تواصلت المظاهرات في إيران، بالرغم من العنف الذي تواجه به السلطات الأمنية المحتجين، بالتزامن مع دعوات للنزول إلى الشوارع يوم الأربعاء الساعة 11 صباحا، وفي الأيام التالية الساعة 15 عصرا في أحياء العاصمة طهران وجميع أنحاء إيران لمواصلة التظاهرات ضد النظام الإيراني.
وانطلقت مظاهرات في شارع كارون بالعاصمة طهران وسط ترديد هتافات مناهضة للنظام الإيراني.
ومنع طلاب جامعة "خواجه نصير" في طهران، المتحدث باسم الحكومة من مواصلة كلمته بعد حضوره إلى الجامعة.
وهتف الطلاب أثناء كلمة "بهادري جهرمي" مرددين هتاف "الموت لخامنئي"، و"كل هذه السنوات من الجرائم.. الموت لولاية الفقيه"، وكذلك: "لا نريد نظاما فاسدا".
وهتف طلاب جامعة "يادكار" في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم: "هذا العام عام الدم.. وسيقط فيه خامنئي".
وخرجت طالبات جامعة الزهراء النسائية في طهران، بوقفة احتجاجية، الاثنين، ورددن هتاف: "كل هذه السنوات من الإجرام.. الموت لولاية الفقيه".
وفي سياق قمع الاحتجاجات الطلابية في الجامعات، أصدرت رئاسة جامعة "شريف" الصناعية بطهران، بيانا، أعلنت فيه منع الطلاب المحتجين يوم أمس، والذين اشتبكوا مع ميليشيا الباسيج داخل الجامعة، من الدخول إلى الجامعة "حتى إشعار آخر"، مؤكدة أنها ستجري تحقيقا في أحداث أمس، وستنقل ملف الطلاب (المتورطين) في الحادث إلى لجنة انضباط.
وأعلنت قناة مجالس نقابات الطلاب الجامعيين الإيرانيين، الناشطة في تطبيق "تلغرام"، أنه وفقًا للتقارير، منع 33 طالبا من دخول جامعة "شريف" بطهران.
وأظهر مقطع مصور لحظة مهاجمة طالبات جامعة مدينة فلاورغان بمحافظة أصفهان (وسط إيران) رجل أمن بزي مدني كان يصور مظاهرتهن داخل الجامعة، بعد هجوم عنصر الأمن على إحدى الفتيات وضربها بشكل وحشي.
ونظم طلاب جامعة همدان الصناعية مظاهرة، اليوم الاثنين، بالرغم من الأجواء الأمنية المشددة، على خلفية مقتل إحدى الطالبات قبل أيام بعد تعرضها لضرب مبرح من قبل قوات الأمن الخاصة.
وكانت الطالبة "نكين عبدالملكي" تعرضت لضرب من قبل قوات الأمن قبل 10 أيام بعد مشاركتها في احتجاجات بالمدينة، مما أدى إلى تعرضها لنزيف داخلي توفيت على أثره بعد عودتها إلى السكن الجامعي.
ونظم طلاب جامعة زاهدان للعلوم الطبية، (جنوب شرقي إيران)، مظاهرة اليوم الاثنين التي هتفوا خلالها ضد النظام. ومن هتافات هذه المظاهرة: "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران"، وكذلك هتاف: "كل هذا القتل والإجرام.. لا نريد هذا النظام".
المعلمون في كرج وأراك ومدن في إقليم كردستان، غربي إيران، بما في ذلك مريوان، حضروا في المدارس لليوم الثاني، لكنهم امتنعوا عن دخول الفصول الدراسية تلبية لدعوات الإضراب
وأظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، هجوما وحشيا لعناصر القوات الخاصة الإيرانية على سيدتين في مدينة أصفهان (وسط إيران)، بعد محاولة السيدتين إنقاذ سيدة أخرى من أيدي قوات الأمن.
"أربعينية أميني"
ودعا تجمع "شباب أحياء طهران"، المواطنين الإيرانيين للنزول إلى الشوارع يوم الأربعاء الساعة 11 صباحا وفي الأيام التالية الساعة 15 عصرا في أحياء العاصمة طهران وجميع أنحاء إيران، لمواصلة التظاهرات ضد النظام الإيراني.
وفي سياق قمع وتهديد المناهضين للنظام الإيراني، كشف أسطورة كرة القدم الإيرانية، علي كريمي، في تغريدة له على "تويتر"، عن تعرضه هو وأسرته للتهديد، وكتب: "تعرضنا ونتعرض للتهديد من طرق مختلفة، ولكن ليس عبر اتصال هاتفي مباشر".
وأضاف كريمي: "أنا لستُ مهما. لا زلت في حداد على أبناء وطني الحبيب في جميع أنحائه".
يأتي ذلك في وقت طالب فيه عدد من الأكاديميين والفنانين والصحافيين الإيرانيين، في رسالة إلى رؤساء دول الاتحاد الأوروبي، بتجميد "أصول نظام الجمهورية الإسلامية، التي هي بالأساس أصول الشعب الإيراني، في أوروبا" لدعم انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي.
مظاهرات للأطباء
وأعلن أعضاء منظمة النظام الطبي في العاصمة طهران وأصفهان، (وسط إيران)، عن تنظيم مظاهرات يومي الأربعاء والخميس المقبلين، احتجاجا على تدخل قوات الأمن في عمليات العلاج.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت تجمع عدد من الأطباء في شيراز، أمام مبنى "النظام الطبي" في هذه المدينة، ورفع الأطباء شعارات منها "الموت للديكتاتور".
كما رفع أعضاء الكوادر الطبية في مبنى النظام الطبي في شيراز شعار "سنندج زاهدان، عين ونور إيران"، و"من شيراز إلى كردستان، إيران أصبحت مقبرة"، و"لا نريد نظاما قاتلا للأطفال". واستهدفت القوات الأمنية الإيرانية هذا التجمع بالقنابل المسيلة للدموع ورصاص الصيد.
وكان الأطباء الإيرانيون نشروا، خلال الأسابيع الماضية، بيانا طالبوا فيه بعدم استخدام سيارات الإسعاف لنقل القوات الأمنية من أجل قمع المحتجين وعدم تدخل هذه القوات في عمليات العلاج.
إلى ذلك، أعلن أعضاء "النظام الطبي" في طهران، أنهم سينظمون يوم الأربعاء المقبل تجمعا أمام المبنى.
وأدان أعضاء "النظام الطبي" دخول القوات الأمنية على البيئات العلاجية. وطالبوا بإتاحة بيئة مناسبة لتقديم الخدمات الطبية لجميع المصابين، وعدم تدخل قوات الأمن في عملية العلاج.
كما طالب الأطباء بالحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بالمصابين الذين يراجعون المراكز العلاجية في إيران والحفاظ على استقلالية نظام الطب الشرعي في البلاد للحيلولة دون هدم ثقة الجمهور في النظام الطبي.
وتضمن البيان مطالب أخرى للأطباء الإيرانيين، منها: ضرورة الحفاظ على المجتمع أمام الأضرار البدنية والنفسية، لا سيما الأطفال والمراهقين، والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية للمعتقلين وأسرهم.
كما نشر نحو 200 طبيبا أخصائيا في جراحة المخ والأعصاب في إيران، بيانا، عبروا فيه عن مطالب مماثلة.
وفي الوقت نفسه، طالب أعضاء "النظام الطبي" في محافظة أصفهان، وسط إيران، في بيان لهم، بتوفير ظروف آمنة لتنظيم تجمعات نقابية وإجراء حوار حول النهج الطبي والصحي المجتمعي، في مبنى "النظام الطبي" أو أي مكان آخر، يوم الخميس المقبل.
إيران إنسايدر - (طاهرة الحسيني)