قال أحد كبار الخبراء النوويين الإيرانيين لصحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه إذا حصلت إيران على أسلحة نووية، فمن المحتمل أن تطلقها ليس فقط باستخدام الصواريخ الباليستية الأرضية، ولكن أيضا بواسطة صواريخ كروز التي تُطلق من السفن.
وقال ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي (ISIS) والباحثة سارة بوركهارد، في كتاب جديد بعنوان "سعي إيران المحفوف بالمخاطر لامتلاك أسلحة نووية"، إن "الطريقة الأكثر مباشرة للحد بشكل كبير من احتمالات بناء إيران للطاقة النووية الأسلحة هي الانتباه على ركائز إنتاج المتفجرات النووية وتسليحها ".
ويشير الكتاب إلى أنه يجب التركيز على عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التسليح، نظرا لأن إيران لديها الكثير من الخيارات لإطلاق الأسلحة النووية، من الصواريخ الباليستية إلى صواريخ كروز.
علاوة على ذلك، كتب أولبرايت أنه "يجب أن تهدف المفاوضات إلى الحد من الصواريخ الباليستية، ولكن يجب الاعتراف بأن القضاء عليها بالكامل أمر مستحيل نظرا لسنوات التراخي الغربي والتقدم الإيراني بشأن هذه القضية".
ويشير الكتاب إلى أن إحدى الفوائد الرئيسية لعملية الموساد عام 2018 على الأرشيف النووي السري لطهران، هي أنها تمنح القوى العالمية مزيدا من المعرفة حول كيفية الإشراف على جانب جهود التسليح الإيرانية في البرنامج النووي وعرقلته.
ولفت إلى أن هذا الأمر يتطلب نهجا أكثر قوة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى العالمية، من حيث تحديد مكان تخزين كل عنصر من عناصر التسليح التي كشف عنها الأرشيف، ومراقبتها جميعا.
ونوه أولبرايت، أن هناك بنودا ستحتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستكشافها ومراقبتها فيما يتعلق بجهود إيران، أولها أن الجمهورية الإسلامية "تحافظ على القدرة على استخدام رموز الكمبيوتر لمحاكاة انفجار أسلحة نووية"، والثاني هو "الاحتفاظ بإتقان نظام البدء متعدد النقاط، كمولد الموجات الصدمية، بما في ذلك إمكانية إجراء اختبار ناجح لمتفجرة نووية بنواة نووية بديلة".
وشدد أولبرايت على أنه إذا لم تخضع تلك البنود لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن أن تساعد طهران على التحرك بسرعة أكبر لتكون قادرة على زيادة اليورانيوم الذي تخصبه لصنع قنبلة نووية، لافتا إلى أنه إن اكتسبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية صلاحيات تفتيش جديدة، فقد يتم منع إيران من تطوير سلاح نووي على الرغم من الثغرات الرئيسية الأخرى في الاتفاق النووي لعام 2015.
وعلى الرغم من أن الكتاب يشير إلى أن اغتيال القائد النووي العسكري الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر 2020 كان بمثابة انتكاسة كبيرة في إدارة جهود التسليح، إلا أنه يضيف أنه أعد جيلا جديدا بالكامل من العلماء النوويين ليحل محله.
وهذا يفسر كيف يمكن لإيران أن تستمر في تقديم مثل هذا التهديد النووي على الرغم من خسارتها.
يقدم الكتاب أيضا تاريخا مثيرا للإعجاب لبرنامج إيران النووي، بالإضافة إلى عمق هائل في مناقشة نتائج الأرشيف النووي السري.
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)