أول إجماع عربي.. قوى وطنية وقومية تندد بجرائم النظام الإيراني في سوريا

وقعت مجموعة من القوى الوطنية والقومية العربية المناهضة للسياسات الإيرانية التوسعية وميلشياتها، من سوريا والعراق واليمن والأحواز، على بيان مشترك يندد بجرائم النظام الإيراني وميليشياته، ودعمه لنظام الأسد، بمناسبة مرور 10 سنوات على اندلاع ثورة الشعب السوري المطالب بنيل حريته وكرامته.  

وقالت الجهات الموقعة على البيان، الذي حصل إيران إنسايدر على نسخة منه، "تقترب الذكرى العاشرة لثورة الشعب السوري الحر على نظام الأسد المجرم، حاملة معها ذكريات بطولات ملايين السوريين الذين خرجوا ضد نظام الأسد باحتجاجات سلمية، مطالبين بنيل حريتهم وصون كرامتهم، وإنهاء الفساد المستشري في بلدهم، ومنح كافة المواطنين حقوقهم بشكل متساوي يضمن لهم حياة كريمة".

وأضافت "منذ الأيام الأولى للثورة، وبدلا من استجابة نظام الأسد لمطالب الجماهير المشروعة، واجهها بحملات وحشية، واعتقالات تعسفية، وإخفاء قسري للثائرين، فضلا عن العنف والتعذيب الممنهج، وأعمل آلة القتل والتدمير فيهم عله ينتصر على إرادتهم".

ووقع على البيان كل من "الجبهة الوطنية العراقية، وحركة تحرير الوطن – سوريا، وجبهة الأحواز الديمقراطية، والجبهة الوطنية اليمنية لمقاومة الحوثي والمد الإيراني، والتحالف العربي الديموقراطي – سوريا، ومجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق، وتجمع مصير – سوريا، والأمانة العامة للعشائر العربية السورية والعراقية، والجبهة الوطنية لأحرار العراق والقوى المتحالفة معها، والجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية".

وقالت الجهات الموقعة على البيان، إنه "مع مرور الزمن وجد النظام أن عزيمة السوريين أعظم من أن يستطيع التغلب عليها، وقبل سقوطه تحت ضربات أبطالهم، استجلب شركاء الجريمة من الميليشيات الإرهابية التابعة لفيلق القدس الإرهابي ذراع النظام الإيراني التوسعي المجرم في طهران، وبعد موجات من القتل والتدمير والتهجير اقتنع أن ذلك ليس مجديا أمام عنفوان الثورة السورية المباركة، فجلب كل الطامعين من دولٍ ومليشيات إرهابية بأسمائها المختلفة لتقاسم الدولة السورية، وليسهموا جميعهم في ذبح الشعب السوري الذي بقي صامدا أما همجيتهم وإرهابهم، والذي لن ينحني ولن يستسلم".

وأضافت أنه "بعد عشر سنوات من انطلاقة الثورة السورية المجيدة بقيت يد إيران وميليشياتها الإرهابية الملطخة بدماء أهلنا في العراق واليمن ولبنان والأحواز  تقطر بدماء الأبرياء في سوريا، الذين فضحوا محور الممانعة والمقاومة الوهمي، وأظهروا حقيقته كأداة إيرانية لتفتيت النسيج الداخلي للمجتمعات العربية في محاولة لفصلها عن هويتها باستعمال كافة الوسائل، ابتداء بالمواد المخدرة وليس انتهاء بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، إذ تقدر الإحصائيات أن عدد الشهداء يزيد عن المليون شهيد جلهم من الأطفال والنساء وعدد المهجّرين والنازحين تجاوز ثلاثة عشر مليونا، لتصبح الكارثة السورية من أكبر الكوارث الانسانية في العصر الحديث".

وأردف البيان "مع دخول الثورة السورية عامها الحادي عشر، لا يزال الشعب السوري مصرا على تحقيق أهدافه وغاياته التي خرج من أجلها، وما زال يبذل الغالي والنفيس للتخلص من نظام الأسد المجرم وداعميه، متحديا الإرهاب بكل صوره، وستكون سوريا عصية على هذا الإرهاب الممنهج بفضل الشرفاء من أبنائها الذين يقفون وقفة رجل واحد مع إخوانهم الثائرين على المد الإيراني الإرهابي، وستعود دمشق بعد سقوط الأسد ونظامه كما هي سيرتها السابقة عبر التاريخ منارة للشرفاء وقبلة للأحرار وقبرا للمارقين".

ووجه الموقعون على البيان "تحية إجلال وإكبار لكل أحرار الثورة السورية المجيدة، وأخوتهم الواقفين معهم يشدون من أزرهم، والخزي والعار لكل من وقف في وجه مطالبهم المشروعة بالحرية والكرامة والعدالة".

الثورة السورية

وواجه النظام السوري احتجاجات درعا السلمية المطالبة بالحرية والكرامة بإطلاق النار على المتظاهرين، وفعل الشيء ذاته ضد المظاهرات السلمية في بقية المدن منذ اندلاعها في منتصف شهر آذار/مارس من عام 2011.

ثم بدأت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة التي انضوت تحت مسمى "الجيش السوري الحر" مطلع عام 2012 أي بعد أكثر من 9 أشهر من بدء المظاهرات السليمة، ردا على استخدام الأسد للرصاص الحي.

ومع نهاية عام 2012، وبعد أن باتت مسألة سقوط النظام وشيكة، تدخلت إيران بشكل مباشر إضافة لميليشيا "حزب الله" اللبنانية على خط الأزمة السورية، وأوقفت تقدم المعارضة، محققة نوعاً من التوازن في القوة على الأرض.   

وفي عام 2014، حشدت المعارضة قوتها مجددا وحققت تقدما واسعا في عدة مناطق كان أبرزها السيطرة على مدينة إدلب في أبريل/نيسان من عام 2015.

الولايات المتحدة تدخلت في سوريا عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش، إلا أنها ساعدت فصيل الوحدات الكردية "ي ب ك" ولاحقا "قوات سوريا الديمقراطية" في السيطرة على ثلث الأراضي السورية.

بدأت قوات النظام وميليشيات إيران وحزب الله بالانهيار من جديد، ما دفع روسيا للتدخل في 30 سبتمبر/أيلول من عام 2015، وأوقفت تقدم فصائل المعارضة، ودعمت قوات النظام والمجموعات التابعة لإيران.

مع توفير الغطاء الجوي الروسي تقدمت قوات النظام ومليشيات إيران بشكل كبير، وسيطرت على مساحات ومناطق واسعة كانت تحت سيطرة المعارضة.

اتبع النظام والروس والإيرانيون أسلوب حصار المناطق التابعة للمعارضة وتجويع سكانها وقصف أحيائها السكنية لإجبار فصائل المعارضة على توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار، وتسليم مناطقهم، مما اصطلح على تسميته "نظام المصالحة"، ما أفضى إلى موجات تهجير جماعية لمناطق أخرى انحصرت في "الشمال السوري".

نتج خلال تلك اﻷعوام سلسلة من المؤتمرات، برز فيها الدور التركي والروسي، واﻹيراني، تحت مسميات مختلفة، أبرزها "سوتشي"، و"أستانا".

دافعت موسكو عن النظام، أمام مجلس اﻷمن، باستخدام حق النقض "الفيتو".

ورغم التوصل إلى تفاهمات عرفت بمناطق خفض التصعيد، إلا أن النظام وضامنيه "الروس والإيرانيين" لم يلتزموا بالتفاهمات وسيطروا خلال عام عبر القصف والعمليات العسكرية على 3 مناطق بمنطقة خفض التصعيد ولم تبق سوى منطقة إدلب الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ومع محاولات النظام لفعل الشيء ذاته في منطقة إدلب، ضغطت تركيا مجددا وعقدت مع روسيا اتفاق سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، حيث تم الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار وإقامة نقاط مراقبة في محيط منطقة إدلب.

وعاد النظام مجددا لشن هجوم وصف باﻷعنف، أسفر عن سيطرة النظام على مساحات واسعة من منطقة خفض التصعيد الأخيرة، أسفرت عن مقتل نحو 2000 مدني بحسب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، ونزوح مليوني مواطن من مدنهم وقراهم وبلداتهم إلى المناطق القريبة من الحدود مع تركيا ليعيشوا في ظروف شديدة القسوة.

واصل النظام تقدمه، وبدأت تركيا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وأطلقت في 27 فبراير/شباط الماضي عملية "درع الربيع" أوقفت خلالها تقدم قوات اﻷسد. وتم بعدها التوصل مع روسيا إلى وقف إطلاق نار بعد لقاء جمع الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في موسكو في 5 مارس/آذار الجاري.

إيران إنسايدر – (عبدالرحمن عمر)

العراق سوريا حزب الله ايران النظام السوري بشار الاسد الميليشيات الايرانية في سوريا قوى وطنية عربية الثورة السورية