ذكرت وثيقة "سرية للغاية" حصلت عليها "إذاعة راديو فردا" من اجتماع "مجموعة العمل المعنية بالوقاية من أزمات أمن سبل العيش الأساسية" أن "المجتمع الإيراني في حالة انفجار" وأن "السخط الاجتماعي قد ازداد بنسبة 300% في العام الماضي".
هذه الوثيقة، سربتها مجموعة من "الهاكرز" تسمى "عدلات علي" إلى راديو فردا، وهي عبارة عن محضر مؤلف من سبع صفحات، في اجتماع ترأسه العميد حسين نجات، قائد كبير في الحرس الثوري ونائب رئيس "قاعدة سر الله"، وهي قاعدة رئيسية للحرس الثوري الإيراني تشرف على الأمن في طهران، بحضور مكتب المدعي العام بطهران، وجهاز استخبارات طهران، ومخابرات نجا وشرطة الأمن العام، ومخابرات الباسيج الاقتصادية، وفيلق حضرة سيد الشهداء، وفيلق حضرة رسول، ونقابات الباسيج، وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
و"قاعدة سار الله" التابعة للحرس الثوري الإيراني، هي إحدى المؤسسات الرئيسية المسؤولة عن قمع الاحتجاجات في البلاد، وتعتبر أهم قاعدة أمنية في عاصمة الجمهورية الإسلامية، وهي المسؤولة عن حماية طهران والمؤسسات الحكومية المهمة الموجودة في طهران من أي خطر، بما في ذلك أعمال الشغب والاحتجاجات الواسعة المناهضة للحكومة أو التهديدات العسكرية ضد الحكومة مثل الانقلابات.
ويشير الاجتماع إلى ملاحظات مسؤول من جناح الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، يشار إليه فقط باسم "محمدي"، تتضمن إن استطلاعا أجرته الاستخبارات يظهر أن الاستياء العام في البلاد التي يقدر عدد سكانها بنحو 84 مليون نسمة يهدد بالغليان.
وقال "محمدي"، إن "المجتمع في حالة انفجار"، مشيرا إلى المشاكل الاقتصادية في إيران.
وأضاف أن "الاستياء الاجتماعي ارتفع بنسبة 300 فى المئة في العام الماضي".
وقال "محمدي" أيضا، إن "عدة صدمات" في الأشهر الأخيرة "هزت ثقة الجمهور" في الحكومة منها ارتفاع التضخم، بما في ذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار تجهيز الطاقة وأسعار السيارات، كما أشار إلى الانخفاض الحاد في أسعار الأسهم.
وفي هذا الاجتماع، قدم "العقيد كافياني" من المخابرات العامة تقريراً عن توقعات الاحتجاجات في الأشهر الأربعة الماضية، وقال إن "المظاهرات زادت بنسبة 48% مقارنة بـ 1399 وعدد المتظاهرين بنسبة 98%".
وأضاف "التجمعات الاقتصادية الأساسية زادت بنسبة 56% مقارنة بالعام الماضي، مبينا "لقد زادت التجمعات في بيئات الطبقة العاملة بنسبة 136 بالمائة، وكانت معظم الأماكن أمام مجلس الشورى الإسلامي ووزارة العمل".
وبحسب العقيد "كافياني"، "كان وقت التجمع بين الساعة 9 و 11:30 صباحا، وكان أكبر تجمع بين أيام الأحد والأربعاء".
وأوضح أن "معظم جرائم الاقتصاد الأساسي ارتكبت في المخفر الثاني (السوق والبرلمان)".
وأشار إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة كبيرة، مبينا أنه بسبب الزيادة الكبيرة في الأسعار، فقد تم استبدال اللحوم والدواجن والحبوب بفول الصويا، كما تم استبدال الأرز المحلي والأجنبي الذي ارتفع سعره بنسبة 133 إلى 222 في المائة، بالمعكرونة.
وقال مسؤول في مخابرات الشرطة والأمن العام "في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، من المتوقع 55 مظاهرة نقابية".
وحذر العقيد "كافياني" من أنه "إذا لم ننجح في القضاء على الموجة الجديدة من ارتفاع الأسعار بذكاء، فقد تكون المحرك لأزمة اقتصادية".
وقدم خمسة مقترحات تدعو إلى "تقسيم العمل بين أفراد مجتمع المعلومات في مجال قضايا المعيشة الأساسية ومساءلتها"، و"مقترحاً للمسؤولين على مستوى الدولة بشأن توفير الضروريات الأساسية والإغاثة النفسية للمجتمع".
واعترف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في 30 يناير بأن العقوبات الأميركية، ليست السبب الوحيد للمشاكل الاقتصادية الإيرانية، معتبرا أن سوء الإدارة الحكومية ساهم في ذلك، مشيرا إلى "قرارات خاطئة" اتخذتها حكومات سابقة.
وانتقد "خامنئي" ارتفاع الأسعار وقال إنه "على الرغم من دعم الحكومة"، تضاعفت تكلفة بعض الأجهزة المنزلية المنتجة محليا.
إيران إنسايدر