كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية ومسؤولون أمريكيون سابقون، الأربعاء، أن الفجوات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي توقف تقدم محادثات فيينا، مشيرة إلى أن مصير أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بسرعة تعتبر نقطة خلاف رئيسية.
وتقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن أي اتفاق جديد لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015 يجب أن يشمل عودة إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها السابقة. لكن الأمر معقد بسبب حقيقة أن برنامج إيران النووي قد تقدم منذ عام 2015.
ويتفق الموقعون الأمريكيون والأوروبيون على الصفقة على أن الوقت اللازم لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة، يجب أن يكون عاما على الأقل.
وقال دبلوماسي أوروبي –رفض الكشف عن هويته، لموقع "أكسيوس"، إن لديهم أيضا موقفا مشتركا بشأن ما يتطلبه الأمر للوصول إلى هناك.
وأضاف الدبلوماسي أن أحد الخلافات الرئيسية هو ما سيحدث لأجهزة الطرد المركزي الجديدة الأكثر تطورا التي نصبتها إيران والتي تسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر.
وأشار المصدر إلى أنه سيتعين في أي اتفاق جديد، أن يُحدد ما إذا كان لا يزال بإمكان إيران استخدام أجهزة الطرد المركزي هذه، متسائلا "إذا لم يكن الأمر كذلك، فهل ستحتاج إلى إخراجها من البلاد أو ببساطة فصلها وتخزينها".
ونوه المصدر، أن الكثير من النقاش دار حول العقوبات التي يتعين على الولايات المتحدة رفعها، مضيفا "كان هناك تقدم جوهري على هذه الجبهة في فيينا، لكن مجموعة عمل منفصلة تتعامل مع الجانب النووي من المعادلة لم تحرز أي تقدم تقريبا".
ولم تسفر الجولة الأخيرة من المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع عن أي تقدم كبير، وتم تعليقها أثناء حضور العديد من اجتماعات مجموعة السبع، ومن المتوقع أن تستأنف يوم الجمعة في فيينا.
وينتهي في 20 مايو / أيار، اتفاق مؤقت يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة بعض المواقع النووية الإيرانية. ويهدد الإيرانيون بإغلاق كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تلك المواقع، وبالتالي يقللون بشدة من رؤية المجتمع الدولي لبرنامج إيران النووي.
وفي 18 يونيو، ستجري إيران انتخابات رئاسية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المحادثات النووية.
وقال مصدر إيراني مطلع، قبل يومين، إن "الرفض الأمريكي المستمر لرفع جميع العقوبات التي فرضتها على إيران، سيؤدي حتما إلى توقف محادثات فيينا الجارية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران".
وأضاف المصدر، بحسب شبكة "برس تي في" الإيرانية، أن طهران "لا تزال تصر على التنفيذ الكامل للمادة 29 من الاتفاق النووي، والإنهاء الكامل لجميع العقوبات المتعلقة بالاتفاق، وتلك التي أعيد فرضها خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب"، لكن سرعان ما كذبه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة.
وقالت صحيفة "بوليتيكو"، في تقرير الاثنين، إن محاولة بايدن، الجديدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني والوصول لاتفاق دبلوماسي "أطول أمد وأقوى"، تواجه شكوكاً عميقة وعقبات محتملة في الكونغرس، بما في ذلك الحزب الديمقراطي.
إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)