ظهر نزاع داخل الحرس الثوري الإيراني للعيان مع انتقاد مساعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، ترشح أحد قادة الحرس للانتخابات الرئاسية التي ستجري في تموز/ يونيو، وفقا لما نقل موقع "إذاعة أوروبا الحرة ".
وأصبحت الانقسامات داخل الحرس الثوري الإيراني، عندما أجرى يد الله جواني، مساعد القائد العام للحرس الثوري للشؤون السياسية، مقابلة مع وكالة أنباء فارس في 3 أبريل/نيسان الجاري، حيث اتهم جواني، سعيد محمد، القائد السابق لمجموعة البناء التابعة للحرس الثوري الإيراني "خاتم الأنبياء"، بارتكاب "انتهاكات" وقال إنه طُرد بسبب سعيه لتولي منصب الرئاسة في إيران.
وقال جواني، في مقابلته، إن "الحرس الثوري الإيراني لا ولن يدعم سعيد محمد، أو أي مرشح آخر في الانتخابات"، لافتا إلى أن "الحرس الثوري الإيراني يعارض دخول أعضاء منه إلى ساحة الانتخابات دون المرور بالإجراءات القانونية".
وأعلن محمد استقالته من تكتل البناء في أوائل مارس/ آذار ، مما يشير إلى أنه يمكن أن يترشح للرئاسة، وعقب استقالته، تم تعيينه مستشارا خاصا للقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي.
ورد محمد على جواني، نافيا ارتكابه أي "انتهاكات"، قائلا إن "جواني ليس متحدثا باسم الحرس الثوري الإيراني"، مشددا على أن انتقادات جواني كانت وجهة نظره "الشخصية".
واتهم بيان صادر عن مكتب محمد نشرته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، أن مقابلة جواني خلقت عدم ثقة لدى الجمهور، وتقوض "المشاركة القصوى" في الانتخابات التي طالب بها المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
لا يوجد مرشح متفق عليه
يقول المحلل علي أفشاري المقيم في واشنطن، إن "الخلاف العام يشير إلى أن قيادة الحرس الثوري الإيراني لم تتفق على مرشح رئاسي واحد".
وأضاف أفشاري، أن "محمد، 53 عاما، لا يبدو أنه المرشح المفضل للمؤسسة، على الرغم من التكهنات بأن ملفه الشخصي يناسب دعوة خامنئي إلى رئيس شاب نسبيا ومتشدد أيديولوجيا".
واعتبر أن "الهجمات على سعيد محمد لا تأتي فقط من كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني وشخصيات متشددة، فقد شن البعض في قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري الإيراني، هجمات عنيفة ضده".
وبعد يوم من مقابلة جواني، نفى المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف وجود انقسامات داخل الحرس الثوري الإيراني، قائلا إن "الحرس الثوري الإيراني لن يوافق أو يحارب أي مرشح".
كما أنه لم يؤكد ما إذا كان محمد قد انتهك الإجراءات القانونية للحرس الثوري الإيراني وعلق قائلا "أحد نواب الحرس الثوري الإيراني، أدرك حدوث انتهاك، لكن قد لا يكون هذا هو الرأي الرسمي للحرس الثوري الإيراني".
وأضاف "إذا كان محمد قد ارتكب أي انتهاك، فلماذا عيّنه قائد في الحرس الثوري الإيراني مستشارا له؟" ، مشيرا إلى قرار سلامي بتعيين محمد مستشارا خاصا له.
وتشير تقارير إلى أن عدة أعضاء سابقين في الحرس الثوري الإيراني قد يتنافسون على الرئاسة في يونيو/ تموز المقبل، ومن بين هؤلاء رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني سعيد دهقان الذي يعمل مستشارا عسكريا لخامنئي.
كما أشار محافظون آخرون إلى نيتهم الترشح للرئاسة، بما في ذلك الرئيس السابق للتلفزيون الحكومي عزت الله زرغامي.
ويسعى المتشددون إلى توحيد السلطة في إيران، بعد أن سيطروا على البرلمان في انتخابات 2019 التي اتسمت باستبعاد جماعي للمرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور.
وكانت المشاركة في هذا التصويت هي الأدنى في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
وقال المحلل السياسي المقيم في سويسرا، مهدي طلتي، إن الفصيل المتشدد في المؤسسة الإيرانية يحاول تقييد عدد المرشحين لخلق الوحدة وزيادة فرصها في الفوز بالانتخابات.
وأضاف "إذا دخل الفصيل المتشدد، الذي له عدة مرشحين عسكريين، في الانتخابات بعدة مرشحين، قد يهزمهم الإصلاحيون، لذلك، يحاولون حل هذه المشكلة قبل التصويت".
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)