استنكر السجناء السابقون الذين تعرضوا للتعذيب والاستجواب من قبل الرئيس الإيراني القادم إبراهيم رئيسي، ما تحدث عنه في خطابه الأخير بأنه "مدافع عن حقوق الإنسان".
وفي مقابلات مع صحيفة "التايمز" البريطانية، قال شهود عيان، إن رئيسي ترأس في ثمانينات القرن الماضي عمليات الضرب والرجم بالحجارة والاغتصاب، وكذلك الأمر بالإعدام الجماعي للسجناء عن طريق شنقهم أو رميهم من المنحدرات.
وكان رئيس القضاء سابقا ابراهيم رئيسي، 60 عاما، عضوا فيما عرف بـ "لجان الموت" سيئة السمعة المتهمة بقتل ما لا يقل عن 5000 سجين بأوامر من آية الله الخميني في عام 1988، وغالبيتهم من الجماعات المعارضة الذين اتهموا بالتمرد ضد النظام خلال الحرب العراقية الإيرانية، كما شارك أيضا في حملات قمع ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة عامي 2009 و2019.
ووثقت الصحيفة شهادة فريدة جودارزي، وهي معتقلة في سجن غربي إيران عندما كان المدعي العام الشاب، إبراهيم رئيسي، مشرفا على عمليات ضرب السجناء وتعذيبهم، وشاهدها وهي تتعرض للضرب بأسلاك الكهرباء والتعذيب، قبل أسبوع واحد من ولادتها طفلها.
وتبلغ جودارزي، الآن من العمر 59 عاما، كانت من بين من ضحايا رئيسي، الذي أصبح رئيسا لإيران قبل أيام، وتحدث في مؤتمر صحفي بعد فوزه بالرئاسة مؤكّدا "دفاعه" عن حقوق الإنسان.
جودارزي، التي تمكنت من الفرار من إيران قبل خمس سنوات وتعيش حاليا في ألبانيا، قالت "رئيسي شهد بنفسه ووافق على كل مشاهد القتل والتعذيب"، وأضافت متسائلة "كيف يمكن أن يدعي أنه مدافع عن حقوق الإنسان وهو قد رأى وفعل أموراً كتلك؟"
واعتقلت الإيرانية، عام 1983، عندما كان عمرها 21 عاما، بتهمة دعم منظمة "مجاهدي خلق". وقت الاعتقال، كانت في آخر أسبوع من الحمل، لكن ذلك لم يشفع لها، وقام حراس سجن همدان بجلدها واستجوابها عدة مرات في اليوم مع سجناء آخرين كانت تسمع صراخهم "ليلا ونهارا"، وتقول إنها أجبرت على الولادة في السجن.
وتؤكد في شهادتها أنها قابلت رئيسي عدة مرات، وتشير إلى أنه كان حاضرا عندما أسقط الحرس طفلها البالغ من العمر شهرا على الأرض، وقاموا بتجريده من ملابسه أثناء تفتيش الزنزانة، وتقول إنه تُرك يتضور جوعا، وقام أحد الحراس بضربه في إحدى مرات الاستجواب.
وتنوه إلى أن رئيسي كان متواجدا في غرفة استجواب عندما "تم جلدها على وجهها ويديها بأسلاك الكهرباء بينما كان هو يتفرج".
ورغم جميع تلك الانتهاكات شغل رئيسي على مدار الـ18 شهرا الماضية منصب رئيس القضاء الإيراني.
وفي أول مؤتمر صحفي بعد تعيينه رئيسا، قال رئيسي ردا على الاتهامات بارتكاب جرائم قتل وتعذيب أدت إلى وضعه على قائمة العقوبات الأميركية، في عام 2019 "أنا فخور بكوني مدافعا عن حقوق الإنسان وأمن الناس وراحتهم كمدع عام أينما كنت".
وأضاف أن "كل الأعمال التي قمت بها خلال فترة استلامي لمنصبي كانت دائما في اتجاه الدفاع عن حقوق الإنسان... اليوم في المنصب الرئاسي، أشعر بأنني مضطر للدفاع عن حقوق الإنسان".
شهود آخرون قالوا للصحيفة إن نشطاء آخرين، من بينهم مراهقات ونساء، عصبت أعينهم وأجبروا على خوض عمليات إعدام وهمية واغتصاب قبل أن يتم شنقهن.
وقال محمود رويعي، وهو سجين سياسي سابق استجوبه رئيسي، خلال حملة عام 1988، إن الرئيس المنتخب أصدر حكما بالإعدام على نزيل كان يعاني من حالة خطيرة من الصرع.
وأضاف "تم اقتياده إلى ممر الموت، حيث كان السجناء ينتظرون قبل الإعدام، كان يعاني من نوبة صرع لكن رئيسي حكم عليه بالإعدام، لم يستطع المشي، ولكن في اليوم ذاته، وعلى الرغم من قضاء عقوبته بالكامل، تم إعدامه".
وأمر رئيسي أيضا، وفق شهادة رويعي، برمي شاب، لم يذكر تهمته، من أعلى جبل كعقاب، عندما كان المدعي العام في مدينة كرج.
إيران إنسايدر