اشتكت مجموعة من عائلات قتلى الميليشيات العراقية الموالية لإيران، بعد أن تخلت عنهم الجهات التي قاتل أبناؤهم من أجلها، وقدموا حياتهم ثمنا لذلك، حتى أن بعضها شعر بـ"الخيانة"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
وأفاد التقرير، بأن بعض العائلات الأكثر فقرا في الناصرية ومدن جنوب العراق، حصلت في البداية على رواتب تقدر بـ600 دولار شهريا ووعود بمنحها قطعة أرض، لكن الراتب انقطع منذ نحو عام، ولم توف الميليشيات بوعودها.
تعتقد بعض العائلات العراقية أن تعويضاتها قطعت لأنها لم تعد مفيدة للميليشيات، فيما يؤكد آخرون إنهم لم يتلقوا أي تفسير، وفقا للصحيفة.
وقال عبد الله (58 عاما) رافضا ذكر اسمه الأخير خوفا من "الانتقام"، وهو متطوع سابق في الميليشيات خوفا من الانتقام، إنه "شعر بالندم لأنه سمح لأخيه بالقتال".
وأضاف "قتل حيدر شقيقي عام 2016 أثناء المعارك ضد تنظيم داعش في سامراء"، وعّبر عبد الله عن أمنيته بأن يعيش حياة أطول لكي يتنسى له الاعتناء بأطفال شقيقه.
وكتعويض عن وفاتهم، تلقت بعض عائلات القتلى قطعة أرض سكنية ورواتب شهرية من هيئة الحشد الشعبي.
وتؤكد الصحيفة، أن الهيئة تستخدم أموال الميزانية الفيدرالية العراقية لدفع رواتب عائلات قتلى الحرب، إلا أنها تلفت إلى أن الرقابة على مصير تلك الأموال قليلة جدا، لأن القرار النهائي بشأن ذلك يخضع لكبار قادة الميليشيات خارج إشراف الحكومة، وفقا لورقة بحثية أعدتها مؤسسة تشاتام هاوس.
ويقول ستار، وهو والد شاب يدعى "مشتاق" قتل في 2015 خلال المعارك، حيث كان متطوعا في صفوف منظمة بدر "لقد وعدوا بمنحنا تعويضا وقطعة أرض، وفي المرة الأخيرة التي ذهبت فيها إلى مقراتهم، رميت جميع الأوراق على مكاتبهم، وأخبرتهم أنني أتمنى لو لم أرسل ابني أبدا ليموت كشهيد".
ورفض المسؤولون في هيئة الحشد الشعبي التعليق على تلك الانتقادات رغم طلبات "واشنطن بوست" المتكررة.
وقال عماد، وهو والد الشاب علي الذي قرر إغلاق شركته المزدهرة في مجال الإلكترونيات للانضمام إلى حركة حزب الله النجباء للقتال ضد داعش، إنه تشاجر مع ولده بشأن هذا القرار.
وأضاف "قلت له في حينه، إن العراق لا يستحق أن تموت من أجله، هذا البلد يطلب منك الواجبات لكنه لن يمنحك حقوقك".
إلا أن علي رد "أريد الدفاع عن بلدي"، ليقتل بعدها وهو في أوائل العشرينات من عمره، في عام 2016 أثناء محاولته نزع فتيل عبوة ناسفة في مدينة سامراء.
ويؤكد عماد أن هناك إحباط بشكل عام بين عديد من العائلات مثلنا، فيما يقول حسين، شقيق علي، إنه انضم إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في محاولة منه لإنقاذ العراق.
ويضيف إن "شقيقي انضم للقتال لنفس السبب الذي جعلني انضم إلى الاحتجاجات، نحن نهتم لبلدنا.. لم يكن (علي) لينضم إلى هذه الميليشيا أبدا لو عرف ما سيحدث لاحقا".
ويتهم نشطاء ومنظمات دولية الميليشيات بممارسة عمليات قتل وتعذيب وخطف لمحتجين ونشطاء شاركوا في التظاهرات، التي اندلعت في العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ضد الفساد وتنامي نفوذ الجماعات المسلحة الموالية لطهران.
إيران إنسايدر