تواصل إضراب أصحاب الحافلات وسائقي الشاحنات لليوم الثاني على التوالي في بندر عباس (جنوبي إيران)، وقزوين وأصفهان (وسط البلاد)، وكرمانشاه (غرب إيران) في الوقت الذي أعلنت فيه صدف فاطمي، زوجة الصحافي الرياضي الإيراني مهدي أميربور، اعتقال زوجها بسبب تضامنه مع الاحتجاجات، مؤكدة أنه تم نقله إلى سجن إيفين سيء الصيت في طهران.
وقالت "صدف فاطمي"، إن عناصر الأمن هاجموا منزلهم في الساعة 2 بعد منتصف الليل لاعتقال زوجها.
واعتقل الأمن الإيراني عددا من الصحافيين الرياضيين، بينهم نيلوفر حميدي وآريا جعفري وإحسان بيربرناش وسعيدة فتحي، بسبب تضامنهم مع الانتفاضة الشعبية.
احتجاجات طلابية
وخرجت مظاهرات في عدد من الجامعات الإيرانية، اليوم الأحد، تنديدا بممارسات النظام القمعية.
وأعلن مجلس نقابات الطلاب الجامعيين في إيران، أن سها مرتضائي، المسؤولة السابقة في نقابة الجامعيين بجامعة طهران، تعرضت للتحرش والضرب أثناء اعتقالها يوم 21 نوفمبر الحالي.
ونظم طلاب "جامعة أمير كبير للتكنولوجيا" بالعاصمة طهران، الأحد، اعتصاما، احتجاجا على اعتقال السلطات لعدد من زملائهم.
وفي "جامعة العلامة طباطبائي"، بالعاصمة طهران، زيّن طلاب في كلية الآداب كليتهم برموز برتقالية بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
ورفع طلاب كليات "شريف" طهران للحاسوب والفيزياء الذين أضربوا عن صفوف الدراسة، لافتات كتب عليها: "لن نجلس على مقاعد ملطخة بالدماء"، احتجاجا على اعتقال الطلاب المتظاهرين أو منع دخولهم للجامعة، والأجواء الأمنية.
بدوره، أكد اتحاد طلاب المنظمات الإسلامية، أن طلبة "جامعة العلوم والثقافة" بطهران، نظموا احتجاجا تضامنيا مع أبناء محافظة كردستان، منددين بقتل قوات الأمن للمتظاهرين في المحافظة.
ونشرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا"، مشاهد من مسيرة لمئات الطلاب في "جامعة أصفهان للتكنولوجيا"، وهم يرددون هتافات ضد النظام في إيران.
وشهدت جامعة خوارزمي في محافظة ألبرز، مسيرة طلابية تضامنا مع أبناء محافظات إيرانية تشهد احتجاجات ضد السلطات.
ونظم طلاب "جامعة حكيم سبزواري" في مدينة سبزوار، (شمال شرقي إيران)، تجمعات احتجاجية على قتلى المدن الكردية والبلوشية، ورددوا هتاف: "من كردستان إلى طهران روحي فداء لإيران".
وأضرب طلاب وأساتذة جامعة كردستان الأهلية، (غربي إيران)، عن الصفوف الدراسية، وهتفوا في الحرم الجامعي بـ"الطالب يموت ولا يقبل الإذلال".
ضحايا مراهقون
وشيع محتجون، وسط إجراءات أمنية مشددة، اليوم الأحد، جثمان المراهق البالغ من العمر 17 عاما، محمد حسين كمندلو، الذي قتل برصاص قوات الأمن يوم الثلاثاء الماضي، في حي "مشيريه" بطهران.
كما شيع محتجون وسط إجراءات أمنية مشددة، أمس السبت، المراهقة مائدة هاشمي، التي تبلغ 16 عاما، بعد أن تعرضت لضربات بالهراوات من قبل قوات الأمن في شيراز (جنوبي إيران) يوم الخميس الماضي.
وتواصلت في إيران ليلا التظاهرات ضد النظام، وخرجت مسيرة حاشدة لعمال مصنع الصلب والحديد المضربين في أصفهان.
وأضرم محتجون النار في مقر للباسيج بمدينة برازجان في محافظة بوشهر، وحرقوا صورة لقاسم سليماني في مدينة قرتشك (جنوب طهران).
وقال ممثل مهاباد في البرلمان الإيراني، جلال محمود زاده، إنه "خلال الثلاثين يوما الماضية، وبحسب إحصائيات غير رسمية، قتل 105 أشخاص في المناطق الكردية أثناء الاحتجاجات غربي البلاد".
وتشهد البلاد حراكاً وانتفاضة غير مسبوقة، منذ مقتل مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعد 3 أيام من اعتقال من قبل شرطة الأخلاق.
وأشعل مقتلها غضباً عارماً، سرعان ما تحول إلى ما يشبه "الانتفاضة" من قبل الإيرانيين والإيرانيات، من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد، منذ ثورة 1979 التي صعدت بهم إلى السلطة.
إيران إنسايدر