أثارت تصريحات وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حول تمويل دول الخليج العربي، لتنظيم داعش، موجة من الغضب، ما دفع الرئاسة اللبنانية إلى التنصل منها، والتأكيد على أنها لا تمثل الدولة اللبنانية.
وأطلق وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، شربل وهبة، تصريحات لاذعة، بحق دول الخليج، حيث ألقى باللوم عليها في انتشار "داعش".
وقال وهبة، في مقابلة مع قناة "الحرة" التلفزيونية، "الدواعش ياللي جابوا لنا إياهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة.. دول المحبة جابوا لنا الدولة الإسلامية، زرعولنا إياها بسهل نينوى وبالأنبار وبتدمر"، وهي مناطق من سوريا والعراق سيطر عليها تنظيم داعش في عام 2014.
وعندما سُئل، "عم تحكي عن دول الخليج؟" قال وهبة إنه لا يريد أن يذكر أسماء، لكن عندما سئل عما إذا كانت دول الخليج قد مولت التنظيم المتشدد، قال وهبة "بتمويل مني أنا كأن؟".
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيان عبر تويتر، إن "ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه الى محطة "الحرة" مساء أمس، من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعكس موقف الدولة والرئيس عون".
وأضافت "رئاسة الجمهورية تؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، وعلى حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، وحرص الرئيس عون على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا".
كما هاجم الرئيس المكلف سعد الحريري وهبة، وقال إن "الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية على قناة الحرة، كلام لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية".
وأضاف "واذا كان هذا الكلام يمثل محورا معينا في السلطة اعتاد على تقديم شهادات حسن سلوك لجهات داخلية وخارجية، فانه بالتأكيد لا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الاشقاء في الخليج العربي ويرفضون الافراط المشين في الاساءة لقواعد الاخوة والمصالح المشتركة".
كما شن أمير سعودي هجوما على الوزير اللبناني متهما إياه بالوقاحة ووصف تفكيره بالضحل.
وقال الأمير سطام بن خالد آل سعود، في تغريدة عبر تويتر، "استغربت وزير خارجية بهذا المستوى الضحل من التفكير والوقاحة و بلده قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام ويسيء ويتهم دولة شقيقه وقفت وساندت بلده بكل حب وسخاء، بهذي الأكاذيب والإدعاءات الباطلة وتسخر من شعبها بأنهم بدو وهي فخر لكل عربي اصي! شين وقوي عين".
ووصف الكاتب والمعلق السعودي سلمان الأنصاري الوزير اللبناني بأنه "وزير حزب الله"، داعيا اللبنانيين لتطهير بلدهم من العصابة الفاسدة.
ويواجه لبنان مشكلات اقتصادية تمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وأحجمت دول الخليج، بما فيها السعودية، عن تقديم مساعدات لتخفيف مشكلات لبنان الاقتصادية، وظلت بعيدا، بينما تشعر بالقلق من تنامي نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من خصمها الإقليمي إيران.
وأعلنت السعودية في أبريل/ نيسان حظر دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية، أو نقلها عبر أراضيها، بسبب زيادة تهريب المخدرات من خلالها، وذلك بعد أن قالت إن الجمارك في ميناء جدة السعودي تمكنت من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون بلغت أكثر من 5.3 مليون حبة، مُخبأة ضمن شحن من فاكهة رمان.
إيران إنسايدر - (ريتا مارالله)