برعاية إيران و"حـزب الله".. "الماريجوانا" تغزو السويداء السورية

انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمحل تجاري وضع عليه شعار "الماريجوانا" وهي النبتة التي يستخرج منها مادة الحشيش المخدر، وسط مدينة السويداء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام وميليشيات حزب الله اللبناني، (جنوب سوريا).  

ونشرت الصورة صفحة "السويداء A N S" المختصة بنقل أخبار المحافظة، وكتبت عليها "علنا وفي وضح النهار، كشك لبيع المخدرات في مدينة السويداء برعاية "حزب الله". الكشك يضع شعار الماريجوانا (حشيشة الكيف) على واجهته، بشكل بارز، ودون خوف من أحد".

وأطلقت الصفحة حملة لكشف الملات التي تبيع مادة الحشيش في المحافظة، وقالت "خلال الأشهر الماضية نسق فريق السويداء عملية رصد واسعة لغالبية المواقع التي يعتمد عليها حزب الله والأجهزة الأمنية في توزيع مادة المخدرات على شبان محافظة السويداء".

وأضافت أنها رصدت ووثقت جميع الأكشاك والمواقع التي تقوم بتوزيع هذه المادة، وبدءا من اليوم سيتم الكشف عنها، دون نسيان توثيق أسماء كل من يتعامل في توريط أبناء المحافظة بشراء هذه المواد المدمرة.

وأشارت إلى أنه بين تلك الأكشاك "خليك رايق" الكائن بعد مستشفى السويداء الوطني قرابة الواحد كم باتجاه الجنوب على الطريق العام ومرسوم على لافتة الكشك الموضوعة على الواجهة ورقة عشبة الحشيش التي تعرف عالميا بـ"الماريجوانا".

ونوهت أن هذا الكشك هو واحد من بين عشرات الأكشاك والمقاهي في المدينة التي يتم فيها بيع المخدرات، وبحسب عدة مصادر من أبناء المحافظة أكدت أن هذه المقاهي والأكشاك تعمل تحت إشراف الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد وتحت أعينها وتتقاسم الربح معها.

وقالت الصفحة، "بات من المعروف أنه ومنذ دخول إيران إلى المنطقة الجنوبية تحت اسم الجيش السوري، والمجتمع المحلي في السويداء نحو الانهيار الأخلاقي بسبب قيامها بتجنيد عشرات العملاء من أبناء المحافظة بالإضافة إلى جزء كبير من عشائر البدو الذين يعتبرون ذراع ميليشيا حزب الله اللبناني في الجنوب السوري".

وأضافت أن هذه الكميات من المخدرات تُرسل عبر عدة طرق إما من لبنان الى دمشق ثم إلى طريق البادية شرق المحافظة ومنه إلى السويداء أو من دمشق الى السويداء مباشرة عبر الأوتوستراد.

وعلمت الشبكة المحلية، أنه إضافة إلى المقاهي والأكشاك، هناك مروجون من أبناء المحافظة يبيعون بضاعتهم إلى الأشخاص الذين يثقون بهم لكي لا يتم كشف أمرهم، ومصدر بضاعتهم تأتي عن طريقة شخصيات تابعة إلى ميليشيا حزب الله اللبناني، ومن بينهم شخصا يلقبونه "الحصان" لبناني الجنسية ، يأتي أكثر من مرة في الشهر في سيارة نوع همر محملة بكمية من المخدرات من لبنان إلى محافظة السويداء عبر أوتوستراد دمشق السويداء، ويمر عبر عدة حواجز تابعة لقوات النظام من دون تفتيشها ومعه مرافق يدعى أبو عدي البيدر الملقب "الحبيب"، وعند وصوله إلى السويداء يقوم ببيع بضاعته إلى العديد من المروجين في المحافظة بالإضافة إلى قسم من الأكشاك في المدينة.

السويداء "ممر المخدرات"

وتزايدت في الآونة الأخيرة تبني الجيش الأردني لإحباط العديد من حالات ضبط تهريب مادة الحشيش المخدر على الحدود السورية، حيث تبدأ رحلة هذه الشحنات من أولى محطاتها في مناطق نفوذ "حزب الله اللبناني" في لبنان وتمر بسوريا عبر محافظة السويداء لتصل إلى نافذتها المطلة على الأردن، ثم تحط أخيرا بآخر محطاتها في متناول موزعين بالأردن، أو تصادَر على أيدي القوى الأمنية الأردنية.

ضحية التهريب

في ظل غياب الرقابة الحكومية والاجتماعية وعوامل عديدة، تزايدت ظاهرة تعاطي المخدرات والحشيش بكثرة بين سكان مدينة السويداء، وفقا لتقارير إعلامية، حيث بلغ سعر كيلو الحشيش ما بين 350 ألف ليرة سورية و450 ألف، ما يعادل 100 دولار أمريكي، وفقا لمصادر مطلعة حصل عليها مراسل بلدي نيوز في درعا.

من جانبه، يقول الأستاذ في قسم التاريخ "محمد رمضان" لبلدي نيوز، "إن من أهم صفات الاستبداد هو نشر الرزيلة والفساد والمخدرات في المنطقة المستهدفة، وهذا ما يفعله حزب الله تماما في محافظة السويداء.

وأضاف رمضان، أن الطريقة التي يستعملها حزب الله مستمدة من النظام السوري، والذي عمل على تفكيك الشعب السوري طيلة سنوات الثورة السورية، ونشر الرذيلة في معظم المحافظات السورية وعلى رأسهم مدينة دمشق حيث شبكات الدعارة التي تنتشر بكثرة.

وأشار إلى أن الطرفين "حزب الله والنظام" عملوا طيلة الثورة السورية على استغلال شبان المحافظات السورية والتجنيد في صفوفهم، ما جعل العوائل السورية خالية من الشبان، الأمر الذي زاد من سوء حال الوضع الاقتصادي للأسر، ما دفع الشبان العاملين في ميليشيات حزب الله إلى العمل على تهريب المخدرات من لبنان إلى سوريا لصالح حزب الله ونشر مادة الحشيش في المحافظات السورية بأسعار بالغة الثمن.

يشار إلى أن مصدر قوافل الحشيش تعود للتاجر اللبناني المعروف نوح زعيتر، من منطقة البقاع اللبنانية، وهو مطلوب لأجهزة الأمن اللبنانية والإنتربول الدولي، كما يُتهم بارتكاب جرائم قتل واختطاف، لكنه يتجول في سوريا بحرية، إذ ظهر عام 2015 في القلمون (على الحدود السورية- اللبنانية)، وفي عام 2019 في العاصمة دمشق، وفق وسائل إعلامية.

إيران إنسايدر

سوريا حزب الله ايران دمشق جنوب سوريا السويداء تجارة الحشيش المخدرات الماريجوانا الاردن البقاع الحدود السورية اللبنانية