يواصل لاعبو كرة القدم في إيران مساندة انتفاضة الشعب ضد النظام، رغم عمليات القمع والاعتقالات والترهيب التي يتعرضون لها على يد قوات الأمن.
واعتقلت السلطات الإيرانية "أمير نصر آزاداني"، اللاعب السابق لناديي تراكتور تبريز وذوب آهن أصفهان، بسبب دعمه للاحتجاجات الشعبية في البلاد.
وأوقفت السطات الأمنية، الخميس، لاعب كرة القدم الشهير فوريا غفوري، بتهمة "إهانة وتشويه سمعة المنتخب الوطني والانخراط في الدعاية" ضدّ الدولة، وفقا لما أفادت به وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.
وأشارت الوكالة إلى أنه جرى توقيفه بعد حصة تدريبية لفريقه فولاد خوزستان، بناء على قرار من السلطة القضائية.
وكان لاعب كرة القدم البالغ 35 عاماً والذي يتحدّر من سنندج عاصمة محافظة كردستان الإيرانية، نشر صورة على حسابه على إنستغرام، الذي يتابعه 3.3 مليون شخص، مرتدياً فيها الملابس الكردية التقليدية.
واضطُرّ القائد السابق لفريق استقلال، الأشهر في البلاد، إلى مغادرة الفريق في يوليو بسبب انتقاداته المتكرّرة للسلطات.
وفي مسابقة دولية لكرة القدم الشاطئية في أوائل نوفمبر، سجل سعيد بيرامون هدف الفوز لإيران ورفع كلتا يديه فوق رأسه، محاكيا حركة قص الشعر الذي قامت به بعض النساء بشكل متمرد في الاحتجاجات.
وكان أحد الأشخاص الذين استدعتهم السلطات في طهران للاستجواب خلال عطلة نهاية الأسبوع، مدافعا سابقا في المنتخب الإيراني لكرة القدم، يحيى غولمحمدي.
ومن أبرز اللاعبين الداعمين للاحتجاجات الشعبية، نجمي كرة القدم الإيرانية السابقين، علي كريمي وعلي دائي، كما صرح بعض لاعبي المنتخب الوطني الحالي علناً بدعمهم الاحتجاجات.
وقال لاعب منتخب إيران السابق لكرة القدم، علي كريمي، عبر حسابه على "إنستغرام"، إنه رفض دعوة رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم لحضور المونديال، بسبب احتجاجات الإيرانيين. وكشف "كريمي" أن الاتحاد الإيراني لكرة القدم أخفى عنه هذه الدعوة.
تضامن لاعبي المنتخب
وقبل أيام، قرر لاعبو منتخب إيران عدم ترديد النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم أمام إنجلترا، الاثنين الماضي، دعما للاحتجاجات الشعبية.
وصمت كل عناصر التشكيلة الأساسية لإيران المكونة من 11 لاعباً أثناء عزف النشيد الوطني في استاد خليفة الدولي.
ومع خطوة اللاعبين، علت أصوات الجماهير المشجعة لإيران في الملعب، فيما بدت الدموع ظاهرة على وجوه البعض.
ورفع مشجعون شعار "امرأة! حياة! حرية!" وهو شعار التظاهرات، خلال مباراة المنتخب الإيراني مع إنكلترا، وأمكن سماع بعض المشجعين الإيرانيين وهم يهتفون "بدون شرف" – وهو شعار آخر تبناه المتظاهرون في إيران لإدانة النظام الإيراني وقوات الأمن.
وكشفت صحيفة "مترو" اللندنية، عن أوضاع لاعبي المنتخب الإيراني أثناء الانتفاضة الجارية التي يقوم بها الشعب الإيراني خلال المونديال. وذكرت أن لاعبي كرة القدم الإيرانيين تحت إشراف العناصر الأمنية ويراقبون جميع تحركاتهم في قطر.
وكان أعلن قائد المنتخب الإيراني إحسان حاج صفي، مباشرة على الهواء خلال مؤتمر صحافي في الدوحة، الأحد الماضي، دعمه للانتفاضة والتظاهرات المستمرة في بلاده منذ منتصف سبتمبر الفائت إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني.
وقال إن "اللاعبين يجب أن يكونوا صوت أولئك الذين يواجهون المعاناة".
وأضاف أنه "قبل أي شيء أود أن أقدم التعازي لجميع العائلات الثكلى في إيران. ينبغي أن يعرفوا أننا معهم وندعمهم وأننا متعاطفون معهم في هذه الظروف".
وأردف: "علينا أن نتقبل أن الأوضاع في بلادنا ليست صحيحة وأن شعبنا ليس سعيداً. نحن هنا لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نكون صوتهم أو ألا نحترمهم".
وسبق للمدرب البرتغالي لإيران "كارلوس كيروش" أن قال، الثلاثاء، إن للاعبيه "الحق في التعبير" عن آرائهم لكن مع احترام "روح اللعبة وقوانين فيفا (...) وفقاً لهذه المبادئ والقيم، لكل شخص الحق في التعبير عن نفسه".
وتشهد إيران حركة احتجاج واسعة منذ مقتل مهسا أميني في 16 سبتمبر، وهي شابة إيرانية كردية تبلغ 22 عاماً، توفيت بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
إيران إنسايدر - (طاهرة الحسيني)