لماذا تحجم الصين عن بيع "التنين القوي" لإيران؟

هشام حسين
"شنغدو J-10" طائرة صينية مقاتلة نفاثة متعددة المهام من تصميم وتصنيع مجموعة تشنغدو لصناعة الطائرات
"شنغدو J-10" طائرة صينية مقاتلة نفاثة متعددة المهام من تصميم وتصنيع مجموعة تشنغدو لصناعة الطائرات

تشير التقارير إلى أن الصين ما تزال مترددة في بيع طائراتها المقاتلة من طراز (Chengdu J-10 "التنين القوي") مقابل النفط والغاز الطبيعي الإيراني، وفقا لما أورده موقع "eurasiantimes".  

ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" عن خبراء عسكريين، قولهم إن إيران لا تستطيع أن تدفع بالدولار أو اليورو نقدا إلى الصين، وعرضت على الصين صفقة مقايضة، النفط والغاز مقابل السلاح.

من ناحية أخرى، راكمت الصين بالفعل احتياطيات ضخمة من الطاقة، وتريد جني الأموال من خلال صفقات الأسلحة، لذلك، فإن بكين مترددة بشأن صفقة محتملة لطائرات ""Chengdu J-10 مع طهران، حسب ما قال المحلل العسكري تشو تشينمينغ، وكان يمكن أن يكون الاتفاق أكثر جاذبية لو عرضت إيران نقودا صعبة، لكن سلسلة من القيود الاقتصادية تمنع طهران من القيام بذلك.

و"تشنغدو J-10" هي طائرة مقاتلة نفاثة متعددة المهام، من تصميم وتصنيع مجموعة تشنغدو لصناعة الطائرات، تلقب في الغرب باسم "التنين القوي"، وهي ذات محرك واحد، خفيفة الوزن، متعددة الأدوار، قادرة على العمل في جميع الأحوال الجوية، وهي مصممة في الغالب للقتال الجوي ولكنها مناسبة أيضا لمهام الضربة، وبالمقارنة مع نظيراتها الروسية والأوروبية والأمريكية، يُقال إن الطائرة J-10 الصينية هي أرخص طائرة مقاتلة متوفرة في السوق.

ووفقا للخبراء، سيتعين على الصين أيضا التفكير في التداعيات الجيوسياسية المحتملة لمثل هذه الصفقة.

لقد أفلتت إيران لتوها من حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة منذ 13 عاما، وتتطلع إلى زيادة ترسانتها العسكرية، لكن طموحات طهران مقيدة بقضاياها الاقتصادية المحلية، والتهديد بفرض عقوبات أمريكية على أي شخص يتاجر مع إيران، وبالتالي، عرضت إيران صفقة مقايضة على الصين بدلاً من إهدار احتياطيات النقد الأجنبي الثمينة.

يُطلب اتفاق المقايضة في سياق اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين الصين وإيران لمدة 25 عاما والموقعة في 26 مارس/ أذار من هذا العام، ولكن الصفقة لم تذكر تنازلات عسكرية ضخمة، إلا أن هناك مجالا لمزيد من العلاقات العسكرية داخلها.

"يجب أن تكون أولويات الصين التخلص من آثار لحرب التجارية مع الولايات المتحدة والتعامل مع أزمة 19 COVID، وفقًا لني ليكسيونج، الخبير العسكري في شنغهاي، مشيرا إلى أن لدى بكين بالفعل ما يكفي من إمدادات النفط والغاز المستقرة في بيئة تنخفض فيها أسعار هذه الموارد على أي حال.

وأشار إلى ضرورة أن تحافظ الصين على علاقات مستقرة، في تلك المنطقة المتقلبة، وما سيؤول إليه أي تعاون عسكري مع إيران على العلاقات مع اسرائيل والدول العربية.

وقال عبد الله الجنيد، الخبير الاستراتيجي البحريني "تدرك الصين أن مصالحها قد تكون في خطر، إذا فقدت قدرتها على الحفاظ على التوازن في علاقتها مع إيران وشركائها التجاريين الإقليميين، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أيضا".

بدوره، رأى نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان أن تعاون الصين مع إيران قد يكون مفيدا لبكين، مبينا أن ذلك التعاون سيجعل البحرية الأمريكية مشغولة في منطقة الخليج أكثر من المحيطين الهندي والهادئ.

إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)


ايران العقوبات الامريكية طهران الصين النفط الايراني الخام بكين اتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي التنين القوي طائرة تشنغدو