إيران تقحم الأطفال والمجرمين في قمع الاحتجاجات

هشام حسين
تدل المؤشرات على أن إيران قد عززت أجهزتها الأمنية بقادمين جدد مدربين
تدل المؤشرات على أن إيران قد عززت أجهزتها الأمنية بقادمين جدد مدربين

هناك اتفاق واسع على أن الاحتجاجات التي تهز إيران، بقيادة النساء والمستمرة في جميع أنحاء البلاد لأكثر من ستة أسابيع حتى الآن، تختلف عن تلك التي حدثت من قبل، لكن القوات التي يرسلها النظام لمواجهة المتظاهرين تبدو مختلفة أيضا.

فيما ينشر الإيرانيون مقاطع فيديو وصور للمواجهات، يشيرون إلى ما وصفه البعض بأنه دليل على ظهور علامات قلق إن لم يكن فوضى على جهاز أمن الدولة. 

ولا يزال هذا الجهاز الأمني ​​يقتل بوحشية، حتى الآن قتل ما لا يقل عن 230 شخصا وجرح الآلاف، يشاركه في ذلك البلطجية الذين يرتدون ملابس مدنية، فيخطفون النساء من الشوارع العامة، من بينهم رجال يرتدون الزي الرسمي، يختبئون وراء أقنعة التزلج وأطفال صغار يرتدون الدروع الواقية للبدن، وفق ما ذكرت صحيفة "التايم". 

وظهرت صور الأطفال الذين يرتدون ملابس مكافحة الشغب، بعد أيام من وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في عهدة "شرطة الآداب" في طهران في 16 سبتمبر، وكان موتها هو الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات عفوية في 80 مدينة على الأقل.

يقول هادي غيمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك "إنهم يجندون أطفال الشوارع والمراهقين والعناصر الإجرامية، إنهم يفتقرون إلى القوة البشرية".

والقوى العاملة المتاحة لا تظهر دائما وجهها، عادة، أما المتظاهرون هم من يبذلون جهدا لإخفاء ملامحهم، وهم يدركون تماما أن الأجهزة الأمنية الإيرانية تستفيد من تقنية التعرف على الوجه، وتم استخدام نفس تقنية المراقبة لتحديد النساء اللواتي يُحكم على أنهن يرتدين الحجاب بشكل فضفاض للغاية، في تطبيق مكثف لقواعد "الحجاب الإلزامي" التي أعلنها الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي في أغسطس.

ظهر رجال يرتدون الزي الرسمي يرتدون أقنعة تزلج في سلسلة من الصور التي تتدفق من إيران، خلال الساعات القليلة، ويظهر أحد مقاطع الفيديو، العديد من الميليشيات وهي ترتدي أقنعة تزلج أثناء راحتها خارج العمل. 

تحدث الغيمي عن زميل له مع أقارب في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران، أفاد بأن أفراد عائلة ميليشيات النظام المعروفين باسم الباسيج يرقدون على ارتفاع منخفض، ويطفئون الأنوار، ولا يسمحون للناس بالدخول والخروج، إنهم خائفون من أن يهاجمهم الناس . 

وقد أضرمت النيران في العديد من مقرات الباسيج، وظهرت كتابات على الجدران في طهران تشير إلى أفراد معينين من قوات الأمن على أنهم "قتلة".

 ونشرت منصات الرسائل تهديدات لرجال في ثياب مدنية يعتقد أنهم من قوات الأمن، تضمنت إحدى المنشورات بطاقة هوية المسؤول الأمني ​​المزعوم، بما في ذلك رقم الهاتف ورقم الهوية الوطنية.

لم تظهر الثورة أي علامة على الضعف، في بلدة سقز ذات الأغلبية الكردية التي تسكنها أميني، سار الآلاف بتحد إلى قبرها للاحتفال باليوم الأربعين منذ وفاتهها، تكررت العملية في اليوم التالي، للفتاة نيكا شكارامي البالغة من العمر 16 عاما، والتي قُتلت بعد اعتقالها احتجاجًا على وفاة أميني.

 وأدى تشييع جنازة محتج آخر في مدينة مهاباد شمال غرب البلاد، يوم الخميس، إلى إحراق مكتب الحاكم، بينما كانت امرأة جالسة في مواجهة حفنة من شرطة مكافحة الشغب في أحد شوارع طهران، التقط لها مقطع فيديو من سيارة عابرة، كانت تصرخ بهم "سأضربك لذا ستركض مثل الفئران!".

وتدل المؤشرات على أن إيران قد عززت أجهزتها الأمنية بقادمين جدد مدربين، فعندما تجمع محامو حقوق الإنسان للاحتجاج خارج نقابة المحامين الإيرانية في 12 أكتوبر / تشرين الأول، لاحظوا أن القوات التي فرقتهم هاجمت أيضا الشرطة التي طوقت التجمع بالفعل. 

إيران إنسايدر - (ترجمة هشام حسين)

ايران الحرس الثوري الايراني النظام الايراني طهران حقوق الانسان احتجاجات ايران قمع الاحتجاجات الباسيج الموت للديكتاتور مهسا اميني