جدل وتساؤلات.. لماذا همشت زيارة البابا فرنسيس سنة العراق؟

ساد جدل في العراق إثر زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس، بعدما تجاهلت عقد أي لقاء مع علماء الدين من المكون السني واقتصرت على الاجتماع مع المرجع الأعلى للشيعة في النجف علي السيستاني.

واستقبل البابا -لدى وصوله مطار بغداد الجمعة الماضية- رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والتقى البابا بعدها الرئيس العراقي برهم صالح، يرافقه جمع من قادة الكتل السياسية والوزراء، ثم زار كنيسة النجاة في بغداد.

ومثّل لقاء بابا الفاتيكان والمرجع الشيعي البارز علي السيستاني -في محافظة النجف، السبت، علامة فارقة في أجواء الزيارة، وسط آمال بأن يشجع اللقاء الحوار الديني ويرسخ التعايش بين مكونات الشعب العراقي، كما زار البابا مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، حيث أقام فيها "صلاة الأديان" بحضور ممثلين عن مختلف المذاهب والقوميات، ثم عاد بعدها إلى بغداد وأقام قداس في كنيسة سيدة مار يوسف.

ثم وصل البابا إلى أربيل وانتقل بعدها إلى الموصل، حيث زار الكنائس هناك، ليعود مرة أخرى إلى أربيل وأقام فيها قداسا في ملعب دولي، قبل أن يغادر البلاد بعد أربعة أيام.

ولئن كان جدول البابا تضمن زيارة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني في النجف (جنوب بغداد) وزيارة أربيل (مركز إقليم كردستان) فإن برلمانيين وشخصيات دينية من المكون السني تساءلوا عن سبب خلو الزيارة من أي لقاء بشخصيات سنية، أو زيارة المجمع الفقهي العراقي في جامع أبي حنيفة النعمان، وهو أبرز مرجعية للسنة في البلاد.

رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي تمكن من اختراق جدول الزيارة والحصول على لقاء منفرد مع بابا الفاتيكان في قصر السلام بالعاصمة بغداد، على الرغم من أن هذا اللقاء لم يكن مدرجا ضمن جدول أعمال الزيارة، لكن رئيس الجمهورية برهم صالح تمكن من ترتيب هذا اللقاء الفوري.

ورغم حديث البعض أن البابا سبق أن التقى بشيخ الأزهر أحمد الطيب في عام 2019، كممثل للسنة في العالم الإسلامي، إلا أن الانتقادات في العراق تحدثت عن خصوصية وحساسية موضوع المكونات في الحالة العراقية.

إقصاء وتهميش

يقول السياسي العراقي عبد الكريم العبطان إن "أي ضيف يأتي إلى العراق مرحب به، خاصة شخصية مثل بابا الفاتيكان، كونه يحمل رسائل مهمة تسمى برسائل السلام، لكن كان المفترض بمنظمي الزيارة وحتى البابا نفسه التفكير بأن استثناء مكون كبير مثل السُنة يثير أكثر من تساؤل".

وتساءل العبطان في حديث لموقع "عربي21"، قائلا "هل كان الأمر متعمدا تجاهل السُنة أو غير ذلك؟ لكن إذا كانت حسن النوايا موجودة لدى البابا، فإنه بعد صدور أكثر من بيان بخصوص الموضوع، كان بإمكانه أن يلتقي بالمجمع الفقهي لكبار العلماء الممثل لأهل السنة".

وأضاف "المكون السني ظلم وحتى الآن لديه آلاف المغيبين والمختطفين والمعتقلين، إضافة إلى أن بيوتهم هدمت وهُجروا من مناطقهم، وبالتالي فهم يعانون الكثير في العراق، فكان الأولى بالبابا- وهو رجل سلام- أن يسلط الضوء على مظلوميتهم، والآن أصبحت هناك غصة عند المكون السني بعدم زيارة من يمثلهم".

وتابع العبطان، قائلا "أي مراقب يلاحظ أن الجانب السياسي كان طاغيا على زيارة البابا إلى العراق، وأن خطبته فيها مسحة سياسية حين تحدث عن النظام السياسي وعدم وجود درجة أولى وثانية في البلد وهو يعي ما يقول، لذلك كان عليه أن لا يستثني أهل السنة في العراق".

وقبل ذلك، انتقد النائب محمد الكربولي عن اتحاد القوى العراقية (أكبر ممثل للسنة بالبرلمان) ما أسماه "محاولات إقصاء وتهميش دور المكون السني"، خلال زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى العراق.

وكتب الكربولي تغريدة على موقع "تويتر"، السبت، قال فيها "المرجعية الدينية السنية في العراق لا تقل عن الأزهر الشريف بمصر، نتفهم الظروف المعقدة التي تعرقل لقاء سماحة البابا بمرجعيتنا الكبيرة بقلوبنا رغم محاولات إقصاء وتهميش دور المكون السني الكبير".

إيران إنسايدر - (الجزيرة نت - عربي 21

العراق بغداد مصطفى الكاظمي ذي قار النجف البابا فرانسيس علي السيستاني اربيل السنة في العراق محمد الحلبوسي