احتجت إيران بشكل رسمي لدى باريس على خلفية صدور فيلم "العنکبوت المقدس"، وتوعدت طاقم العمل من الإيرانيين بالمساءلة القانونية.
وقال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، محمد مهدي إسماعيلي، إن "هذا العمل مسيء للمعتقدات الدينية، وإن طهران ستأخذ تلك المسألة في الاعتبار بشأن علاقاتها الثقافية مع مثل تلك الحكومات.
وتوعد "إسماعيلي" بمساءلة أي شخص داخل إيران تعاون مع فريق إنتاج الفيلم الذي منحه مهرجان "كان" إحدى جوائزه.
وأضاف على هامش اجتماع للحكومة، أن "الفيلم أُنتج في الأردن، ولا صلة له بالفنانين الإيرانيين الملتزمين، إلا أنه إذا كان أحد العاملين فيه في داخل إيران فإن القانون سيشمله".
وقال "إسماعيلي"، إن "المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يسمحوا لأحد الإساءة إلى المقدسات الدينية"، وأضاف أن "مهرجان "كان" يخضع لسياسة اللوبي الصهيوني والصهاينة الذين يقفون وراء مثل هذه الأعمال ويضفون عليها طابعا سياسيا"، حسب زعمه.
وقال عن الفيلم بأنه "مليء بالمشاهد المقززة وغير الواقعية" وإنه "يريد تشويه صورة المجتمع الإيراني"، حسب رأيه.
وأضاف أن مثل تلك "الإعمال المشينة ضد المقدسات والمعتقدات تعتبر بالنسبة للشعب الإيراني الخط الأحمر الذي يجب أن لا يتجاوزه أحد".
وكان "إسماعيلي" وصف عبر "تويتر"، منح الفيلم جائزة في مهرجان "كان" بأنه "إجراء مهين ومسيّس جرح مشاعر ومعتقدات المجتمع الإيراني".
والفيلم من إنتاج مشترك دنماركي ألماني سويدي فرنسي، قدرت ميزانيته بـ 38 مليون دولار، وشارك فيه فنانون من أصول إيرانية، وتم تصويره خارج إيران بصورة كاملة.
ويدور الفيلم الذي أخرجه الإيراني علي عباسي، حول صحفي يسافر إلى مدينة "مشهد" الإيرانية المقدسة للتحقيق في قضية قاتل نساء.
وشاركت في بطولة الفيلم زهراء إبراهيمي التي فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان "كان" عن دورها في الفيلم.
ويروي الفيلم حكاية سلسلة جرائم قتل في مدينة "مشهد"، نفذها "سعيد حنائي" قبل 20 عاما ضد من زعم أنهن "مومسات"، وأثارت القضية جدلا واسعا في إيران مع بث اعترافات القاتل، وجلسات حوار معه عبر التلفزيون الإيراني قبل أن ينفذ فيه حكم بالإعدام.
ورغم إعدام القاتل يدعي فيلم "العنكبوت المقدس" أن السلطات الإيرانية لم تتعامل بحزم معه، بل تم تصويره على أنه "بطل" في إيران رغم أجواء الاستياء الرسمية والشعبية التي سادت البلاد في تلك الأيام ضد حنائي.
واحتجت هيئة السينما التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران على الفيلم وقالت إنها لم تصدر أي تراخيص لصنع الفيلم الذي انتقدته بشدة، وقالت إنه أظهر "صورة مشوهة عن إيران والمعتقدات الدينية لا سيما أن أحداثه تجري في مدينة مشهد حيث مرقد الإمام الرضا ثامن أئمة الطائفة الشيعية".
إيران إنسايدر