى عشرات الملفات المتعلقة بمصادر الاستخبارات البشرية، بما في ذلك الأسماء الحقيقية وبيانات التعريف الشخصية ومعلومات الخلفية وصور الأصول البشرية، بالإضافة إلى الكابلات التشغيلية التي توضح تفاصيل المعلومات المقدمة إلى الأصول.
واستخدمت طومسون عدة تقنيات لتمرير هذه المعلومات إلى المتآمر ، الذي أخبرها أنه راض عن المعلومات، وأن قائداً عسكرياً في حزب الله اللبناني يريد مقابلتها في لبنان.
وبعد اعترافها بالذنب في إحدى التهم المتعلقة بتقديم معلومات دفاع وطني لحكومة أجنبية، تواجه تومسون عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة. ومن المقرر النطق بالحكم في 23 يونيو/ حزيران المقبل.
إيران إنسايدر – (فتحية عبدالله)