علقت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم الجمعة، على قرار المملكلة العربية السعودية القاضي بحظر دخول الخضار والفاكهة من لبنان إلى أراضي المملكة، عقب إحباط محاولة لتهريب مخدرات داخل صناديق رمان.
وقالت الخارجية اللبنانية، في بيان، إن "تهريب المخدرات في حاويات أو شاحنات محملة بالفاكهة والخضار من لبنان إلى الخارج هو عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، ويضر بالاقتصاد والمزارع اللبناني وبسمعة لبنان".
ودعا البيان "السلطات اللبنانية للعمل بأقصى الجهود من أجل ضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والكمارك على المعابر الحدودية.. لقمع هذه الآفة وتفشيها ومنع الإضرار بالمواطنين والاقتصاد اللبناني".
اتهام السوريين
بدوره، أشار رئيس "تجمع مزارعي وفلاحي البقاع" ابراهيم ترشيشي، إلى أن المزارع اللبناني "مظلوم"، وكذلك لبنان.
وأضاف في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، ترشيشي "إذا استعرضنا ما حصل منذ سنتين لغاية اليوم، نجد أن شحنات أحيانا "ملغومة بالممنوعات" تخرج من لبنان، ولكن لا تقف وراءها جهات لبنانية، موضحا أنها قد تكون باسم شركات لبنانية، لكنها لصالح جهات غير لبنانية.
واتهم ترشيشي، تجارا سوريين يستأجرون المستوعبات المبردة من إجل نقل هذه البضائع، فإذا ضبطت تخسر الشركة اللبنانية، وإذا لم تضبط يكون المكسب للتاجر، حسب قوله.
قرار سعودي
وأعلنت السعودية، الجمعة، عن منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى السعودية أو العبور ضمن أراضيها، اعتبارا من يوم الأحد المقبل.
وأعلنت السلطات الأمنية السعودية في وقت سابق اليوم عن إحباط محاولة تهريب (2,466,563) قرص إمفيتامين مخدر، مخفية داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، "انطلاقا من التزامات المملكة وفقا للأنظمة الداخلية وأحكام الاتفاقيات الدولية في شأن محاربة تهريب المخدرات بجميع أشكالها، وحيث لاحظت الجهات المعنية في المملكة تزايد استهدافها من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، سواء من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواق المملكة أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة للمملكة، وأبرز تلك الإرساليات التي يتم استخدامها للتهريب الخضراوات والفواكه".
وأضاف البيان "ونظرا إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة، على الرغم من المحاولات العديدة لحث السلطات اللبنانية المعنية على ذلك، وحرصا على حماية مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كل ما يؤثر على سلامتهم وأمنهم، فقد تقرر منع دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا من يوم الأحد، وذلك إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة".
وأردفت أن "وزارة الداخلية ستستمر بالاشتراك مع الجهات المعنية في متابعة ورصد الإرساليات الأخرى القادمة من لبنان، للنظر في مدى الحاجة إلى اتخاد إجراءات مماثلة تجاه تلك الإرساليات".
وأكدت وزارة الداخلية "استمراراها في رصد كل ما من شأنه استهداف أمن السعودية وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها من آفة المخدرات، سواء من لبنان أو من غيرها من الدول، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لها".
ولا يتوقف النظام الإيراني وحليفه حزب الله اللبناني عن تطوير تجارة وتهريب المخدرات إلى الدول العربية والغربية، ما يعرض أمن واستقرار هذه الدول لخطر كبير.
وفي يناير الفائت من العام الجاري 2021 ألقت السلطات المصرية القبض على شحنة "هائلة" من مخدر الحشيش والكيبتاغون في ميناء بور سعيد، ضمن حاوية بضائع قادمة من لبنان.
وقدّرت وزارة الداخلية المصرية كمّية الشحنة حينها بنحو 8 طن حشيش، وأكثر من 8 ملايين قرص كيبتاغون مُخدر، بقيمة مالية تقدر بحوالي 611 مليونا و520 ألف جنيه مصري.
كما تعتبر الأردن واحدة من أكثر الدول العربية المتضررة، حيث تلقي السلطات القبض بشكل متواتر على مهربين يحاولون إدخال مواد مخدرة من الحدود السورية، وقد لا تكون الأردن سوقا مفتوحا لتجارة المخدرات إلا أنها قد تعتبر ممرا لنقل هذه المواد من سوريا باتجاه دول الخليج العربي، وكانت السعودية أيضا قد ألقت القبض على عشرات الشحنات القادمة من سوريا والتي ضُبط بداخلها مواد مخدرة.
حزب الله والمخدرات
ويسيطر حزب لله على مناطق واسعة في لبنان من شمالها وجنوبها، وإضافة لوجود سلاح بيد مقاتليه تحت ذريعة "المقاومة" جعل منه قوّة خارج سلطة الدولة، واستغل ذلك في تأمين حماية مزارعي المخدرات التابعين له.
وحول ذلك يقول الحقوقي اللبناني، طارق شندب، "تعتبر زراعة المخدرات في لبنان من أهم موارد حزب الله حيث أنّ كل المناطق الزراعية في لبنان تخضع لسيطرة الحزب، ومنذ عام 2012 منعت أجهزة الأمن اللبنانية من إتلاف مزارع المخدرات في منطقة البقاع الشمالي الخاضعة لسيطرة حزب الله".
ويؤكد أنّ حزب الله يعتمد بشكل أساسي عليها ويقوم بتغطية العصابات التي تزرع المخدرات، ويضيف "لقد شاهدنا عبر الشاشات كيف شاركت تلك العصابات مع حزب الله في معاركه داخل الأراضي السورية خلال معارك الزبداني والقصير وغيرها".
إيران إنسايدر