إسرائيل تضرب في العمق الإيراني.. هل سترد طهران؟

السيارة التي شهدت عملية اغتيال العقيد بالحرس الثوري حسن صياد خدايي
السيارة التي شهدت عملية اغتيال العقيد بالحرس الثوري حسن صياد خدايي

ألمحت إيران، الاثنين، إلى وقوف إسرائيل خلف عملية اغتيال العقيد بالحرس الثوري حسن صياد خدايي، لكن تل أبيب أحجمت كالعادة عن التعليق على الاتهامات الإيرانية. 

وإذا ثبت أن إسرائيل هي التي نفذت عملية الاغتيال فإن ذلك يعكس مضيها قدماً في قصقصة أجنحة إيران التي لطالما توعدت برد على العمليات الإسرائيلية دون القيام بذلك.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن بلاده "ستثأر لمقتل العقيد خدايي" على يد شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، في عملية اغتيال نادرة في العاصمة طهران.

وأضاف "رئيسي"، "طلبت من المسؤولين الأمنيين الملاحقة الجادة لمرتكبي هذه الجريمة وليس لدي شك في أن الانتقام لدماء شهيدنا الطاهرة أمر حتمي".

وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، إن الحرس الثوري رصد واعتقل أعضاء في شبكة مخابرات إسرائيلية.

ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يشرف على وكالة المخابرات (الموساد)، التعليق على الأحداث التي وقعت في طهران.

ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف قوله إن "عملية الاغتيال التي وقعت الأحد ستزيد من عزم الحرس الثوري على مواجهة أعداء الأمة الإيرانية".

وقال إن "استشهاد العقيد خدايي يزيد من عزم الحرس الثوري على الدفاع عن الأمن والاستقلال والمصالح الوطنية ومواجهة أعداء الأمة الإيرانية". وتابع "السفاحون والجماعات الإرهابية المرتبطة بالقمع العالمي والصهيونية سيواجهون عواقب أفعالهم".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن "خدايي كان يقود وحدة من فيلق القدس تنفذ عمليات للحرس الثوري في الخارج، ومهمتها التخطيط لهجمات على إسرائيليين في الخارج".

ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن الحرس الثوري، قوله إن خدايي كان "أحد مدافعي العتبات المقدسة"، في إشارة إلى أفراد ومستشارين عسكريين تقول إيران إنهم يقاتلون نيابة عنها لحماية المواقع الشيعية في العراق وسوريا من جماعات مثل تنظيم داعش، وهي ذريعة تستخدمها لتبرير تدخلها في الدولتين المذكورتين.

ويأتي الاغتيال في وقت يكتنف فيه الغموض جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية بعد أشهر من توقف المحادثات.

وقالت سنام وكيل، نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة تشاتام هاوس، إن "اغتيال خدايي يهدف إلى زعزعة استقرار طهران بينما يتصاعد التوتر مع إسرائيل بسبب برنامج إيران النووي".

وأضافت "إذا كانت إسرائيل هي المسؤولة عن الهجوم، فهو تذكير بأن قدرة إسرائيل على الوصول إلى الداخل الإيراني وعلى زعزعة الاستقرار تزيد".

وقال رام بن – باراك، النائب السابق لرئيس الموساد والذي يرأس الآن لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي، إن "خدايي اسم مألوف".

وأبلغ محطة راديو كان "نعم نعلم بالأمر. لا أريد التطرق إلى تفاصيل بشأن ما حدث أو من الفاعل وماذا فعل. هناك اغتيال وقع. هل يجب أن أقول إنني آسف لأنه لم يعد معنا؟ لست آسفا".

وقُتل ما لا يقل عن ستة علماء وأكاديميين إيرانيين منذ عام 2010 أو تعرضوا للهجوم، ونفذ بعض تلك العمليات مهاجمون على دراجات نارية. ويُعتقد أن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير خلافات ويقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة نووية.

ويعدّ مقتل "خدايي" أبرز عملية استهداف مباشر داخل إيران منذ اغتيال العالم النووي فخري زاده في السابع والعشرين من نوفمبر 2020.

وقُدم "فخري زاده" بعد مقتله على أنه نائب وزير الدفاع ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، وشارك خصوصاً في "الدفاع الذري" للبلاد.

وتنفي إيران تصميمها على إنتاج قنبلة نووية قائلة إن برنامجها النووي أغراضه سلمية. وتندد طهران بقتل علمائها وتصفه بأنه "عمل إرهابي" من تنفيذ وكالات المخابرات الغربية والموساد. وتُحجم إسرائيل عن التعليق على مثل هذه الاتهامات.

وقال رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني اجئي، إن منفذي الاغتيال سيعاقبون.

وقال هنري روم، المحلل في مجموعة أوراسيا، إن الاغتيال بدا انتقاما إسرائيليا من الحرس الثوري بسبب عمليات إقليمية وعالمية نفذها.

وأضاف أن هذا النهج يتسق مع استراتيجية إسرائيل المتعلقة بمواجهة الأفعال الإيرانية ليس فقط في دول ثالثة بل وداخل إيران نفسها بالهجوم على من يصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بأنه "رأس الأخطبوط". 

وفي مارس الماضي، أمطرت إيران مدينة أربيل شمال العراق بالعشرات من الصواريخ البالستية في هجوم غير مسبوق على عاصمة إقليم كردستان بدا أنه يستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن الحرس الثوري نفذ الهجوم ضد "مراكز استراتيجية" إسرائيلية في أربيل بما يشير إلى أنه كان انتقاما من ضربات جوية إسرائيلية وقعت قبل ذلك وقتلت جنودا إيرانيين في سوريا.


ايران اسرائيل اغتيال طهران محسن فخري زادة الموساد الاسرائيلي ابراهيم رئيسي حسن صياد خدائي