تواصلت الاحتجاجات في إيران، اليوم الثلاثاء، في شهرها الثالث منذ مقتل الشابة مهسا أميني، وسط اعتقالات متصاعدة طالت مشاهير، إلى جانب استخدام السلطات الإيرانية أساليب أكثر حدة في قمع المتظاهرين آخرها الهليكوبتر والمركبات العسكرية في أماكن الاحتجاج.
وتجددت الاحتجاجات في مدينة "جوانرود" في محافظة كِرمانشاه (غرب إيران)، وأصيب عدد من الأشخاص.
وذكرت وكالة أنباء "تسنيم"، أن عددا ممن وصفتهم بـ"مثيري الشغب والفوضى" اعتقلوا من "الحرس الثوري" وقوى الأمن الداخلي في مدن "مهاباد" و"بوكان" و"بيرانشهر" في محافظتي كردستان وأذربيجان غرب البلاد.
وتطلق وسائل إعلام النظام على المحتجين المطالبين بإسقاط النظام "مثيري الشغب".
وأغلق متظاهرون بعض الشوارع وأضرموا النيران بحاويات للقمامة وإطارات السيارات، في محاولة صد محاولات الأمن قمع الاحتجاجات.
طائرات هليكوبتر
وكان لافتا، ما أفاد به ناشطون ومنظمات حقوقية، من استخدام السلطات الإيرانية طائرات هليكوبتر ومركبات عسكرية لاقتحام بؤر التظاهرات.
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية، الاثنين، إن مقاطع فيديو أظهرت طائرات هليكوبتر ومركبات عسكرية تتدفق على مدينة مهاباد، التي تقطنها أغلبية كردية، بعد سيطرة المحتجين على معظم مرافقها بعد احتجاجات اندلعت إثر تشييع القتلى في الاشتباكات مع قوات الأمن خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب منظمة "هنغاو" الكردية لحقوق الإنسان، فإن طائرات هليكوبتر عسكرية نقلت أعضاء من "الحرس الثوري" لقمع الاحتجاجات في مهاباد الكردية، بحسب ما ذكرته لوكالة "رويترز".
وأظهرت مقاطع مصورة أخرى، تداولها ناشطون، قافلة آليات عسكرية تحمل قوات مدججة بالسلاح، في مدينة مهاباد.
وأمكن سماع أصوات أسلحة ثقيلة في العديد من مقاطع أخرى.
وأغلقت السلطات الإيرانية صحيفة "جيهان سانات" الاقتصادية، بعد توجيهها اتهامات إلى قوات الأمن على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وفق ما أفاد موقع إخباري تابع للسلطة القضائية الثلاثاء.
وذكر موقع "ميزان أونلاين" نقلا عن بيان صادر عن وزارة الثقافة، أن "صحيفة جيهان سانات (عالم الصناعة) اليوميّة أُغلقت الاثنين، بسبب انتهاكها قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي".
ولم توضح الوكالة مضمون القرارات، لكنها أشارت إلى أن الإغلاق على ارتباط بـ"مقال نشرته الصحيفة السبت ووجه اتهامات إلى قوات الشرطة والأمن".
وذكّرت صحيفة "هام ميهان" الثلاثاء، بأن الصحيفة الاقتصادية التي تأسست عام 2004، أغلقت في السابق في 2020 لتشكيكها في الأرقام الرسمية للإصابات بفيروس كورونا.
وكانت صحيفة "سازانديجي" الإصلاحية أوردت في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، أن "أكثر من عشرين صحافيا لا يزالون قيد الاعتقال" فيما استدعت السلطات عددا من الصحفيين الآخرين، في وقت أحصت منظمة "مراسلون بلا حدود" اعتقال أكثر من 34 صحفيا وصحفية في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات.
اعتقال أجانب
وذكر التلفزيون الرسمي نقلا عن مسعود ستايشي المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، الثلاثاء، أن 40 مواطنا أجنبيا اعتقلوا خلال الاحتجاجات.
وتقول طهران، إن اعتقال السلطات الرسمية لأجانب من جنسيات عدة، يأتي بسبب "تورطهم بأعمال شغب، والحث عليها"، حسب زعمها في محاولة منها لربط الاحتجاجات الشعبية بارتباطات خارجية، وتبرير قمع المحتجين.
اعتقال مشاهير
وتشن السلطات الإيرانية حملة اعتقالات تستهدف مشاهير المعارضين من رياضيين وممثلين وصحفيين.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية الرسمية، الأحد الماضي، إن قوات الأمن اعتقلت الممثلة هنجامه قاضياني والممثلة كتايون رياحي، بعد تأييدهما للاحتجاجات، وظهورهما علانية من دون حجاب.
كذلك اعتقلت السلطات يحيى جول محمدي، مدرب نادي برسبوليس الشهير لكرة القدم، وكان من بين ثمانية مشاهير وسياسيين آخرين، استدعتهم السلطات للاستجواب، بشأن تصريحاتهم المؤيدة للاحتجاجات، بحسب صحف محلية.
المنتخب الإيراني
وفي بطولة كأس العالم في قطر، قرر لاعبو المنتخب الإيراني، عدم ترديد النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية أمام إنجلترا، الاثنين.
وحجب التلفزيون الإيراني صور اللاعبين خلال البث الحي لعزف النشيد الوطني قبل المباراة.
وغرد بعض الإيرانيين، مشيرين إلى أن صمت المنتخب يعني التضامن مع الاحتجاجات.
وسبق أن قال قائد المنتخب الإيراني إحسان حاج صفي، الأحد الماضي، إن عليه ورفاقه أن يكونوا "صوت" الشعب في المباراة ضد إنجلترا.
وتشهد إيران احتجاجات شعبية في مدن عدة منذ مقتل أميني (22 عاما) في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من "شرطة الأخلاق" بدعوى "عدم لباسها المحتشم".
إيران إنسايدر