تواصلت الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية، وعلى رأسها العاصمة طهران، لليوم الثاني عشر على التوالي، فيما كشفت مصادر حقوقية أن عدد القتلى الموثقين بالاسم بلغ 76 قتيلا.
تواصل المظاهرات
وخرجت مظاهرات في طهران، مساء الثلاثاء، وهتف المتظاهرون في حي "هفت حوض" بشعار "الموت للديكتاتور"، كما أغلق المتظاهرون في شوارع "سنندج"، غربي إيران، الطرق وحرقوا اللافتات الحكومية.
وتظاهر الأهالي في "تشابهار" بعد اغتصاب قائد الشرطة لطفلة تبلغ من العمر 15 عاما، واحتجاجا على مقتل الشابة مهسا أميني، فيما ردت قوات الشرطة والأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
وأضرم محتجون في مدينة تشابهار (جنوب شرقي إيران) النار في مصرفين حكوميين.
وردت القوات الأمنية الإيرانية بإطلاق الرصاص الحي، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ويواصل النظام الإيراني سياسة القمع الأمني العنيف في مواجهة المظاهرات.
وتداول ناشطون مقطعا مصورا في مدينة "الخفاجية" بمحافظة خوزستان، (جنوب غربي إيران) يظهر الأمن الإيراني وهو يواجه المحتجين في حي "أبو ذر" بالرصاص الحي ليمنعهم من التجمع والتضامن مع الاحتجاجات العامة.
وشهد حي "أبو ذر" في السنوات الماضية مواجهات عنيفة بين الأمن والمحتجين على النظام الإيراني، الأمر الذي أدى لاتساع رقعة الاحتجاجات في "الخفاجية" ودخولها إلى أحياء جديدة من المدينة. كما أظهرت مقاطع فيديو حدوث مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين، سقط على إثرها جريح من بين المتظاهرين.
وفي شيراز (جنوبي إيران)، أظهر مقطع فيديو مجموعة من عناصر الأمن الإيراني وهي تهاجم بشكل جماعي سيدة وتنهال عليها ضربا بالعصي والهروات.
كما أظهر فيديو من مدينة شيراز، أحد المتظاهرين وهو يضرم النار في لافتة بها صورة المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمام مبنى إدارة المخابرات في محافظة فارس، (وسط إيران).
اعتقال "فائزة رفسنجاني"
وفي السياق، أكدت مصادر إعلامية أن الأمن الإيراني اعتقل فائزة هاشمي رفسنجاني ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، في طهران.
وانتقدت "رفسنجاني" النظام الإيراني بشكل غير مسبوق، داعية إلى الإطاحة به خلال محاضرات القتها في تطبيق "كلوب هاوس"، مما دعا بعض المتشددين في النظام إلى اعتقالها.
احتجاجات طلابية
وتتواصل الاحتجاجات الطلابية، حيث نظم طلاب جامعة "جمران" بالأهواز، (جنوب غربي إيران)، مظاهرة، اليوم الثلاثاء، داخل الحرم الجامعي دعما للاحتجاجات التي شهدتها البلاد، مرددين هتافات: "لسنا مثيري شغب، نحن نقوم بالاحتجاج".
وبعد احتجاجات وإضرابات طلاب الجامعات في جميع أنحاء إيران، انضم عدد من أساتذة الجامعات إلى الطلاب المحتجين.
وقدم عدد من أساتذة الجامعات استقالتهم دعما للاحتجاجات الشعبية ورفضا للقمع ضد المحتجين، فيما أعلن آخرون توقفهم عن التدريس دعماً للإضراب الطلابي على مستوى الدولة.
وكان طلاب الجامعات في طهران ومدن إيرانية أخرى رددوا، مرارًا وتكرارًا، في تجمعاتهم الاحتجاجية، شعار "الشوارع ملطخة بالدماء وأساتذتنا صامتون".
تصعيد ضد الأكراد
من جهته صعد "الحرس الثوري الإيراني" من هجماته الانتقامية على المناطق الكردية.
ونفذ الحرس الثوري، الثلاثاء، هجمات على مواقع "قوات بيجاك" الكردية في منطقة شومان، في الخط الحدودي بين العراق وإيران.
فيما اعتبر قائد فيلق عاشوراء، التابع للحرس الثوري الإيراني، أصغر عباسقلي زاده، الاحتجاجات في إيران بأنها "مهندسة من الخارج"، وقال: "مصدر جميع المصائب هو عدم طاعة ولي الفقيه".
76 قتيلا
قال نشطاء حقوقيون، إن 76 متظاهرا، على الأقل، قتلوا على أيدي قوات الأمن الإيرانية خلال 11 يوما من الاضطرابات التي أشعلتها وفاة فتاة خلال احتجازها لدى الشرطة.
واتهمت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية (آي إتش آر)، ومقرها النرويج، السلطات الإيرانية باستخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية لقمع المتظاهرين.
وقدرت وسائل إعلام رسمية إيرانية عدد القتلى بـ41 شخصا بينهم عدد من أفراد الأمن، وألقت باللوم على "مثيري الشغب".
وقد أقدمت السلطات في طهران على اعتقال مئات الأشخاص، بينهم 20 صحفيا.
وقال مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، محمود أميري مقدم: "تعذيب المتظاهرين وإساءة معاملتهم أمر خطير جدا، كما أن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين جريمة دولية. على العالم أن يدافع عن مطالبة الشعب الإيراني بحقوقه الأساسية".
وأعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن شعوره بقلق بالغ إزاء ردود فعل السلطات العنيفة، وحثها على احترام حق المواطنين في الاحتجاج السلمي.
وامتدت المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني إلى أكثر من 150 مدينة وبلدة في جميع أنحاء إيران منذ تشييع جنازة مهسا أميني في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وكانت "أميني"، الفتاة الكردية البالغة من العمر 22 عاما، قد قدمت من شمال غربي إيران لزيارة العاصمة طهران في 13 سبتمبر/ أيلول، عندما ألقي القبض عليها من قبل ضباط شرطة الآداب بدعوى انتهاك قواعد الحجاب.
اعتقال 20 صحفيا
وطالبت لجنة حماية الصحفيين، ومقرها الولايات المتحدة، بالإفراج عن حوالي 20 من الصحفيين والمدونين الذين تم اعتقالهم، بالإضافة إلى مدافعين عن حقوق الإنسان ومحامين ونشطاء من المجتمع المدني.
وقالت "لجنة حماية الصحفيين"، إنه "يجب على قوات الأمن الإيرانية أن تتخلى عن إجراءاتها القمعية ضد الصحفيين… وأن تعيد خدمات الإنترنت التي تعد أمرا حيويا لإبقاء الناس على علم بما يحدث".
إيران إنسايدر