تواصلت المظاهرات في مدن إيرانية عدة، لليوم الـ26 على التوالي بمشاركة شريحة الطلاب وعمال قطاع النفط والبتروكيماويات، في وقت يستعد فيه الإيرانيون للخروج بمظاهرة حاشدة يوم غد الأربعاء بدعوة من تجمع "شباب أحياء طهران.
وتظاهر طلاب جامعة "تربية مدرس" بطهران، في الحرم الجامعي اليوم الثلاثاء، وهتفوا ضد قمع النظام الإيراني: "من سنندج إلى زاهدان.. دماء في كل إيران" و"حرية.. حرية".
وخرج المحتجون في مدينة قم بمظاهرة ليلية وهتفوا ضد المرشد "خامنئي".
وتتواصل المظاهرات في سنندج، (غربي إيران)، وأظهرت مقاطع مصورة إشعال النيران وإغلاق الشوارع، مساء الثلاثاء، رغم القمع الشديد الذي تمارسه قوات الأمن ضد المحتجين.
وفي كرمان (جنوب شرقي إيران)، أظهرت مقاطع مصورة اندلاع حريق هائل في مبنى الهلال الأحمر في كرمان، وأكدت مصادر أن إحراق المبنى جاء ردا على استخدام سيارات إسعاف الهلال الأحمر لنقل قوات الأمن.
كما أضرم محتجون النار في مكتب خطيب جمعة وممثل المرشد خامنئي في مدينة فولاد شهر أصفهان بعد استهدافه بزجاجة مولوتوف، فجر الثلاثاء 11 أكتوبر.
مظاهرة حاشدة
ودعا تجمع "شباب أحياء طهران"، في بيانه رقم 9، الشعب الإيراني إلى مظاهرات عارمة يوم غد الأربعاء بدءا من الساعة 12 ظهرا بتوقيت طهران.
وأعلن تجمع "شباب أحياء طهران"، في بيان نشرته، أمس الأحد، عن تشكيل مجموعات شبابية في عدة مدن إيرانية، الأمر الذي سيؤدي لأول مرة إلى تنسيق الاحتجاجات على مستوى البلاد.
وقال التجمع، الذي يصدر دعوات للاحتجاج في جميع أنحاء إيران، في بيانه، إن تجمع شباب "محلات" تشكل في عدة مدن. وكتب التجمع: "نحذر مرتزقة خامنئي بالتوقف عن العنف وإراقة الدماء قبل نفاد صبرنا".
إضراب عمالي
وفي السياق، بدأ العمال العاملون في مصفاة عبادان، (جنوب غربي إيران) تجمعهم وإضرابهم أمام بوابة دخول الموظفين.
وواجه بعض العمال الذين توقفوا عن العمل في المرحلة الثانية من هذه المصفاة، يوم الاثنين الماضي، تدخل القوات الأمنية التي حاولت منع التشكيل الأولي للإضراب.
وأعلن مجلس تنظيم احتجاجات عمال عقود النفط، الثلاثاء، أن "عددا من الزملاء اقترحوا تنظيم تجمع، يوم غد، في مفترق طرق عسلويه، وقالوا إنهم سيستمرون في الاحتجاج حتى إطلاق سراح المعتقلين".
وقال المجلس: "هذه بداية الطريق وسنواصل احتجاجاتنا مع أبناء الوطن كله كل يوم".
وفي حين امتدت الانتفاضة التي عمّت إيران إلى عمال صناعة النفط والبتروكيماويات، منذ يوم الاثنين، قالت نقابة عمال قصب السكر في "هفت تبه"، (جنوب غربي إيران)، في بيان، إنها تهنأ العمال في مختلف قطاعات النفط والبتروكيماويات على إضرابهم دعما لاحتجاجات الشوارع.
وكتبت النقابة العمالية في بيانها: "عاشت النقابة والتضامن الطبقي للعمال من أجل الحرية.. نحو إضراب وطني في مختلف قطاعات العمل والإنتاج".
اعتقال التلاميذ
واعترف وزير التعليم الإيراني، يوسف نوري في حديثه لصحيفة "شرق"، باعتقال التلاميذ في الاحتجاجات.
وقال "ليس لدينا تلاميذ في السجن وفي بعض الحالات إذا كانوا محتجزين يكون ذلك للإصلاح".
وأضاف: "هم في مركز علم النفس والخبراء يقومون بعملية الاصلاح ليعود هؤلاء التلاميذ إلى البيئة المدرسية بعد إصلاحهم".
وفي سياق مواجهة الاحتجاجات الشعبية السلمية بالحديد والنار، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، إن "القوات الأمنية في بلاده تتعامل مع من نزلوا إلى الشوارع بـ"أرق طريقة ممكنة"، بالرغم من مقتل أكثر من 200 محتج واعتقال 5500 شخص، وفقا لمنظمات حقوقية إيرانية.
إيران إنسايدر - (طاهرة الحسيني)